الشيخ الدكتور سلطان القاسمي يتكفل بإعادة ترميم وبناء المجمع العلمي المصري

يتبرع بنسخ نادرة من كتاب «وصف مصر» وخرائط الأمير يوسف كمال التي تلفت في الحريق

مخطوطة نادرة لكتاب وصف مصر
TT

تعهد الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بترميم المجمع العلمي على نفقته الخاصة حبا وعرفانا لمصر ولشعب مصر الذي طالما قام بدور حيوي في التعليم والتنوير لأشقائه العرب ولم يبخل بما لديه من إمكانيات تعليمية حتى في الفترات الصعبة، مشيرا إلى البعثة التعليمية المصرية التي أرسلتها مصر إلى إمارة الشارقة عام 1954 رغم مرور مصر حينها بأزمة في العملة الأجنبية.

وأبدى الشيخ القاسمي أسفه الشديد على الحريق الذي تعرض له المجمع العلمي المصري في 16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، والذي يعد إحدى ثروات التراث العالمي الهامة، ليس فقط لمصر وإنما للأمة العربية قاطبة.

وأعلن الشيخ القاسمي تعهده عبر برنامج تلفزيوني تبثه إحدى القنوات المصرية، وذلك بعد أن تعثر التواصل مع بعض المسؤولين بهذا الشأن لإنقاذ مبنى المجمع العلمي الذي يحتوي على وثائق وكتب نادرة، وأشار الشيخ القاسمي إلى أن مكتبته الخاصة بمنزله تضم الكثير من الكتب والمخطوطات الأصلية التي طالها الحريق في تلك الأحداث المؤسفة، ومنها كتاب «وصف مصر» والمجلة الدورية التي ظهرت عام 1860 والطبعات الفرنسية لبعض الكتب وخرائط الأمير يوسف كمال النادرة، التي سيقدمها جميعا لمصر ومجمعها العلمي كهدية محبة لمصر وشعبها الشقيق.

وقال إن «النسخ الأصلية التي لدي كلها مقدمة هدية للمجمع، كما أن هناك نسخا وأنا أعلم أنها ربما احترقت، وهي الخرائط الخاصة بالأمير يوسف كمال، وأنا أطمئن الإخوة بأن لدي مجموعة منها، وهي نادرة، إذ لا توجد إلا في مدريد، وكذلك الكتب التي احترقت، حيث طلبت من الهيئة المكلفة أن يرسلوا لي القائمة كاملة، وخلال الفترة التي سيتم فيها ترميم المجمع سنحرص على جلب هذه الكتب مباشرة إلى دار الوثائق للتحضير لإرجاعها».

كما أشار حاكم الشارقة إلى أن دار الوثائق المصرية التي يتكفل ببنائها على الأرض المقدمة من الحكومة المصرية بعين الصيرة ستكتمل قريبا، وستضم جميع الوثائق الموجودة بمجلس الوزراء حتى لا تمتد إليها الأيدي العابثة مرة أخرى حفظا لتراث مصر التي طالما حفظت الأمة العربية.

وقال: «نحن نقوم الآن ببناء دار الوثائق المصرية بعين الصيرة، وستكتمل مع بداية السنة المقبلة، وستحتوي هذه الدار على جميع الوثائق الموجودة لمجلس الوزراء، وكل الوثائق الموجودة في مجلس الشعب وفي المؤسسات وفي البلديات ستضم إلى ذلك المكان لحفظها بالطرق الصحيحة، والتي سنجلبها بسرعة حتى لا تمتد الأيادي إليها، وكذلك جميع الحجج التي يمكن أن تتعرض لها هذه الأيدي بالعبث».

وأكد الشيخ القاسمي أن مبنى المجمع العلمي وغيره من مباني المصريين ذات التراث وذات القيمة العلمية لا بد من المحافظة عليها.