فيلم افتتاح «دبي»: تاريخ من المهام المستحيلة

TT

* في هذا اليوم السابع من شهر ديسمبر (كانون الأول) تدلّى توم كروز من ناطحة السماء المسمّاة ببرج دبي من دون أن يكون لديه معرفة ما إذا كان سيقع من أعلى البرج فينتهي حطما أو سيستطيع تجنّب مطارديه الأشرار. الحال هو كذلك بالنسبة للفيلم الذي يفتتح اليوم الدورة الثامنة من مهرجان دبي بحضور بطله والمخرج براد بيرد. فتوم كروز يتدلّى أيضا بفيلمه راغبا في أن يواجه الجمهور بمغامرات غير مسبوقة تلهب العواطف وتثير الحماس وتؤكد أن ابن الثامنة والأربعين، أو نحوها، ما زال قادرا على تحقيق المعجزات الخارقة. الفيلم هو Mission: Impossible - Ghost Protocol والبروتوكول الشبح، كما ينص العنوان، هو ما قد يحدث في حال انفجر الوضع تماما وعلى حين غرّة بين الروس والأميركيين وفي هذه الأيام التي من المفترض أنها سلمية. بكلمات أخرى، افتراض اندلاع حرب مفاجئة كان مطروحا في الستينات والسبعينات وأصبح من الماضي في الثمانينات والتسعينات وإلى اليوم. فيلم «المهمّة: مستحيلة - البروتوكول الشبح» مستعد للمهمّة الأصعب: منع حدوث هذه الحرب بعدما تم تدمير الكرملين وخرجت الصواريخ النووية من مستودعاتها.

توم كروز سيجد نفسه هنا مُلاحقا. يقول له مديره توم ولكنسون: «أنت متهم بأنك فجّرت الكرملين، وعليك أن تنتبه إلى نفسك». المغامرة تنطلق من هناك لتشمل مشاهد ملتقطة في الهند وبريطانيا والولايات المتحدة ودولة الإمارات العربية المتحدة.

كل مغامرات فريق «مهمّة: مستحيلة» صعبة. فالمطلوب دائما من هؤلاء أكثر مما يستطيع البشر العاديون تحمّله. والمسنّون يتذكّرون تلك الحلقات حينما اندلعت في العام 1966. بطل تلك الحلقات كان جيمس فلبس (بيتر غرايفز) ومعه فريق من المهرة في كل شيء ومنهم بارني (كرغ موريس) وويلي (بيتر لوبوس) ورولين (مارتن لانداو). في مطلع كل حلقة هناك رسالة مسجّلة على شرط تطلع شفهيا رئيس الفريق جيمس على المهمّة المقبلة التي سيشاهدها المتحلّقون على شاشات التلفزيون البيضاء - السوداء وفي نهاية التسجيل: «إذا ما أردت القيام بالمهمّة عليك إحراق الشريط».

المهام كانت شاسعة في جغرافيتها وفي شخصياتها أيضا واستمرّت متقطّعة في نهاية السبعينات لتعود في الثمانينات بحلقات جديدة تغيّرت فيها بعض الوجوه لكن القصص استمرّت تتمحور حول مهام مستحيلة يقوم بها الفريق المتخصص بالجاسوسية التي تعلي من شأن السياسة الأميركية الخارجية وتحارب أعداءها.

لكن خروج هذا المسلسل أساسا كان بفعل نجاح تيار جاسوسي مشابه على الشاشة الكبيرة بدأ بأفلام جيمس بوند واستمر بها ردحا طويلا.

في عام 1999 قررت هوليوود إطلاق المسلسل التلفزيوني كفيلم سينمائي متعدد الأجزاء. وجلبت توم كروز للبطولة والمخرج المهم برايان دي بالما لتحقيق الفيلم الذي تغيّرت فيه لهجته السياسية، فالمجموعة التي حاربت طويلا في سبيل الحرية والديمقراطية تجد نفسها وقد تُركت وحدها تواجه عالما متغيّرا بما في ذلك رغبة البعض في المؤسسة التي تدير نشاطها في التخلّص منهم.

الفيلم الجديد هو الرابع في السلسلة بعد جزء ثان أخرجه جون وو سنة 2000 وثالث من ج ج أبرامز سنة 2006. لكن «باراماونت» كانت متخوّفة من تمويل مشروع قد تزيد كلفته عما يجب. هنا تدخّل كروز وساوم بما يؤمّن له القيام بالمهمّة المستحيلة ولو لمرّة أخيرة: تخلّى عن أجره (12 مليونا و500 ألف دولار) لأجل تشجيعها على القيام به. وهي فعلت وتنتظر الآن أن يمنحها الفيلم ثمار مهامه المستحيلة جميعا.