أتيليه القاهرة يستضيف معرضا لمجموعة من لوحات كتاب «وصف مصر»

الفنان محمد عبلة: أفكر في إهدائها للمجمع العلمي بعد ترميمه وإعادة افتتاحه

TT

مع تزايد الاهتمام مؤخرا بالحديث عن كتاب «وصف مصر» بعد احتراق المجمع العلمي المصري الذي كان كتاب «وصف مصر» واحدا من أبرز مقتنياته، يستضيف أتيليه القاهرة معرضا للوحات الأصلية لكتاب «وصف مصر» التي تناولت شتى مناحي الحياة في المجتمع المصري وقت الحملة الفرنسية على مصر التي قادها نابليون بونابرت 1798، وقام علماؤها المرافقون لها برصد جوانب الحياة المصرية الاجتماعية والثقافية والشعبية، من خلال هذا الكتاب ليبقى حتى الآن واحدا من أهم المراجع التي عنيت بدراسة الشخصية المصرية وطبيعة الحياة في المجتمع المصري آنذاك وتوثيقها بشكل منظم أتاح لأجيال كثيرة الاطلاع عليه والاستفادة منه.

الفنان محمد عبلة، رئيس مجلس إدارة أتيليه القاهرة ومالك مجموعة اللوحات التي سيتم عرضها يقول: «بعد ما حدث في الفترة الأخيرة من احتراق للمجمع العلمي، هناك كثيرون يشعرون بحزن شديد على فقدان صرح علمي مثل هذا المكان، في حين أنه من جانب آخر هناك أشخاص وأجيال لا تعرف ما هو المجمع العلمي ولا ماذا يضم وما هي أبرز مقتنياته التي كان من أهمها كتاب (وصف مصر)، ومن هنا قررنا إقامة هذا المعرض لمجموعة من اللوحات الأصلية لكتاب (وصف مصر) لتعريف الناس بأهمية الكتاب وقيمته، ولعرض جزء من تاريخنا، فهذا الكتاب وهذه اللوحات رصدت تفاصيل كثيرة من حياة الشعب المصري في كل المجالات، وهو يتكون من الكثير من المجلدات، كل مجلد يتناول أحد فروع الحياة في المجتمع المصري مثل المباني والملابس والزخارف والشخصيات وهكذا، وكذلك اللوحات يتناول كل قسم منها جزءا من تاريخ وتراث مصر وهو مرسوم بواسطة علماء الحملة الفرنسية». يتابع عبلة: «هذا الكتاب سواء الجزء المكتوب منه أو الجزء الذي يضم اللوحات المرسومة هو واحد من أهم الأعمال التي ركزت على وصف الإنسان المصري والشخصية المصرية، فتتناول اللوحات الكثير من المناحي الخاصة بالمجتمع المصري مثل الأماكن والملابس والتراث المصري، إضافة إلى الأسواق والأشخاص، وبعض اللوحات رسمت بالألوان، وبعضها الآخر بالأبيض والأسود، لذلك هو أحد الأعمال التي أحدثت طفرة في الجانب الثقافي المصري».

ويلفت عبلة إلى أن كتاب «وصف مصر» إلى جانب قيمة المعلومات التي وردت في مجلداته تمت طباعته بطريقة جديدة ومبتكرة في ذلك الوقت، جعلت كل نسخة تمت طباعتها منه هي نسخة أصلية بسبب أسلوب الطباعة اليدوية الذي تم اعتماده في هذا الوقت، وينطبق هذا أيضا على اللوحات، فكل نسخة من اللوحات هي نسخة أصلية رسمت بأنامل فناني الحملة الفرنسية وهو ما يفسر وجود عدة نسخ أصلية من الكتاب واللوحات ضمن مقتنيات بعض الجهات أو الأفراد. ويضيف الفنان محمد عبلة أنه ينوي إهداء تلك المجموعة إلى المجمع العلمي بعد ترميميه وإعادة افتتاحه.

يذكر أن كتاب «وصف مصر» كان نتيجة تعاون أكثر من 150 عالما وأكثر من 2000 متخصص من أهم الفنانين والرسامين والتقنيين الذي رافقوا نابليون بونابرت إبان الحملة الفرنسية على مصر في الفترة ما بين عامي 1798 وحتى 1801 وخلال هذه الفترة عكف هؤلاء العلماء على دراسة وتوثيق كل ما يتعلق بمصر، حيث تفرغ هؤلاء العلماء لإعداد هذا العمل الموسوعي ووفرت لهم سبل الراحة، حيث كان «بيت السناري» الذي يقع في منطقة السيدة زينب هو المقر الذي خصصته الحملة الفرنسية لإقامة علمائها وفنانيها العاكفين على العمل والدراسة، وقد كان يزخر بالكثير من العلماء والفنانين في شتى المجالات وكان بمثابة ورشة العمل الرئيسية المخصصة لإعداد كتاب «وصف مصر»، وكان هناك مجموعة من الفنانين الفرنسيين المتميزين عاكفين على إعداد الرسوم ومن أشهرهم ريجو ومالوش ولانكريه وكثير غيرهم.