القعيد: على الحكومة المصرية أو رجال الأعمال المصريين شراء مخطوطات نجيب محفوظ موضع الجدل

سلماوي امتنع عن الرد والغيطاني والقعيد لا يستبعدان سرقتها

TT

طالبت ابنتا الأديب العالمي الراحل نجيب محفوظ، فاتن وأم كلثوم، وزارة الخارجية المصرية بوقف بيع 8 مجموعات نادرة لمخطوطات غير منشورة تخص والدهما من المفترض بيعها اليوم، الخميس، في مزاد تابع لدار «سوذبيز» للمزادات في العاصمة البريطانية، لندن.

وقال الأديب يوسف القعيد، وهو صديق العائلة المقرب، لـ«الشرق الأوسط»: «أبلغتني البنتان بواقعة البيع المفترضة لهذه المخطوطات التي لا يعلمان عنها شيئا وقد أجرتا اتصالات بوزير الخارجية المصري ووكلتا محاميا عنهما لمتابعة الموضوع قضائيا ووقف المزاد بأي طريقة، وذلك بالتواصل مع السفير المصري في لندن».

أضاف القعيد: «إن ابنتي نجيب محفوظ تعتقدان أن هذه المخطوطات قد سرقت من بيت والدهما الذي ما زالتا تقطنان فيه حتى اليوم مع والدتهما، لكن السؤال الذي يفرض نفسه هنا هو: إذا كانتا تعرضتا لحادث سطو، فلماذا لم تبلغا الجهات الأمنية للقبض على الجناة واستعادة المسروقات التي لم تعد تخص عائلة نجيب محفوظ وحدها، بل تعد تراثا قوميا لكل المصريين؟ لهذا فأنا أحملهما المسؤولية ضمنيا عن ضياع هذه المخطوطات».

وكشف القعيد، وهو أحد الأدباء المعروفين بقربهم من محفوظ قائلا: «أنا شخصيا لم أسمع من قبل عن هذه المخطوطات، وواضح من عناوينها أنها تعود إلى فترات مبكرة من حياة نجيب محفوظ، فمنها مخطوطة بعنوان (قصة عن السودان)، وهي رواية غير مكتملة وتعود، بحسب ما نشر عنها من معلومات لعرضها للبيع، إلى فترة الأربعينات من القرن الماضي»، مشيرا إلى أنه: «إذا لم نتمكن من وقف بيع هذه المقتنيات النادرة، فعلى الأقل على الحكومة المصرية أو رجال الأعمال المصريين شراء هذه المخطوطات المسروقة لأنها تمثل تراثا قوميا و70 ألف جنيه إسترليني مبلغ هزيل مقارنة بقيمة محفوظ».

من جانبه قال الروائي جمال الغيطاني: «أثار دهشتي هذا العدد الكبير من الصور المسربة للبيع، وكل صوري مع نجيب محفوظ أو غيرنا من محبيه وتلامذته لم تكن لدى أحد منا، وقد كنا نلتقط معه الصور كثيرا» (ورد اسم الغيطاني من ضمن الشخصيات التي التقط معها نجيب محفوظ مجموعة من الصور الخاصة والمعروضة للبيع في المزاد وتقدر بـ117 صورة شخصية وعائلية).

وقال الغيطاني لـ«الشرق الأوسط»، من باريس: «الذي أعرفه عنه أنه لم يكن يهتم كثيرا بأصول المخطوطات التي كان يكتبها بعد الانتهاء منها، لدرجة أن عملا عظيما كـ(الثلاثية) ظل ملقى في مكتبة السحار (الكاتب عبد الحميد جودة السحار) لمدة عام كامل دون أن يسترده بسبب رفض السحار وقتها لنشر (الثلاثية) لضخامتها».

وأضاف الغيطاني: «ربما استطاع البعض أن يحتفظ بهذه الأصول لنفسه بعد فوزه بجائزة نوبل للآداب، والذي أعرفه أن مؤسسة (الأهرام) و(مطبعة مصر) هما المكانان الوحيدان اللذان كان محفوظ يرسل إليهما أعماله بخط يده». وتابع الغيطاني: «من المؤسف حقا أن يخرج هذا التراث إلى خارج مصر دون أن نعرف ونكتشف هذا إلا بالصدفة من خلال مزاد».

من جهة أخرى نفى القعيد ما تردد عن أن عائلة الكردي (زوج شقيقة نجيب محفوظ) تكون قد باعت مثل هذه المخطوطات قائلا: «كل ما أعرفه أن عائلة الكردي كانت تملك صورا عائلية خاصة لوالدة نجيب محفوظ ووالده، وهو لم يكن يمتلك مثل هذه الصور، ولقد طلب مني نجيب في فترة الثمانينات أن أعطيه منها نسخا مطبوعة بعد أن استرجع زوج شقيقته الأصول مني وقتها في إطار موضوع أرشيفي قدمته دار (الهلال) عن نجيب محفوظ».

أما الكاتب محمد سلماوي، رئيس اتحادي الكتاب المصريين والعرب، الذي تسلم جائزة نوبل نيابة عن نجيب محفوظ، فقد امتنع تماما عن الرد على تساؤلات «الشرق الأوسط» حول هذه القصية قائلا: «لا تعليق لدي، ولن أرد على أي أسئلة تتعلق بهذا الأمر». وحينما سئل عن إمكانية معرفة الأسباب التي يرفض على أساسها التعقيب قال حرفيا «لا»، ثم أغلق الهاتف.