إنارة متقشفة في «الشانزليزيه» لدواعي التوفير في الطاقة

حتى زينة الميلاد في باريس تعاني من الأزمة الاقتصادية

TT

انعكست الأزمة الاقتصادية الراهنة على زينة أعياد الميلاد ورأس السنة في باريس، وظهر التقشف في الطاقة واضحا على الإنارة التقليدية الشهيرة لجادة «الشانزليزيه» التي كانت أشجارها، على الجانبين، تتلألأ بآلاف المصابيح الصغيرة المتناثرة في مثل هذا الموسم من السنة. وقد اختار أصحاب المتاجر المطلة على الجادة، نوعا اقتصاديا من الإنارة الحلزونية المتغيرة الألوان التي تحيط بكل شجرة، لكن ما ترسمه من دوائر هندسية متواضعة لا تتناسب مع الجادة التي توصف بأنها «أجمل شارع في العالم».

وللتعويض عن فقر الزينة، جاءت الأكشاك الخشبية لبيع هدايا «الكريسماس» لتضفي نوعا من الحيوية على المكان المزدحم بالسياح، بعد أن حددت أماكنها في الفضاء الممتد بين مستديرة «الشانزليزيه» وساحة الكونكورد التي تنتصب فيها المسلة المصرية ومن ورائها دولاب الهواء العملاق المضاء بدائرة من الأنوار الزرقاء.

ودكاكين الميلاد تقليد جرماني لم تعرفه الأحياء الباريسية إلا في السنوات الأخيرة. وتباع في هذه الدكاكين المشغولات اليدوية والشالات والحلي والقبعات الصوف والفطائر الخاصة بالعيد. وكانت أول سوق من هذا النوع قد أُقيمت في «الشانزليزيه» في شتاء 2008 للاحتفال برئاسة فرنسا للمجموعة الأوروبية، في ذلك الوقت. واشترك في السوق تجار من كل دول الاتحاد الأوروبي. ومن المقرر أن تستمر سوق الميلاد، هذا العام، حتى الثاني من أيام السنة الميلادية الجديدة، مع 150 كشكا خشبيا تمت صناعتها في منطقة «الفوج»، شمال شرقي البلاد.

وبخلاف العاصفة المطيرة التي هبت على بعض مناطق فرنسا، ومنها العاصمة، ليلة الجمعة الماضية، فإن باريس تعيش شتاء قليل المطر والبرد وذا طقس معتدل نسبيا، مما يشجع على الخروج للتنزه، حتى في الليالي، وارتياد دكاكين الهدايا الصغيرة التي تفتح نوافذها حتى وقت متأخر. ووسط هذه الأجواء المتقشفة جاء الاستثناء من محلات «لوي فويتون» للمصنوعات الجلدية، حيث تزينت واجهتها عند أول جادة «جورج الخامس» بلوحة مبهرة من الأضواء وأقواس قزح.

وكعادة الباريسيين، فإنهم يبحثون عن أجمل شجرة ميلاد تم نصبها هذا العام. والجواب ليس صعبا طالما أن متجر «غاليري لافاييت» نافس، هذه المرة، ساحة البلدية في روعة زينته التي تدلت من القبة الزجاجية لمبناه التاريخي الرئيسي، حيث يصطدم الزبائن وهم يسيرون في الممرات ورؤوسهم مرفوعة وأعينهم تتطلع إلى الأعلى.