رؤساء تحرير مطبوعات «الأبحاث والنشر» يختتمون المرحلة الأولى من البرنامج التدريبي

عقد في جامعة سيتي اللندنية وتضمن زيارات لـ«سكاي نيوز» و«بي بي سي» و«غارديان»

رؤساء تحرير صحف و مجلات «الشركة السعودية للأبحاث والنشر» مع البروفسور الإنجليزي جورج بروك (تصوير حاتم عويضة)
TT

في نطاق استراتيجية «المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق» للتوجه نحو الإعلام الرقمي، وقناعتها بضرورة تطوير خدماتها بما يتلاءم مع التقنيات الحديثة والتطور الذي يشهده الإعلام، اختتم رؤساء تحرير صحف ومجلات «الشركة السعودية للأبحاث والنشر» دورة تدريبية متخصصة رفيعة المستوى في الإعلام الجديد، التي عقدت بالاشتراك مع جامعة سيتي اللندنية.

وقد امتدت هذه المرحلة خلال الفترة من 5 ديسمبر (كانون الأول) وإلى 15 ديسمبر الحالي، وشارك بها كل من سلمان الدوسري، رئيس تحرير صحيفة «الاقتصادية»، عبد الوهاب الفايز، رئيس تحرير «عرب نيوز»، محمد الحارثي، رئيس تحرير مجلة «سيدتي»، ومي بدر، رئيسة تحرير مجلة «هي»، صالح الدويس، نائب المدير العام لـ«الشركة السعودية للأبحاث والنشر»، ومدير عام «الشركة الخليجية للإعلان والعلاقات العامة» المكلف، وعز الدين سنيقرة، مدير تحرير مجلة «المجلة»، والدكتور أحمد الغمراوي من جريدة «الشرق الأوسط».

ومن المقرر أن تنعقد المرحلة الثانية، التي ستحتضنها جامعة سيتي أيضا، ما بين 9 يناير (كانون الثاني) و19 يناير 2012، حيث سيتم خلال هذه الفترة التركيز على العمل التطبيقي.

وشهدت المرحلة الأولى، التي امتدت على مدى أسبوعين، تقديم عدد من أساتذة الصحافة بجامعة سيتي ومختصين في مجال الإعلام الرقمي جملة من المحاضرات الاستراتيجية وورش العمل في مجالات الإعلام الرقمي، وكيفية تطوير المواقع الإلكترونية.

كما قدم متخصصون في مجالات الإعلام السمعي البصري الموجه للمواقع الإلكترونية محاضرات قدموا خلاها تعريفا بمجال اختصاصهم في عروض شملت أمثلة عملية لما يجب أو لا يجب، والطرق الأنسب للنجاح والانتشار، وأيضا أسباب الإخفاق عند مخاطبة الجمهور المتلقي.

وخلال جلسات الحوار، سعى الحضور للاستفادة من وجود الخبراء، عن طريق التطرق إلى بعض الإشكالات، التي تعترضهم للانتقال تحريريا إلى عالم الإعلام الرقمي، ومحاولة الاستفادة من خبراتهم وتجاربهم في الميدان.

كما كان للمشاركين في الدورة تجارب تطبيقية في تقنيات الراديو (تسجيل الصوت ومعالجته رقميا)، وكذلك تقنيات التلفزيون (تصوير الفيديو ومعالجته رقميا وطرق العمل داخل استوديو البث التلفزيوني).

ومن أبرز ما تضمنته الدورة التدريبية عدد من الزيارات التي قام بها قام المشاركون للمؤسسات الإعلامية بالعاصمة البريطانية، لندن. وقد كانت الزيارة الأولى لإحدى أكبر شركات النشر في بريطانيا (هايي ماركت غروب)، التي تم خلالها التعرف على مختلف إصداراتها الورقية ومواقعها الإلكترونية. وسمحت الزيارة لمزيد من التعمق في معرفة طرق التحول من عالم النشر الورقي إلى عالم الإعلام الرقمي الإلكتروني، الذي يركز على فئات واختصاصات وأسواق مدروسة بعناية.

