ودع الجمهور هذا العام عددا من الشخصيات العالمية البارزة التي رحلت مخلفة إرثا فنيا وسينمائيا وعلميا سيظل باقيا في ذاكرة التاريخ.
كان الحدث الأبرز على الإطلاق هذا العام هو وفاة ستيف جوبز، أحد مؤسسي شركة «أبل»، عن عمر يناهز 56 سنة بعد صراع مع مرض السرطان.
كان جوبز، الذي وُلد في مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأميركية لأب سوري وأم أميركية، يعد واحدا من أكثر أقطاب الأعمال والابتكار شهرة في العالم من خلال شركته «أبل»، التي تحولت إلى عملاق في صناعة أجهزة الكومبيوتر والهواتف المحمولة.
وقد قدم جوبز استقالته في 25 أغسطس (آب) الماضي من منصبه كمدير تنفيذي للشركة لأنه لم يعد قادرا على القيام بواجبات المدير التنفيذي. وأعلنت الوفاة بعد يوم واحد من إعلان شركة «أبل» طرح هاتفها الجديد النقال (iphone 4s)؛ حيث شكل ذلك صدمة للملايين حول العالم الذين نعوا جوبز بالكثير من الحزن والأسى. ومن أهم هؤلاء: الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي عبَّر عن حزنه الشديد، واصفا جوبز بأنه واحد من «أعظم المبتكرين الأميركيين، وكان يملك من الشجاعة ما يكفي ليفكر بطريقة مختلفة، ومن الجرأة ما يكفي ليؤمن أن بوسعه تغيير العالم، ومن الموهبة ما يكفي لتحقيق ذلك».
كما فجعت الأوساط الغنائية بالوفاة المفاجئة للمغنية الشابة إيمي واينهاوس، إحدى أبرز مغنيات الجاز في الألفية الثالثة. وشكلت وفاتها صدمة لمحبي الموسيقى في العالم، والوسط الغنائي البريطاني تحديدا.
كانت الشرطة البريطانية قد عثرت على واينهاوس ميتة في شقتها في منطقة «كامدن» شمال لندن في شهر يوليو (تموز) الماضي. وأرجع تقرير الطب الشرعي الوفاة إلى أن الاستهلاك المفرط للكحول قد أودى بحياتها؛ إذ عثر على 716 ملغم من الكحول في 100 مل من دم واينهاوس، وهو مستوى «قاتل»، كما صرح الطبيب الذي فحص الجثة.
واتضح من خلال تشريح الجثة أن الأعضاء الحيوية في جسم واينهاوس كانت في حالة جيدة، لكن كمية الكحول التي تناولتها جعلتها غير قادرة على التنفس.
وقد توقفت واينهاوس عن تناول الكحول لفترة؛ حيث كانت تتعاطى علاجات لتساعدها على التخلص من الإدمان، لكنها عادت إلى ذلك قبل وفاتها.
يُذكر أن واينهاوس، التي توفيت عن عمر 28 سنة، تعتبر المغنية البريطانية الوحيدة التي حازت 5 جوائز «غرامي» مرة واحدة. ووصلت شهرتها إلى الدول العربية؛ إذ أحيت في شهر فبراير (شباط) الماضي حفلا في مدينة دبي في الإمارات العربية المتحدة، ضمن فعاليات معرض الخليج للدراجات النارية، وهو ما يعد الأول لها في الشرق الأوسط.
على الصعيد السينمائي، ودعت هوليوود إحدى عمالقة العصر الذهبي للسينما الأميركية، وهي الممثلة إليزابيث تايلور. وتوفيت النجمة، الملقبة بـ«قطة هوليوود»، بسبب قصور في وظيفة القلب، وهي مشكلة واجهتها مرارا وتكرارا في السنوات الأخيرة قبيل وفاتها.
وعرفت مسيرة تايلور الفنية بنجاحات رائعة، إلا أن حياتها العاطفية كانت مضطربة. وشاركت تايلور في أكثر من 50 فيلما على مدار حياتها الفنية التي امتدت لأكثر من 50 عاما؛ حيث فازت مرتين بالأوسكار، كما نالت عام 1993 جائزة أوسكار خاصة لنشاطها في حملات التوعية بمرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز).
يُذكر أن تايلور ابتعدت عن الشاشة الكبيرة في سبعينات القرن الماضي بسبب تخبطها في مشاكل كحول واضطرابات في حياتها الشخصية، إلا أنها بقيت حاضرة على الساحة العامة كامرأة أعمال وناشطة، لا سيما في مجال مكافحة مرض الإيدز. أما زيجاتها فقد كانت متعثرة؛ حيث تزوجت تايلور 8 مرات من 7 رجال. وربطتها صداقة حميمة بملك البوب الراحل مايكل جاكسون، وقالت عند وفاته العام الماضي: «فؤادي وروحي محطمان. كنت أحب مايكل بكل جوارحي ولا يسعني أن أتصور الحياة من دونه».
ولم يمهل مرض الالتهاب الرئوي الممثل الأميركي هاري مورغان، المعروف بدور العقيد شيرمان بوتر في المسلسل التلفزيوني الأميركي الشهير «ماش»، الذي غاب عن الحياة في منزله عن عمر ناهز 96 سنة.
كان مورغان قد بدأ حياته مع التلفزيون في الخمسينات، لكن ظهوره في المسلسل الأميركي الشهير «ماش» في دور العقيد بوتر، الذي لعبه في الفترة من 1975 إلى 1983، لا يزال يذكر له كأفضل أداء قام به.
وظهر مورغان في أكثر من 100 فيلم في أدوار غلبت عليها شخصية المساعد منذ أوائل الأربعينات. وفي عام 1980 فاز مورغان بجائزة «إيمي» لدوره في المسلسل، الذي كان يتناول فترة الحرب الكورية.
وقال عنه زميله النجم مايك فاريل، الذي قام معه بدور بي جي هانيكت في المسلسل الشهير: «لم يكن هناك شيء لا يحبه الناس في هذا الرجل».