اندفع مئات آلاف من المتسوقين نحو شوارع التسوق الكبرى في العاصمة البريطانية لندن في ما يعرف بيوم الملاكمة أو «Boxing day»، هذا اليوم الذي تفتتح فيه المتاجر والأسواق مبيعاتها للعام الجديد بحسومات ضخمة. وبينما تحدى عدد كبير من الأفراد والعائلات حالة الارتباك في حركة القطارات بعد دخول عمال مترو الأنفاق في إضراب، تأثر عدد من مشجعي كرة القدم بتعليق خدمات المواصلات هذه التي حالت دون وصولهم لملعب ستامفورد بريدج؛ حيث كانت تقام به مباراة في الدوري الإنجليزي بين فريقي تشيلسي وفولوم.
كان الآلاف من عمال الصيانة والسائقين والموظفين في مترو الأنفاق قد أضربوا أمس لمدة 24 ساعة عن العمل احتجاجا على أوضاعهم وحقهم بالحصول على مبالغ إضافية في حال عملهم خلال العطل الرسمية؛ حيث شغلت 5 شركات نقل خدماتها من مجموع 25 شركة، الأمر الذي حال دون وصول السياح والسكان المحليين إلى الأسواق والملاعب.
وبدت الفوضى واضحة بين أفواج المتسوقين كبارا وصغارا، الذين جلسوا على الأرصفة في انتظار الحافلات وأمام محطات القطارات للاستفسار عن كيفية الوصول إلى وجهاتهم.
واستخدم الآلاف حافلات إضافية ووضعت خصيصا لهم متجهة إلى الهامش الشرقي من لندن المعروف بـ«الويست إند» وتحديدا شارعي التسوق أكسفورد ستريت ونيو بوند ستريت اللذين يضمان أكثر من 400 متجر للملابس والأثاث والإكسسوارات والتجميل. وافتتحت بعض المحلات الراقية ومراكز التسوق التجارية أبوابها في الساعة السادسة صباحا لجذب المتسوقين الذين اقتنصوا صفقات لشراء ملابس وحقائب لأشهر المصممين بنصف السعر، بينما وصلت الحسومات في متاجر سيلفردجز وديبنهامز إلى 50%. وحقق تجار تجزئة وسط لندن خلال الساعات الثلاث الأولى من المبيعات 15 مليون جنيه إسترليني، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية.
وفي تعليق على مدى تأثير الشلل في حركة مرور القطارات على تجار التجزئة، قال مشرف خدمات العملاء ليوك بارتون من متجر هاوس أوف فريزر: إن أعدادا غفيرة توافدت على المتجر كالعادة، إلا أن أكثر ما لاحظه هو ذروة التسوق، التي كانت تبلغ أقصاها في الساعة العاشرة صباحا.. لكنها بدأت في منتصف اليوم هذا العام، مرجعا ذلك إلى التأخير الشديد في المواصلات. وقال: «أعتقد أن من المؤسف أن يحدث هذا.. أو أن يتحول الناس للشراء عبر الإنترنت.. فالناس لا يزالون يرغبون في الخروج للتسوق واستشعار السلع».
وفي الواقع، فإن هذا العام يعتبر صعبا للكثير من تجار التجزئة بسبب حالة الركود الاقتصادي الذي يلقى بظلاله على المملكة المتحدة، الأمر الذي دفع بالكثير من المتاجر إلى إطلاق الحسومات مبكرا وتحديدا في شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، لإغراء المتسوقين على الشراء بعد أن كان المتعارف عليه أن تبدأ هذه التنزيلات رسميا بعد أعياد الميلاد. كما قامت متاجر شهيرة مثل جون لويس وماركس أند سبنسر بالبدء في البيع على الإنترنت اعتبارا من عشية عيد الميلاد؛ حيث قضى بعض المستهلكين يوما للملاكمة على الإنترنت بدلا من المحلات التجارية.
يذكر أن متجر ديبنهامز أعلن عن ارتفاع بنسبة 75% في حركة المرور على الإنترنت في يوم عيد الميلاد مقارنة مع العام الماضي، كما كشف متجر جون لويس عن ارتفاع بلغ 19% في قيمة الطلبيات على الإنترنت عشية عيد الميلاد هذا بحسب موقع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
هذا من جهة، أما من جهة ثانية، فعلى الرغم من أن مباراة فريقي تشيلسي وفولوم ضمن الدوري الإنجليزي الممتاز مضت قدما، اضطر فريق آرسنال لإعادة جدولة المباراة التي كان من المقرر إقامتها بالأمس ضد فريق وولفوهامبتون وندرز بسبب الشلل في حركة المواصلات بسبب الاعتماد الكبير على القطارات في نقل المشجعين إلى ملعب الإمارات.