الزيارة الثانية كانت لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، حيث اطلع ممثلو مختلف مطبوعات الشركة على كيفية عمل أكبر، وأشهر مؤسسة إعلامية في العالم. الزيارة أيضا سمحت بمعرفة أسباب نجاح «بي بي سي»، التي يعمل فيها عدد كبير جدا من المحررين والفنيين والإداريين في مختلف التخصصات والمجالات.

كما تم خلال الزيارة التعرف على عمل أقسام الأخبار المختلفة وأقسام الموقع الإلكتروني على الإنترنت، وأقسام الـ«غرافيك» والمشاريع الخاصة، وغيرها.

الزيارة الثالثة كانت إلى صحيفة «غارديان»، حيث قام كبار مسؤولي التحرير في الصحيفة بتقديم لمحة على طريقة عملها والمشكلات التي يلقاها الإعلام التقليدي (الورقي) مع تطور الإعلام الجديد (الإلكتروني). وأفاد ممثلو «غارديان» بأن تثبيت موقع صحيفتهم على شبكة الإنترنت أخذ نحو 5 سنوات من الدراسة والتجربة حتى تبدأ مرحلة الحديث عن النجاح، لكن على الرغم من ذلك فإنه، ومع الاستمرار في طباعة الـ«غارديان» الورقية، وما تكلفه من مصاريف باهظة، فقد بدأت المؤسسة في التركيز على فئات معينة، وأسوق محددة عبر الإنترنت.

الزيارة الأخيرة كانت لشركة «بي سكاي بي» التلفزيونية الخاصة، حيث تم التعرف على طريقة عمل قسم التحرير «التلفزيوني والإنترنت»، وأقسام الـ«غرافيك» والإخراج. ومرة أخرى كما في بقية الزيارات تم التأكيد على أهمية التحول التدريجي من الإعلام القديم إلى الإعلام الرقمي، مع الحرص على تدريب المحررين على «الإعلام الجديد»، الذي يتطلب مهارات وخبرات غير تلك التقليدية التي تعنى فقط بالتحرير وصياغة الخبر، بل أيضا إلى معرفة بالتقنيات الحديثة، مع ضرورة وجود الفنيين المختصين في الإعلام الرقمي والتجهيزات الضرورية والعصرية.

ويأمل المشاركون في دورة الإعلام الجديد بجامعة سيتي أن تكون المرحلة الثانية مثمرة، كما كانت المرحلة الأولى، حتى يتم نقل التجربة إلى جميع مطبوعات «الشركة السعودية للأبحاث والنشر»، مما يساعد على الانتقال السلس من الإعلام التقليدي إلى الإعلام الرقمي - الإلكتروني (ملتيميديا)، ويضمن النجاح واستمرار المجموعة ككل؛ كأكبر مجموعة نشر وإعلام في الشرق الأوسط.

ويأتي هذا البرنامج ترجمة لمذكرة التفاهم التي سبق أن وقعتها «المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق» مع جامعة سيتي في لندن؛ تقوم بموجبها الأخيرة بتنفيذ برنامج تدريبي خاص بالإعلام الجديد لصحافيي مطبوعات «الأبحاث والنشر».

ويعتبر هذا البرنامج ثمرة لكثير من الزيارات وورش العمل سبقت الاعتماد النهائي للدورة التي ستركز على استخلاص أفضل الممارسات السائدة في مجال النشر الإلكتروني والإعلام الجديد. ويتطرق برنامج الدورة أيضا إلى المقارنة والفرق بين الإعلام التقليدي والإعلام الجديد، إضافة إلى آخر التوجهات العالمية في مجال الإعلام، وأساليب النشر الإلكتروني المختلفة ومهارات استقطاب القراء. وينتظر أن تسهم الدورة في توسيع القاعدة العريضة لقراء صحف ومجلات «الشركة السعودية للأبحاث والنشر».