تصوير 36 فيلما روائيا فرنسيا مهدد بالتوقف

بسبب إجراءات قضائية ضد شركات المنتج التونسي طارق بن عمار

لقطة من فيلم «الذهب الأسود» و من فيلم «أستيريكس» و المنتج التونسي طارق بن عمار
TT

كاد آخر أفلام المخرج الأميركي مارتن سكورسيزي أن لا يجد طريقه إلى صالات العرض في فرنسا، قبل أيام، بسبب أزمة تواجه شركات فرنسية للإنتاج والتوزيع السينمائي واستدعت توجه اتحاد العاملين في صناعة السينما إلى طلب الدعم من الرئيس نيكولا ساركوزي. وتم إنقاذ فيلم «هوغو غابريل» لسكورسيزي بفضل بضع نسخ منه تمت طباعتها في العاصمة الإيطالية روما.

سبب الأزمة التصفية القضائية التي أصدرتها محكمة التجارة في ضاحية نانتير، شمال باريس، الخميس الماضي في حق مجموعة «كانتا» للاتصالات والشركات الإنتاجية الصغيرة المختلفة المتفرعة عنها، والتي تعود غالبية أسهمها للمنتج التونسي الأصل طارق بن عمار. وتهدد هذه الأزمة 36 فيلما طويلا قيد الإنتاج، حاليا، بينها «أستيريكس في خدمة صاحبة الجلالة» الذي يتطلب خدعا بصرية مكلفة، والجزء الثالث من الفيلم الذي حقق في السابق رواجا كبيرا «الحقيقة لو كذبت»، و«الخائن» للممثل والمخرج جان دوجاردان.

ولفت تييري دو سيغونزاك، رئيس اتحاد العاملين في صناعة السينما، نظر ساركوزي إلى خطورة الأزمة التي تحتاج إلى تدخل عاجل بسبب التوقف الجماعي لعدد من شركات الإنتاج وما سيترتب عليه من آثار اقتصادية وثقافية حاسمة بسبب عرقلة العمل في عشرات الأفلام، قيد التحضير. هذا عدا عن الأضرار الجانبية الكبيرة اللاحقة.

طارق بن عمار، 62 عاما، الذي هو ابن شقيق وسيلة بن عمار، زوجة الرئيس التونسي الأسبق الحبيب بورقيبة، تمكن طوال السنوات الثلاثين الماضية من بناء سمعة طيبة كمنتج سينمائي ناجح في فرنسا ورجل أعمال درس الاقتصاد الدولي في جامعة جورجتاون في واشنطن، وعمل مستشارا لشخصيات عربية ولمجموعة «فيفندي» الصناعية الكبرى. وهو قد أسس شركته «قرطاج فيلم» للإنتاج السينمائي وتمكن من بناء استوديوهات واسعة في ضاحية الحمامات ثم في بن عروس في تونس، وإقناع عدد من كبار المخرجين العالميين أمثال الإيطالي روسيليني ومواطنه ماركو زفيريلي والأميركي ستيفن سبيلبرغ بتصوير أفلامهم هناك، مستفيدين من التنوع الخلاب في الطبيعة هناك، ما بين صحراء وشواطئ وحقول خضر. كما توطدت علاقة بن عمار مع الأوساط السينمائية في باريس بحيث قلده الرئيس الأسبق فرانسوا ميتران وسام الشرف، عام 1984، اعترافا بجهوده في دفع عجلة الإنتاج السينمائي في فرنسا.

دخل طارق بن عمار شريكا بحصص عالية النسبة في الكثير من المشاريع المالية والتلفزيونية، منها مساهمته في قناة «نسمة» المغاربية و«تي في بريز» التي تتخذ من مقاطعة بريتاني، غرب فرنسا، مقرا لها. وتوج رجل الأعمال التونسي نجاحاته حين عمل، بين عامي 1996 و1998، مديرا لأعمال المغني الأميركي الراحل مايكل جاكسون، وأنتج له جولة غنائية عالمية تضمنت 52 حفلا موسيقيا. لكن المتاعب المالية أطلت برأسها هذا الشهر، بعد أن بدأ العاملون في شركته إضرابا عن العمل بسبب احتمال إعلان إفلاسها واحتجزوا نسخ فيلم «هوغو كابريه» للمخرج سكورسيزي، وحالوا دون وصولها إلى صالات العرض. هذا ويذكر أن «الذهب الأسود»، أحد آخر الأفلام التي اشترك في إنتاجها طارق بن عمار مع رؤوس أموال قطرية، يعرض حاليا في الصالات الفرنسية ويثير الانتباه بضخامة إنتاجه التي تعيد إلى الأذهان الفيلم التاريخي «لورنس العرب».