ترميم تمثالي «ممنون» بالأقصر وإعادتهما للحياة بعد تدهور وضعهما

يبلغ ارتفاعهما 19 مترا.. ونسج الإغريق حولهما أسطورة لبطل طروادة

تمثالا ممنون
TT

أعلن مسؤولون مصريون عن شروعهم في إجراءات لحماية تمثالي ممنون الأثريين في محافظة الأقصر بصعيد البلاد، وذلك ضمن دراسة يعدها المجلس الأعلى للآثار في مصر بالتعاون مع البعثة الألمانية للآثار.

وتتضمن إجراءات الحماية دراسة المسح الجيولوجي والراداري، وعمل مجسات حول التمثالين المعروضين في منطقة البر الغربي بالأقصر منذ آلاف السنين، بهدف إعادتهما لحالتهما الأصلية.

وقال الدكتور مصطفى أمين، الأمين العام للمجلس، إن الدراسة تتضمن إجراء أعمال ترميم لجسم التمثالين، وإعادة القطع المنفصلة والمتساقطة من جسمي التمثالين إبان العصر الروماني إلى مكانها مرة أخرى بعد ترميمها. وتابع أن «الدراسة تتضمن أيضا ترميم التمثالين الآخرين اللذين تم اكتشافهما خلف تمثالي ممنون ورفعهما على قواعد خراسانية لإبعادهما عن التربة وعزلهما عن أي تأثيرات سلبية قد تؤثر على سلامتهما»، لافتا إلى أن تمثالي ممنون يبلغ ارتفاع الواحد منهما 19.2 متر؛ وتم تشييدهما ليتصدرا مدخل المعبد الجنائزي للفرعون «أمنحتب الثالث»، الذي تهاوى واندثرت معالمه، وبقي هذان التمثالان ليظلا شاهدين على ما كان عليه ذلك المعبد من عظمة.

ولهذين التمثالين أسطورة نسجها الإغريق إبان حكمهم لمصر، إذ إنه عندما تصدع أحد هذين التمثالين كان يصدر منه صفير في الصباح الباكر نتيجة مرور الهواء بين شقوقه، فاعتقد اليونانيون أن روح القائد «أجا ممنون» الذي فقد في حرب طروادة، قد سكنت هذا التمثال، وهو يناجي أمه «آيوس» إلهة الفجر كل صباح، وكانت دموعها هي الندى، لكن هذا الصوت توقف عندما تم ترميم التمثال.

غير أنه وفي رواية أخرى قريبة الشبه، فإن شهرة التمثالين جاءت عندما حدث زلزال في عام 27 ق.م هز منطقة طيبة وأدى إلى انشطار التمثال الشمالي إلى نصفين عند وسطه، وكان الحجر يرسل ذبذبات صوتية عن طريق فعل داخلي ناتج عن التغيرات الفجائية للرطوبة ودرجة الحرارة عند الفجر، فظهرت أسطورة أن التمثال يصدر أصوات رثاء من أم البطل الإثيوبي «ممنون أورورا» على ابنها الذي سقط في ميدان طروادة. وكان هذا الصوت يتم سماعه كل صباح ومنه اشتق اسم التمثالين.

وتؤرخ الدراسات التاريخية فترة الملك «أمنحتب الثالث» بأنها تتضمن الفترة من 1390 إلى 1352 ق.م، وهو يعتبر تاسع فراعنة الأسرة الثامنة عشرة، ويوصف بأنه من أعظم حكام مصر على مر التاريخ، وعرف عنه اهتمامه بالرياضة خاصة الصيد والقنص حيث كان صيادا ماهرا، وعثر له على جعران يسجل فيه أنه اقتنص مائة ثور بري في رحلة صيد ملكية استغرقت يومين، وجعران آخر أصدره في السنة العاشرة ذكر فيه أنه منذ ارتقائه العرش قتل 102 من الأسود في رحلات الصيد.

تزوج «أمنحتب الثالث» في العام الثاني لحكمه من الملكة «تتي» ولم تكن لها أصول ملكية، ولكن والديها كانا يشغلان مناصب راقية في الدولة، وأنجبت له «أمنحتب الرابع»، الذي خلفه، وكانت له العديد من الزوجات، منها زيجات دبلوماسية من أميرات أجنبيات مثل الأميرة «جلوخيبا» بنت ملك «متني» وأميرة نهرين. كما تزوج من أخته «إيزيس»، وفى عامه الثلاثين تزوج من أخت أخرى له تدعى «ست آمون»، وأنجب ستة من الأبناء منهم ولدان هما «تحتمس» وهو الابن الأكبر ومات في حياته.

توفي «أمنحتب الثالث» بعدما حكم مصر لمدة 38 عاما وهو في سن الخمسين، ربما بسبب مرض غير معلوم، وتم اكتشاف مقبرته التي أعدها لنفسه في عام 1799، وهي المقبرة رقم 22 بوادي الملوك واكتشفها «جولوه ودفلييه»، ووجدت فارغة والجدران مهدمة بفعل الضغط والعوامل الجوية، ولم تكن مومياؤه بداخلها حيث وجدت في مقبرة بالقرب من الدير البحري وتم إخفاؤها بواسطة الكهنة، إلى أن تم اكتشافها في عام 1881.