فاس تكرم عبد اللطيف العربي لمساهماته في مشاريع المغرب العربي

شاعر سنغالي وصفه من خلال قصيدة شعر بأنه «راعي الماء والنخل»

TT

طغى حفل تكريم عبد اللطيف الحمد الرئيس المدير العام للصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالكويت على أعمال الجلسة الافتتاحية لمنتدى فاس حول «تحالف الحضارات والتنوع الثقافي والشراكة الأورومتوسطية» الذي خصص هذه الدورة الثامنة لموضوع «الشباب وتحديات العولمة» وتجري العادة أن يتم الاحتفاء في كل دورة بشخصية من الشخصيات التي أسدت «خدمات جليلة للمغرب والعالم العربي والإسلامي». وأجمع المتدخلون في حق عبد اللطيف الحمد بالتنويه بخصال الرجل التي جمعت بين الحكمة والتبصر والتمسك بالهوية العربية، وبعد النظر في التوليف بين ربط المصالح الاجتماعية والاقتصادية وتمويل المشاريع.

في هذا السياق، قال محمد القباج، وهو وزير سابق للمالية في الحكومة المغربية ورئيس مؤسسة روح فاس «كل ما يمكن أن أقوله في شخصك وخصالك سيكون تقصيرا في حق هذه الخصال التي لا تجتمع في شخص إلا نادرا» ومن خصال عبد اللطيف يوسف الحمد يضيف القباج «علمك وكفاءاتك وإخلاصك وتواضعك واعتزازك بخدمة المصالح العربية من خلال تمويل أي مشروع يهم وحدة الدول العربية، من كهرباء وطرق، وسدود». وأشار محمد القباج إلى اليوم الذي طرحت فيه فكرة بناء طريق سريع يربط بين نواكشوط وطرابلس بعد الإعلان عن تأسيس «اتحاد المغرب العربي» ولم يكن وزراء النقل في حكومات البلدان المغاربية حينذاك يتوفرون على دراسة تمويل المشروع ولا مصاريف إنجازه أيضا، وبادر عبد اللطيف الحمد الرئيس المدير العام للصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بدفع ميزانية تلك الدراسة والتي قدرت بثلاثة ملايين دولار هبة من الصندوق. واستدرك محمد القباج قائلا إذا كان العمل المغاربي تعطل، فإن المشروع الطرقي لم يتوقف وتم إنجاز الطريق السيار بين الدار البيضاء ووجدة شرق المغرب على الحدود المغربية الجزائرية، وانطلاقا أيضا من الدار البيضاء إلى العاصمة الموريتانية نواكشوط.

ولم يكن الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية يرعى فقط المشاريع الاقتصادية والمالية والتجارية، إذ إن الاهتمامات الخاصة لرئيسه ومديره العام عبد اللطيف الحمد جعلت منه واجهة تراثية للفن العربي، سواء من خلال الدعم أو احتضان المتحف الفني للتراث العربي، حيث توجد بهذا المتحف أشياء ذات قيمة تراثية عربية ومن ضمنها تحف شامية ومصرية ومغربية ومنها الثريا المغربية التي قال محمد الدويري رئيس جهة فاس بولمان «إن العاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني أهداها لعبد اللطيف يوسف الحمد وتعتبر من أكبر الثريات في العالم».

وتبقى مدينة فاس العاصمة العلمية للمغرب تدين بكثير من العرفان لعبد اللطيف الحمد الذي اعتبرها دوما «خازنة للتراث الإسلامي العربي والإسلامي والمحافظة عليه منذ إنشائها في عام 192 هجرية».

وكان الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية أعطى أهمية خاصة للمساهمة في تمويل برنامج إحياء هذه المدينة خاصة جانبها القديم، وقد قدم لهذا الغرض سبع معونات بلغت قيمتها نحو 80 مليون درهم أي نحو 10 ملايين دولار.

يذكر أن تكريم عبد اللطيف الحمد لم يكن فقط من خلال كلمات بالمناسبة وإنما اتخذ أيضا شكل تقديم هدايا رمزية للرجل الذي ساهم في حركة البناء والتشييد التي بدأها المغرب منذ عقود، وسلم له عدد من أصدقائه هدايا رمزية كلوحات تشكيلية فنية مغربية وأهداه رئيس جهة فاس بولمان المفتاح الذهبي لمدينة فاس، بيد أن أهم هدية أثرت فيه كانت قصيدة شعرية بالفرنسية كتبها الشاعر السنغالي أمادو لمين سال، ووصف فيها عبد اللطيف يوسف الحمد بنتائج الأعمال التي دعمها أو مولها مثل سدود الماء التي سقت الكثير من المساحات والواحات، وقال أنت راعي الماء والنخل. وفي ختام قراءته للقصيدة سلمها للمحتفى به وقال له «ليس لدي ما أعطيك، لكن سأعطيك هذه القصيدة».