السعودية: تاريخ العائلة المالكة يسجل حضورا قويا ضمن معرض الصور التاريخية في ملتقى بجدة

من خلال 30 صورة للملك عبد العزيز وأبنائه في مختلف مراحلهم العمرية

الملك عبد العزيز وسط أبنائه الأمراء
TT

30 لوحة احتلت مساحة 30 مترا في مجمع البحر الأحمر التجاري «رد سي مول» بجدة، وعلى مدار أسبوع كامل طيلة أيام ملتقى التراث العمراني الوطني الأول، وسجلت حضورا قويا لتاريخ العائلة المالكة السعودية منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز وأبنائه الملوك والأمراء في مراحلهم العمرية المختلفة.

معرض الصور التاريخية الذي نظمته مؤسسة التراث الخيرية جسد أيضا مناطق السعودية في مراحل تاريخية مختلفة، من أجل إبرازها مع بعض صور الأسرة المالكة خصوصا أثناء وجودهم في تلك المناطق، وذلك بهدف التعريف بذاكرة التراث الوطني الموثقة لدى المؤسسة.

وأوضح الدكتور أسامة الجوهري، مدير عام مؤسسة التراث الخيرية، أن توثيق تلك الصور وأرشفتها يحتاج إلى جهد من ناحية البحث وتتبع المصادر، مشيرا إلى أن توثيق الذاكرة التاريخية للمملكة كان من أول اهتمامات المؤسسة. وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «أصبحت مؤسسة التراث خيرية كونها تهتم بكل ما له صلة بتوثيق التراث السعودي، وهو ما دعاها إلى فكرة إنشاء مشروع وطني متكامل لجمع الصور الخاصة بالمملكة والعناية بها، وحفظها بطريقة حديثة».

ولفت إلى أن الخطوات العملية لذلك المشروع بدأت برعاية الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض آنذاك والمشرف العام على مكتبة الملك فهد الوطنية، حيث توج ذلك صدور موافقة المقام السامي قبل نحو 14 عاما على إنشاء «الأرشيف الوطني للصور التاريخية» في مكتبة الملك فهد الوطنية. وأضاف «يهدف ذلك المشروع إلى جمع الصور القديمة للمملكة من مصادرها المختلفة، كي يكون مصدرا متميزا للتاريخ، عدا عن أنه يحمل أبعادا ثقافية وتعليمية رائعة، من أجل التعريف بماضي هذا الوطن».

الأرشيف الوطني للصور التاريخية، الذي تم افتتاحه قبل ما يقارب 12 عاما، يحوي نحو 27 ألف صورة تم جمعها مما يزيد على 93 مصدرا من أماكن مختلفة داخل السعودية وخارجها، وذلك بحسب ما ذكره مدير عام مؤسسة التراث الخيرية.

في الجهة المجاورة لمعرض الصور التاريخية، وعلى امتداد مساحة مساوية له، ارتكزت نحو 75 صورة فوتوغرافية التقطتها عدسة الأمير سلطان بن سلمان رئيس مؤسسة التراث الخيرية، ورئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، تجسد لقطات مميزة ومشاهد مختلفة لمناطق المملكة، إلى جانب صور للبيئة الطبيعية السعودية وأخرى للمعالم التراثية.

تلك الصور التي تحمل توقيع الأمير سلطان بن سلمان، كانت مخصصة للبيع بواقع 1000 ريال لكل صورة منها، بحيث تتم الاستفادة من ريعها لدعم مؤسسة التراث الخيرية. وهنا علق الدكتور أسامة الجوهري قائلا «لاقى المعرض إقبالا كبيرا من قبل زوار ومرتادي مجمع (رد سي مول)»، غير أنه لم يفصح عن عدد اللوحات التي تم بيعها أو حجم العائد المادي المتحقق منها.

وفي ما يتعلق بمشاركة المؤسسة في فعاليات أخرى، أبان أن «التراث الخيرية» تسعى إلى الإسهام في خدمة التراث الثقافي السعودي كأحد أدوارها لتنشيط حركة الثقافة في البلاد، من خلال تنظيمها ومشاركتها الدائمة في المعارض والندوات والملتقيات المحلية والمحافل العربية والدولية التي تعنى بالتراث، وإبرازه كمنجز حضاري، وأداة لتشكيل الهوية الحقيقية للمجتمع، ونافذة لتعريف العالم بثقافة المملكة وحضارتها.

وأشار مدير عام مؤسسة التراث الخيرية إلى أن هذين المعرضين ستتم المشاركة بهما في مناسبات ومعارض أخرى وتوثيقهما ضمن مهرجان الجنادرية وغيره من الفعاليات التي لها صلة بالتراث.

الجدير بالذكر، أن مؤسسة التراث تعد مؤسسة وطنية خيرية لا تسعى إلى تحقيق الربح كهدف أساسي، وأنشأها الأمير سلطان بن سلمان عام 1996، لتعمل على إعادة صياغة المفهوم الوطني للتراث، وتأكيد أهميته، كعنصر متجدد يستمد جذوره من الماضي، ويمتد نشاطها ليشمل عددا من المجالات المتعلقة بالمحافظة على تراث السعودية بشكل خاص، والتراث العربي والإسلامي بشكـل عام.

وبالعودة إلى مدير عام مؤسسة التراث الخيرية، قال «ثمة مشروع توثيقي آخر قامت به مؤسسة التراث الخيرية، يتضمن جمع الصور الخاصة بمعهد العاصمة الرياض طوال مسيرته المديدة، من خلال منسوبيه وخريجيه وموظفيه، حيث توثق تلك الصور مناسباته وفعاليته المختلفة»، موضحا أن هذا المشروع كان سببا في إنشاء أرشيف متخصص لجمع تلك الصور والمحافظة عليها، وأرشفتها عبر قاعدة بيانات متخصصة.

وأفاد بأن ذلك المشروع الذي يرعاه الأمير سلطان بن سلمان رئيس مؤسسة التراث الخيرية وعضو مجلس إدارة جمعية خريجي معهد العاصمة وينفذه على نفقته الخاصة، يهدف إلى تمكين الباحثين والمهتمين وزوار المعهد من الاطلاع عليها والاستفادة منها. وزاد «قامت مؤسسة التراث الخيرية بجمع أكثر من 2000 صورة متعلقة بالمعهد من مصادرها المختلفة، وتوثيقها وأرشفتها وحفظها في قواعد بيانات متطورة، وذلك من أجل تسهيل عملية الرجوع إليها عند الحاجة».

يشار إلى أن مدينة جدة كانت قد استضافت ملتقى التراث العمراني الوطني الأول في 14 من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، واستمر لمدة أربعة أيام متتالية، وذلك بتنظيم الهيئة العامة للسياحة والآثار ورعاية الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة.