«ديوان الذاكرة اللبنانية»: موقع إلكتروني يؤرخ لـ36 «سنة لبنانية» من الحرب والسلم

أطلقته جمعية «أمم للأبحاث والتوثيق» ضمن مشروعها

TT

تحت شعار «دليل اللبنانيين إلى الحرب والسلم» يفتح موقع «ديوان الذاكرة اللبنانية»، الذي أطلقته جمعية «أمم للأبحاث والتوثيق»، صفحاته لأكثر من «36 سنة لبنانية» من الحروب والمعارك والأحداث السياسية والاجتماعية الأليمة التي تربّصت بلبنان.

يعود بدء العمل بهذا الموقع الغني إلى عام 2008، يوم أطلقت «أمم للتوثيق والأبحاث» مشروعا حمل عنوان «ما العمل؟ لبنان وذاكرته حمالة الحروب». هذا المشروع الذي كان عبارة عن جملة من النشاطات التي تخاطب كل ذي «مصلحة» بماضي هذا البلد القريب والبعيد وحاضره ومستقبله، إضافة إلى نشاطات بحثية وثقافية. أما اليوم، وبحسب لقمان سليم رئيس الجمعية، فيعود هذا الموقع، بفلسفة خاصة تجعل منه مشروعا مفتوحا على وظائف واستعمالات وآفاق شتى تتجه جميعها نحو وجهة واحدة، هي «نقد الحرب»، معتبرا أن «الحرب تركة برسم التصفية وتاريخ عبث يحاول اللبنانيون إنكار ما بينهم وبينه من نسب ورحم». من هنا، يؤكّد أن الهدف من هذا الموقع هو أن يتحول من مجرد «خزانة رائقة الترتيب والهندسة» إلى ندوة إلكترونية عن لبنان وذاكرته حمالة الحروب، أي إلى مجال تفاعلي تعاوني يفتح واسعا أبواب الحوار بعيدا عن التوظيف السياسي.

أما أهم المواد والمصادر التي ارتكزت عليها «هذه الندوة الإلكترونية»، فهي كانت مفتوحة على اليوميات والدوريات والمنشورات والبيانات الحزبية والموارد السمعية البصرية وغيرها من المصادر، لكن وبحسب سليم «فلن يتم الاكتفاء بما يغتني به الموقع لغاية اليوم، بل ستدعم في مرحلة لاحقة بما جمعته (أمم للتوثيق والأبحاث) خلال السنوات الماضية من شهادات مسجلة أو من وثائق شخصية، أو بما قد يقترح إضافته، من أفكار أو من بيانات، والعمل لا يزال مستمرا لإطلاقه أيضا بنسخة إنجليزية لا تقل أهمية عن قيمة النسخة العربية».

وتتوزع ذاكرة حرب هذا الموقع على ثمانية أبواب رئيسية، لكل منها تفاصيلها الحربية التي نجحت «أمم» وعلى امتداد ثلاث سنوات من العمل المتواصل، في تشكيل مرجع مهم يضع أيام الحروب اللبنانية بين أيدي الباحثين والمهتمين أرشيفا كاد يندثر. وأهم هذه العناوين هي: «ولم يعودوا.. الحرب في مفقوديها»، و«قتلى ولا جثث.. الحرب في مقابرها الجماعية»، و«الحرب القهقرى، كيف يستنكر اللبنانيون الحرب»، و«اقتل ولا تقتل.. في العفو والمحاسبة والرجوع عن الخطأ»، و«من قتل من؟ فهرس الاغتيالات السياسية في لبنان» و«بقايا الأيام.. الحرب اللبنانية في أنصابها وشواهدها»، و«القتل خلسة.. الحرب بالسيارات المفخخة»، و«الحرب على جبهاتها.. يوميات خطط التماس»، و«في سبيل متحف افتراضي للحرب» و«في سبيل قاموس للحروب اللبنانية».

مع العلم أن الباب الأول الذي يحمل عنوان «ولم يعودوا»، أضيف إليه خريطة لبنانية يتوزع عليها بطريقة لافتة 19 نقطة لمواقع المقابر الجماعية التي سجلت علامة فارقة في تاريخ الحرب اللبنانية، وللبحر جزء كبير منها. ولكل من هذه النقاط المذكورة توثيقها المتقن من خلال ذكر المصدر الذي نشرت فيه المعلومات والإحالة إليه، كما نشر في السابق.

هذا التبويب التفصيلي للحرب اللبنانية، يضاف إليه أيضا على صفحة «ديوان الذاكرة»، سجل يومي لـ15 عاما بتفاصيل أيامها تبدأ من 26 فبراير (شباط) 1975، يوم إصابة النائب السابق معروف سعد بطلق ناري في مظاهرة في صيدا، الحادثة التي شكلت الشرارة الأولى لاندلاع الحرب الأهلية اللبنانية، وتنتهي في 13 (أكتوبر) 1990 يوم إخراج النائب الحالي، العماد ميشال عون، من القصر الرئاسي في بعبدا.

وإضافة إلى الوقائع المأساوية التي رافقت أيام الحرب اللبنانية، فلم يغفل الموقع الجانب الثقافي الغني الذي كان له حركته اللبنانية أيضا في تلك الأيام، فكان التوثيق أيضا من خلال باب «إنها الحرب ولكن»، الذي رصد النشاطات اللبنانية من المسرح والسينما إلى الفنون وإصدارات الكتب.