«معرض بيروت للكتاب» يفتتح اليوم بمشاركة 15 كاتبا سعوديا

الناشرون يحاولون تعويض ما قضمته منهم الثورات العربية

معرض بيروت للكتاب
TT

«الشعب يريد الكتاب»، هو شعار «الدار العربية للعلوم» هذه السنة في «معرض بيروت العربي الدولي للكتاب» في دورته الـ55، والذي يفتتح اليوم (الجمعة). لافتة تمتد على مساحة جناح الدار، تريد أن توحي للزائر بأن الكتاب مطلبه الأول. لكن ما مدى صحة هذا الشعار؟ الدور اللبنانية اشتكت منذ بداية الثورات، أن الأبواب توصد دونها، بعد أن ألغيت ثلاثة معارض للكتب في كل من تونس ومصر واليمن، وبقيت حصيلة معرض الكتاب في سوريا هزيلة، والمبيع في الشارقة لم يكن على ما يرام. لهذا فإن المشاركين في معرض بيروت لهذه السنة، يتوجسون، من انعكاسات الثورات عليهم في عقر دارهم. ومع ذلك عبر رئيس «النادي الثقافي العربي» فادي تميم، وهي الجهة المنظمة، عن أمله في أن يأتي المعرض تعويضا عما تسببت به الثورات من خسائر، خصوصا أن الدورة الحالية «شهدت إقبالا كبيرا من الدول والمؤسسات العامة والهيئات الدولية ودور النشر اللبنانية والعربية ما يفوق المساحات المتوافرة في قاعة بيال». وتشارك هذه السنة 180 دارا، بينما ارتفع عدد دور النشر العربية المشاركة من 33 إلى 53 دارا، وتشارك للمرة الأولى دور نشر ومؤسسات من العراق والإمارات والسعودية ومصر بشكل أفرادي ومباشر بعد أن كانت توكل دور نشر أخرى أمر كتبها».

وتقول رنا إدريس، صاحبة «دار الآداب»: «إن سنة 2011 ضاعت على الناشرين عموما، حيث ألغيت معارض ثلاثة، بينما غاب معرض تونس لسنتين متتاليتين، وانخفض الطلب على الكتاب بشكل لافت من قبل أصحاب المكتبات». ولذا فإن «دار الآداب» لم تصدر جديدا طوال الأشهر السبعة السابقة. وتحتفي الدار بانعقاد معرض بيروت بإصدار 23 كتابا دفعة واحدة، وهو تقليد لا تريد الآداب التراجع عنه، بين هذه الروايات ما هو لروائيين كبار، مثل «سينالكول» لإلياس خوري، و«صاحبة الدار شهرزاد» لحنان الشيخ، و«ملكوت هذه الأرض» لهدى بركات وكذلك «امرأة تحدق في الشمس» تروي فيه نوال السعداوي تجربتها في ميدان التحرير. ويعتبر البعض أن هذه الدورة من المعرض تتميز بإصدارات الروائيين اللبنانيين المعروفين الذي سيوقعون كتبهم مثل رشيد الضعيف وجبور الدويهي ولينا كريدية التي تحتفي بروايتها الثانية «نساء يوسف»، بينما تأخرت علوية صبح على أن تصدر روايتها في وقت لاحق.

رغم الظروف الاستثنائية لا يريد الناشرون اللبنانيون أن تفرمل الثورات حركتهم. الناشر بشار شبارو صاحب «الدار العربية للعلوم» يؤكد أنه يصدر الكتب بالوتيرة ذاتها التي كانت قبل الثورات، وأنزل إلى السوق هذا العام 200 عنوان، وأن قرر تقليل الكميات. كما عمدت مؤسسته إلى تنزيل 500 كتاب من إصداراتها ديجتيل على موقع «نيل وفرات». ويشرح شبارو أن معرض بيروت للكتاب من المفترض ألا يتأثر كثيرا بالثورات لسببين، الأول أن الاعتماد الأساسي للمعرض، لو وضعنا جانبا البيع بالمفرق، هو على تجار دولتين رئيسيتين. العراقيون الذين يدفعون نقدا عند شرائهم الكميات التي يريدونها، والجزائريون الذين يدفعون بالتقسيط، وهذان البلدان من المفترض أنهما غير معنيين بالثورات في الوقت الراهن. ويشرح شبارو أن الوضع في ليبيا يستعيد تدريجيا صحته، وأنه نشر بالشراكة مع ليبيين كتابين بعد الثورة، وهو أمر يبشر بخير.

ورغم الظروف الصعبة في المنطقة كلها فإن عشرات الكتاب العرب واللبنانيين سيوقعون كتبهم في المعرض، وأعلن المنظمون عن برنامج يومي أبرز ما فيه الحضور السعودي اللافت، حيث سيشارك بحسب الملحقية الثقافية السعودية في بيروت، نحو 15 أديبا وكاتبا من المملكة، في إحياء ندوات ومحاضرات. ومن المشاركين السعوديين في فعاليات المعرض عبد الله الناصر وحمد القاضي وسعد البواردي وجاسم عساكر وعبد الله الماجد وعبد الرحمن الوهابي والدكتور حسن الحازمي والدكتورة أروى خميس وهيفاء الفريح. وتخصص محاضرة «القصة السعودية في القرن العشرين»، كما تخصص أخرى لموضوع «فضاء الرواية السعودية من حال واقعها الراهن». ومحاضرة بعنوان «ثقافة الجزيرة العربية بعد المدينة إلى قيام الدولة» لعبد الله الناصر. وهناك لقاء للأدباء حول تجربتهم الإبداعية يشارك فيه سعوديون وسعوديات، وكذلك محاضرة عن «تاريخ النشر في المملكة العربية السعودية» يلقيها عبد الله الماجد، و«تطور الثقافة السعودية» يلقيها محمد رضا نصر الله.

ويحتفي المعرض بالثورات العربية من خلال مناقشتها في ندوة خاصة، كما تناقش الرواية اللبنانية بمؤتمر يستمر ليومين. هذا عدا الأنشطة المخصصة للمدارس، والحفلات الفنية، والأمسيات الشعرية.