صحيفتا «التايمز» و«الغارديان» تختاران البوعزيزي شخصية عام 2011

البائع المتجول الذي أصبح مصدر إلهام للربيع العربي

صورة محمد البوعزيزي على إحدى البنايات في تونس بمناسبة الذكرى الأولى لوفاته (رويترز)
TT

اعتبرت صحيفتا «التايمز» و«الغارديان» البريطانيتان، التونسي محمد البوعزيزي شخصية العام. وكان البوعزيزي قد أضرم النار في نفسه قبل عام احتجاجا على إهانته، مما ألهم انتفاضات الربيع العربي وهز أنظمة شمولية أخرى بالمنطقة.

وأضرم البوعزيزي (26 عاما) النار في نفسه العام الماضي بعد أن صادر مسؤولون عربته التي كان يبيع عليها الخضر، وقيل إنه تعرض للصفع على وجهه والإهانة. ومس هذا الحادث وترا لدى الكثير من العرب في المنطقة في ظل قمع حرية التعبير مع تدني احتمالات حصولهم على فرص عمل جيدة.

وقالت الصحيفة على صدر صفحاتها «اختارت (تايمز) اليوم محمد البوعزيزي البائع المتجول الذي أصبح مصدر إلهام للربيع العربي شخصية العام.. لم يكن البوعزيزي ثائرا، لكن احتجاجه الفردي كان محفزا لموجة من الانتفاضات التي أحدثت تحولا في الشرق الأوسط».

أما صحيفة «الغارديان» فقد تركت أمر تحديد شخصية العام لقرائها الذين قرروا اختيار البوعزيزي في المركز الأول كشخصية العام في العالم واختاروا بعده شخصية طارق جهان من أصل باكستاني لدعوته مجتمعه في مدينة برمنغهام البريطانية للهدوء بعد مقتل ابنه هارون جهان في أحداث الشغب التي ثارت في بريطانيا في شهر أغسطس (آب) الماضي. كما اختار قراء الصحيفة المصري وائل غنيم ضمن قائمة أشخاص العام. كما اختيرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لارتباطها الوثيق بمستقبل منطقة اليورو. واعتبار البورمية أونغ سان الزعيمة المؤيدة للديمقراطية.

وأشعلت وفاة البوعزيزي متأثرا بإصاباته في يناير (كانون الثاني) احتجاجات في أنحاء تونس وظلت تتزايد حتى اضطر الرئيس السابق زين العابدين بن علي للفرار من البلاد. وبعد ذلك انطلق الملايين إلى الشوارع في مصر وليبيا وسوريا ودول أخرى احتجاجا على القمع والفساد والفقر والبطالة.

وتمكنت الانتفاضات من خلع الرئيس في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن مؤخرا في حين أن سلطة الرئيس السوري بشار الأسد بدأت تتفتت وأصبح حكام آخرون في المنطقة يتابعون الغضب الشعبي بتوجس. وانتخبت تونس منذ ذلك الحين زعماء جددا من خلال انتخابات ديمقراطية سلمية.

وفي مقابلة أجرتها «رويترز» في أكتوبر (تشرين الأول) مع منوبية والدة البوعزيزي قالت «كل هذا لم يكن ليحدث لو لم يثر ابني ضد القمع والتهميش والإهانة».

وأضافت «ما أتمناه هو أن يحافظوا على أمانة ابني وأن يفكر من سيحكم البلاد في مصير الفقراء والمهمشين في المناطق الداخلية للبلاد».

وكانت مجلة «تايم» الأميركية قد اختارت شخصية «المتظاهر»، والتي عبرت عن المتظاهرين في كل من الثورات التي عرفتها تونس ومصر واليمن وباقي دول الربيع العربي وروسيا شخصية لعام 2011.

وقالت المجلة الأميركية في تقديمها إنها اختارت المتظاهر «لأنه جسد شعورا عالميا يحمل الأمل بالتغيير وأطاح بحكومات وبأفكار معلبة».

وجاء على غلاف المجلة التي تظهر صورة شاب يغطي وشاح فمه وأنفه فيما تخفي قلنسوة شعره «من الربيع العربي إلى أثينا، من أوكوباي وول ستريت إلى موسكو».

وأوضح ريك ستينل، مدير التحرير في المجلة معلنا خيار «تايم» لشخصية عام 2011 عبر محطة «إن بي سي» التلفزيونية يقوله «هؤلاء الأشخاص غيروا من الآن التاريخ وسيغيرون التاريخ في المستقبل». واختيار «شخصية العام» تقليد سنوي تعكف عليه مجلة «تايم» منذ عام 1927 ومن بين الشخصيات التي وصلت إلى التصفية النهائية كيت ميدلتون زوجة الأمير ويليام والأميرال ويليام ماك رايفن الذي أدار العمليات التي أدت إلى قتل أسامة بن لادن في مايو (أيار) الماضي في باكستان.

كما فاز الناشط السياسي وائل غنيم بلقب أكثر الشخصيات نفوذا عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، وذلك ضمن قائمة أعدتها صحيفة «الإندبندنت» البريطانية حول أكثر الشخصيات نفوذا عبر «تويتر».

وشملت القائمة 6 شخصيات عربية قادمة من كل من مصر والإمارات العربية المتحدة، ممن اعتبر دورهم مؤثرا في التطورات السياسية الأخيرة التي شهدتها المجتمعات العربية.

القائمة التي حصرتها شركة «بيرلاكس»، (وهي مؤسسة مدرجة تقدم تحليلات حول وسائل الإعلام الاجتماعية لتقييم درجة تأثيرها)، سعت للكشف عن هوية أصحاب «السلطة» الجدد الذين يجوبون شبكة التواصل الاجتماعي. ولذلك، فقد ركزت بحث القائمة على الأشخاص العاديين من غير «المشاهير» الذين يقف وراء نجاحهم فيلم سينمائي ناجح أو كتاب.

وحصرت الأصوات عبر قراء صحيفة «الإندبندنت» نفسها ومستخدمي موقع «بيرلاكس». وتضم القائمة سبع فئات هي: أخبار المملكة المتحدة، وأخبار العالم، والأفراد، والترفيه، والعلوم والتكنولوجيا، والبيئة، والأعمال التجارية.