قافلة «سبلة» العمانية تنصب خيمتها الشعرية في باريس

في ضيافة المنتدى الثقافي العراقي

عدد من المشاركين في الأمسية تتوسطهم عايدة الزدجالي
TT

في ضيافة المنتدى العراقي في باريس، حلت قافلة سبلة العمانية في جولتها الأُوروبية الثالثة، حيث قدمت أُمسية شعرية لجمهور متعطش لهذا النوع المفتقد من الأمسيات. وشارك في القراءات ثلاثة شعراء من سلطنة عمان وشاعر من العراق هو عبد الرزاق الربيعي الذي نصب خيمته في مسقط، منذ سنوات طوال. القافلة التي استعارت اسمها من «السبلة»، وهي مكان اجتماع أهل القرية للتداول في أُمورهم، تأسست قبل خمس سنوات كموقع إلكتروني حواري يضم، اليوم، 160 ألف عضو ويسهم به أكثر من 22 مليون زائر ومشارك. إنه موقع يتطلع مديره العام موسى الفرعي إلى أن يكون الأول في السلطنة وأن يعزز حرية التعبير والنشر وتوفير مصادر المعلومات وتأمين التواصل الإنساني بين العمانيين ومختلف الشعوب والثقافات.

قدمت الشعراء الإعلامية التي تعمل في الفضائية العمانية عايدة الزدجالي. ورغم أنها مذيعة أخبار فقد انتقت عبارات رومانسية تنسجم والمناسبة وكادت تكون الشاعرة الخامسة في الأُمسية التي استهلها الشاعر النبطي ناصر الغيلاني، حامل لقب «شاعر العرب» في النسخة الثالثة من البرنامج التلفزيوني التنافسي الذي جرى تصويره في الكويت. وقد بدأ أول العازفين على وتر القصيد بأبيات حيا فيها أواصر العروبة التي تجمع ما بين بلده عمان وبين العراق، ثم انطلق يقرأ قصيدته الجميلة المعروفة التي يقول فيها:

«الشعر لولا غايته ما كتبناه صوت الضمير الحي لله دره لولا براعة مبدعينه تركناه ما عاد له بالنفس مثقال ذره».

ثم قرأ الشاعر العماني إبراهيم الهنائي مقاطع من قصيدته «رمل»، جاء فيها:

« أمضي إلى الصحراء أُطفئ شهوة الرمل الممدد من ضفائرها منسلا من الأضداد مسكونا بألف غواية للريح كالأسلاف كالعشب الذي منذ اختلاف الموت والموتى تداركه الحنين إلى الأقاصي».

والهنائي طالب جامعي يدرس الهندسة المدنية، وهو رئيس جماعة «الخليل» للأدب في جامعة السلطان قابوس، وسبق له أن حاز المركز الأول في الشعر الفصيح في ملتقى «نزوى» الأدبي.

لما جاء دوره، بدا الشاعر عبد الرزاق الربيعي متأثرا وهو يرى بين الحضور وجوها لأصدقاء لم يلتق بهم منذ زمن بعيد. إنه الشتات العراقي الذي يتفرق في أرض الله الواسعة لكي يلتئم حول مائدة الشعر، مرهم الأرواح المستوحشة. واختار الربيعي، الذي يعمل رئيسا للقسم الثقافي والفني في جريدة «الشبيبة العمانية» وله أكثر من عشرين كتابا في الشعر والمسرح والنقد والعمل الإعلامي، أن يقرأ قصيدته ذات النفس الملحمي «أصابع فاطمة»، ومن أجوائها:

«ذهب الذين...

وفاطمة تركت أصابعها تسيل على رماد أصابعي في وحشة الأسماء حيث تصهل الريح في الجباه المعتمة ذهب الذين...

تسربوا من صورتين بمحمل العرس العتيق:

ظفيرتي بنت المعيدي والأمير بسيفه المشطور نابا الليل هادئتان كفا جدتي في الليل عند الموقد الشتوي هادئتان عينا أُمنا في السر دامعتان سبحان الذي أسرى بنا حين استدار الوقت من قصب بحي الرافدين إلى أقاصي فندق في حضرموت وفاطمة جلست على راح الرياح تمشط الأزهار في شعر الفصول النائمة» رابع القراء كان الشاعر العماني محمد بن سيف الرحبي، وهو كاتب صحافي وروائي أيضا، عمل مديرا لتحرير جريدة «عمان» ورئيسا لتحرير مجلة «الثقافية». وكان الشاعر متواضعا وهو يقدم قصيدته قائلا إنها نصوص نثرية وأنه ليس بشاعر لكن عبد الرزاق الربيعي أوهمه بذلك. ومن أجواء نصوصه:

«يغرقني طوفان الأسئلة كل ابتسامة منك سؤال... تباعد بين الأسطر تلغي الفواصل من أمكنتها... تخلط بين الحروف كل حيرة منك علامة استفهام تبقى واقفة آخر السطر.. ».

يذكر أن قافلة «سبلة» توجهت، بعد باريس، إلى العاصمة البريطانية لندن لتقديم أمسيات شعرية هناك، على غرار رحلتيها السابقتين.