«ستارينغ آرتيست».. ضيوف غير متوقع حضورهم ليرسموا الابتسامة على الوجوه

تستخدم شخصيات مارلين مونرو ولوريل وهاردي وشارلي شابلن لإيصال رسائل الحب

شخصيتا مارلين مونرو وشارلي شابلن مع واحدة من الزبائن
TT

لأن الابتسامة في رأيها أجمل ما يمكن أن تقدمه لشخص عزيز على قلبك، فقد ارتأت كريستينا حداد إنشاء مؤسسة «ستارينغ آرتيست» وهدفها رسم الابتسامة على وجوه من نحب عن طريق رسائل خاصة تقدمها شخصيات معروفة، مثل مارلين مونرو وشارلي شابلن ولوريل وهاردي وبيتي بوب وأودري هيبورن والمهرج الكوميدي وغيرها من الشخصيات التي قد يطلبها الزبون لإيصال رسالته للشخص الذي يحبه إن في مناسبة الخطوبة أو الزواج أو عيد ميلاد وغيرها من المناسبات الخاصة والحميمة التي يمكن أن تربك شخصا يريد البوح بحبه للحبيبة أو مصالحة عزيز أو التقدم لطلب يد من يحب.

فكريستينا، التي عاشت في الولايات المتحدة الأميركية حيث ينتشر هذا النوع من المؤسسات، أرادت أن تنقلها وعلى طريقتها إلى أهل بلدها الذين حسبما تقول في أشد الحاجة إلى هذا النوع من الترفيه في مناسباتهم الخاصة. والفكرة تقضي بإيصال عبارات الحب أو الشوق أو التمنيات من خلال حفلة قصيرة تستغرق 15 دقيقة يفاجئ بها الحبيب حبيبته أو الأم ابنها أو الزوجة زوجها أو الجار جاره من خلال شخصية معروفة يجسدها أحد طلاب معاهد التمثيل في لبنان الذي يتألف منه فريق كريستينا في العمل، فتدخل مارلين مونرو مثلا وهي تحمل قالب الكيك مرنمة أغنية «i wan’t to be loved by you»، ثم تتلو رسالة الحب التي يريد إيصالها الزبون للشخص الذي يحب، ويرافق «مونرو» أو «شابلن» أو أي شخصية أخرى في هذه الأثناء مصور فوتوغرافي يمثل دور الباباراتزي الذي يأخذ أكثر من 50 صورة فوتوغرافية تكون بمثابة الذكرى الملموسة التي يحصل عليها الثنائي (الزبون والشخص الذي أقيمت له المفاجأة) في نهاية الحفلة، فتنقل رد فعلهما تجاه المفاجأة وعلامات الفرح والسرور التي تسيطر عادة على المناسبة.

وتقول كريستينا حداد في حديث لـ«الشرق الأوسط» إنها حتى الآن لم تواجه أي مشاكل أو صعوبات في تحقيق الهدف من هذه الحفلات التي تعتمد على عنصر المفاجأة، وإن علامات السعادة والتعجب والتأثر تختلط جميعها مع بعضها بعضا لتولد أجواء لا يعيشها الثنائي الذي تطاله المفاجأة إلا نادرا. وتضيف كريستينا «لقد تأثرت بدوري بجدتي أوجيني الرحباني التي ربتني فكانت تقيم لي المفاجآت المتكررة لمناسبة عيد ميلادي من كل سنة، فتضع لي هدية جميلة تحت وسادتي، الأمر الذي كان يشعرني بالفرح، وعندما أنهيت دراستي قررت أن أرد الجميل لجدتي فأهدي الابتسامة بدوري لمن هو بحاجة إليها، ومن هنا أخذت فكرتي تتبلور وبدأت رحلتي مع الابتسامة حتى إنني أضفت إلى رسم اللوغو الذي يرمز إلى مؤسستي عبارة (لجعل شخص ما سعيدا) في مبادرة مني لأبرز الهدف الحقيقي للمؤسسة».

وتتذكر كريستينا بعض المواقف الجميلة التي صادفتها في عملها، كذلك الشخص الذي طلب منها أن تلعب دوره شخصية شارلي شابلن ويتقدم لحبيبته طالبا الزواج منها، فتقول «كانت المفاجأة كبيرة على الحبيبة التي ما لبست أن انهمرت دموعها عندما ركع أمامها كل من شخصية شارلي شابلن وحبيبها ينتظران ردها على العرض الذي لطالما احتار الحبيب في كيفية مصارحتها به، فكانت لحظات مؤثرة وجميلة ما زال الحبيبان اللذان أصبحا زوجين اليوم يتذكرانها». وتروي كريستينا محطة أخرى صادفتها في عملها تلك التي جسدت فيها شخصية «بابا نويل» لإحدى السيدات التي أراد ابنها أن يفاجئها بها في مناسبة عيد ميلادها الـ45 رغم أن عيد الميلاد كان قد مر ولكن فقط لإسعادها كونها كانت تعشق هذه الشخصية منذ صغرها وتتفاءل بوجودها، وكان رد فعلها أنها استمرت تضحك طيلة وقت الحفلة وهي تردد (لا أصدق ما يجري.. إنها أجمل مفاجأة في عيدي اليوم». ولا تنسى كريستينا المفاجأة التي حضرها أحد الأزواج لزوجته الحامل والتي كانت تشعر بالإحباط، عندما أقام لها حفلة مفاجئة طلبها فيها للزواج مرة جديدة، فبقيت تضحك لساعات طويلة للمبادرة التي فكر فيها زوجها للتخفيف عنها.

وتؤكد كريستينا أن الزبائن الذين يقصدونها تبدأ أعمارهم من الـ22 عاما لتصل إلى الثمانين، وعادة ما يصفون لها الشخص العزيز على قلبهم لتتمكن من التعرف على شخصيته عن قريب ولتتمكن من تقليده أحيانا في حركاته والعبارات التي يستعملها أو القيام بما يحب أحيانا أخرى، فتكون روحه مسيطرة على أي تحرك تقوم به الشخصية المختارة لإحياء الحفلة. أما كلفة هذه الحفلات فلا تتعدى الـ300 دولار، وتشمل «سي دي» الصور الفوتوغرافية المأخوذة في المناسبة. وتوضح كريستينا أن عدم قيامها بحملات ترويجية لعملها يعود لخوفها من سرقة أفكارها والعمل بها، ولذلك تفضل إيصالها عن طريق الناس الذين تتعرف عليهم في الحفلات التي تقيمها، مشيرة إلى أن المفاجأة يستغرق تحضيرها أسبوعا لتأتي على المستوى المطلوب، خصوصا أنها تتطلب إدراج تفاصيل صغيرة فيها من شأنها أن تلامس شعور الزبون والشخص المراد مفاجأته. وتستعد حاليا لإدخال شخصيات لبنانية إلى تلك الحفلات لا سيما التي تندرج في قائمة حفلات الزفاف وأعياد الميلاد، وتقضي بتوزيع تماثيل لشخصيات لبنانية محببة إلى قلب المحتفى بهما مثل فيروز وصباح ووديع الصافي وغيرهم إضافة إلى أدوات ترمز إلى لبنان كالطربوش والشروال وما شابههما. أما من يريد خوض هذه التجربة فما عليه إلا أن يطلع على الصفحة الإلكترونية الخاصة بالمؤسسة ليتمكن من معرفة التفاصيل التي تحيط بهذه الحفلات.