أجواء عسير.. بوصلة تستقطب الأوروبيين وسكان الدول الباردة

وفود سياحية أجنبية تدرج عسير ضمن قائمة المناطق الجاذبة سياحيا

عسير ذات طبيعة مناخية تتشابه مع الطبيعة الأوروبية («الشرق الأوسط») و أحد المنازل التراثية من الداخل
TT

أصبح مناخ عسير عامل جذب قويا يستقطب السياح الأوروبيين وأبناء دول المناطق الباردة وقد يرجع ذلك إلى الطبيعة المناخية التي تمتاز بها الدول الأوروبية والمشابهة لمناخ منطقة عسير، ففي أغلب المحافل والرحلات السياحية للسياح الأجانب نتلمس منهم الإعجاب الشديد بجغرافية عسير ومناخها وتراثها المتمثل في القلاع الحجرية وأسلوب الحياة القديم.

السائح جيمي ماركن (كندي الجنسية) يقف على أحد مرتفعات عسير متجولا بنظره بين الأرض والسماء محاولا تدفئة نفسه بضم يديه بين معطفه ومحاطا بعدد من السياح الزائرين لمنطقة عسير. حاولت «الشرق الأوسط» استنطاق مشاعره ورأيه بالمناخ والجغرافية من حوله في تلك اللحظة فقال: عسير من أجمل المناطق السياحية التي عرفتها داخل نطاق المناطق السعودية فهي ذات طبيعة جغرافية مناخية جذابة تتشابه مع الطبيعة الأوروبية.

وعن سبب التفافه الشديد بالمعطف رغم اعتياده على الأجواء الباردة قال: من الطبيعي أن أبحث عن الدفء بين جنبات معطفي إلا أنني أضمر بداخلي متعة لا متناهية تتخفى خلف ستار التشابه القوي بين طبيعتنا الأوروبية والطبيعة هنا (في عسير) مع اختلاف الثقافة التراثية واللغة فقط.

أكمل جيمي مسيرته بالقرب من أصدقائه نحو المنازل التراثية والقلاع القديمة مستمعين إلى شرح المرشد السياحي الذي تطرق إلى آلية البناء القديم وأسباب اختيار بعض الأنواع والتصاميم المستخدمة قديما في المنازل والزراعة المعتمدة قديما والرعي وغيرها من الأمور الحياتية السابقة لنسمع مع كل معلومة تجتذبهم أصوات الدهشة والنظرات المتبادلة إعجابا بذلك التراث القابع بين أركان جغرافية ومناخ عسير.

ثار فضولنا نحو البحث عن مرئيات السياح الأوروبيين حول صورة عسير التي كانت وأصبحت بعد زيارتهم للمنطقة التجول بين كنوزها الطبيعية فقالت ماري سايدر (سائحة بريطانية): لم أتوقع أن أشاهد وأشعر بما أشعر به الآن فالصورة المرسومة لدي عن المناطق السعودية لا تتجاوز الصحراء والأجواء الحارة وبعض الخيام المترامية في أطراف صحراء السعودية إلى جانب الحضارة العمرانية التي طالت المدن الرئيسية للسعودية إلا أن عسير غيرت وجهة تفكيرنا عن السياحة في السعودية ليتولد لدينا مفهوم آخر جديد ينطق بالتراث المعماري الأصيل والمناخ الأوروبي والجغرافية الجبلية المطابقة نوعا ما لجغرافية دولنا في أوروبا. وأضافت ماري أن ما أدهشها حقا التشابه بين ما اعتمد عليه الأولون في حياتهم من زراعة ورعي في الجبال وما كان يعتمده الأوروبيون في حياتهم قديما.

الجبال الشاهقة والسحب المعانقة لقممها والضباب الزائر لأرصفة وشوارع مدينة أبها ومحافظة النماص ومركز تنومة تفتك بمعنى الغياب السياحي السعودي لدى السياح الأجانب فبمجرد رؤيتهم لتلك الأجواء وفي هذا التوقيت المتوافق مع فصل الشتاء نقرأ في أعينهم السعادة الغامرة باكتشاف ربما كان من وجهة نظرهم نقلة نوعية للفكرة عن السياحة الطبيعية في السعودية وإضافة أخرى للجدول السياحي الخاص بالوفود الأجنبية.

من تلك القاعدة انطلقنا للسؤال عن الانعكاسات الإيجابية التي تخلفها سياحة الوفود الأوروبية لمنطقة عسير ومدى تأثيرها على النمط الاقتصادي السياحي خاصة أن جغرافية ومناخ عسير يعدان المورد الرئيسي لاقتصاد المنطقة والقبلة الأولى للسياحة المحلية ليذكر لنا عبد الله إبراهيم مطاعن المدير التنفيذي لهيئة السياحة العامة في عسير أن الاختلاف والتباين في مناخ عسير أعطى عدة خيارات للسائح العربي والأجنبي وهذا ما تميزت به عسير عن سواها وهذا وبحسب قوله يعد أهم عامل جذب للسياحة في عسير وعلى مختلف الأصعدة.

وقال المدير التنفيذي لهيئة السياحة إن الخطط المستقبلية ترتكز على إبراز القواعد الأساسية للسياحة في المنطقة والتي تعتبر مثلثا سياحيا يرتكز على المناخ والجغرافية والتراث وهذا ما نسعى إلى ترسيخه لتصبح السياحة في عسير سياحة عالمية لا تقتصر على الموارد والسياح المحليين.