مصر تتحدى الوضع الأمني وتستقبل احتفالات رأس السنة

تخفيضات على حجوزات الفنادق والمطاعم وحفلات غنائية للصباح

TT

تزينت الفنادق والمطاعم الفاخرة المنتشرة على ضفاف نيل العاصمة المصرية القاهرة استعدادا لاستقبال حفلات الكريسماس، بمئات من الدميات لـ«بابا نويل»، وشجرات الكريسماس المزينة بالكرات الحمراء والهدايا التي تمتزج باللونين الأحمر والأبيض اللذين اعتادت أعيننا على رؤيتهما مع نهاية كل عام، إعلانا عن تدشين احتفالات بداية العام الجديد.

وعلى غير المتوقع، تعاقدت الكثير من الفنادق والقرى السياحية سواء في القاهرة أو خارجها، مع عدد كبير من الفنانين وفرق عروض الرقص المصرية والأجنبية لإحياء احتفالات هذا العام، لرسم البهجة والفرحة على قلوب المصريين الذين ينتظرون هذا اليوم في نهاية كل سنة، ليودعوا أحزان العام القديم، ويستعدوا لاستقبال العام الجديد بأمنيات جديدة يغلب عليها روح التفاؤل والأمل. ورغم حالة الانفلات الأمني التي شهدتها البلاد في الآونة الأخيرة، فإن السير في شوارع العاصمة المصرية ورؤية استعدادات الفنادق والمطاعم، توحي بأن أجواء احتفالات عيد الميلاد قائمة بالفعل، ولا ينقصها إلا استقبال المحتفلين، كما حرصت المحلات التجارية التي ارتدت ثوب العام الجديد، على بيع هدايا الكريسماس التي تشمل: «بابا نويل (سانتا كلوز) وهدايا رأس السنة وأجراس عيد الميلاد الذهبية وشجرة عيد الميلاد وبعض الشخصيات الكرتونية التي تتعلق بهذه المناسبة».

ويقيم الكثير من الفنادق في القاهرة حفلات الطرب والغناء احتفالا بهذه المناسبة، حيث يحيي الفنان السوري سامو زين والمطربة المغربية جنات والمطرب المصري عصام كاريكا والراقصة دينا، في فندق فيرمونت بمصر الجديدة حفلا مساء ليلة رأس السنة، كما سيحيي المطرب حاتم فهمي، والمطربة الشابة نور صاحبة كليب «ابن ماما» حفلا غنائيا في ليلة رأس السنة في Nile country club بالمعادي، وستحيي المطربة آمال ماهر حفل رأس السنة هذا العام في فندق السلام كونكورد بمصر الجديدة، مع النجم محمد فؤاد، بالإضافة إلى حفل آخر بفندق كونراد، بمشاركة محمد حماقي.

وبدأت دار الأوبرا المصرية أمس مجموعة من الاحتفالات ذات الطابع الكلاسيكي، احتفالا بأعياد عام 2012، حيث أقامت حفلا ضم الكثير من المواهب الغنائية الشابة بمشاركة عازف التروبيت محمد حلمي وعازف البيانو شريف إسحاق.

والأمر لم يقتصر على القاهرة فقط، فشهدت مدينة الإسكندرية «عروس المتوسط» إقبالا كبيرا من المصريين والعرب والأجانب، عقب تصريحات حكومة الإنقاذ الوطني بعودة الاستقرار والأمن باعتباره أولوية في مهام الوزارة الجديدة، كما سيقوم المطرب رامي جمال بإحياء حفل الكريسماس في فندق فورسيزونز بالإسكندرية.

واستعدت شواطئ ومنتجعات وقرى المدينة الساحرة شرم الشيخ، لاستقبال احتفالات رأس السنة بالكثير من الحفلات، حيث أحيت النجمة اللبنانية نيكول سابا أمس حفلا غنائيا كبيرا لرأس السنة بفندق «الباشا» شرم الشيخ، كما سيقام في كل من شرم الشيخ والغردقة مهرجان الأغنية الشبابية لتنشيط الاحتفالات لهذا العام. وصرح أحد مسؤولي فنادق الإسكندرية، عن استمرار الحجوزات بمعدل لا بأس به، وإعداد برامج متعددة للاحتفالات تتضمن حفلات غنائية وعروضا ورقصات أوروبية وشرقية رغم أن الإقبال متوسط نسبيا بالمقارنة بالسنوات الماضية. واستقبلت بعض المدن السياحية عددا لا بأس به من السياح الذين قدموا إلى مصر للاستمتاع باحتفالات الكريسماس، الذين اعتادوا كل عام قضاء آخر لحظات العام في مصر، وأعلنت الفنادق حالة الطوارئ القصوى لتقديم أفضل ما لديها، وبادرت شركات السياحة والفنادق والمطاعم بإجراء تخفيضات على الحجوزات وتقديم الجوائز للمحتفلين في منتصف آخر ليلة من العام، كما قرر بعض مديري الفنادق لأول مرة معاملة الأجانب مثل المصريين في أسعار الحجوزات تشجيعا لحضورهم.

وأكد الكثير من الأسر المصرية على احتفالها هذا العام بالكريسماس في مصر، مهما كانت الظروف، معتبرين أن الاحتفال في مصر له طابعه الخاص، كما أن قرار البابا شنودة بإقامة الاحتفالات لهذا العام، زاد من حماسهم، مؤكدين أن الوضع الأمني لن يؤثر على إقامة الاحتفالات. وقال محمد مجدي (40 عاما)، موظف بإحدى شركات البترول ويعول أسرة: «سأحتفل في إحدى القرى السياحية بالبحر الأحمر مع زوجتي وابنتي الصغيرة ذات التسعة أعوام، واشتريت لابنتي «بابا نويل» والألعاب المضيئة التي لا نراها إلا في رأس السنة». أضاف مجدي: «لا يوجد ما يدعو للخوف، مصر بعد الثورة مهما يحدث أمان، وأتمنى مع بداية هذا العام أن نقرأ الفاتحة على أرواح شهدائنا، وأن نتمنى الخير للبلاد».

وقال إسلام أبو سريع، (21 عاما)، طالب جامعي: «لن أستطيع الاحتفال هذا العام، للأسف لدي امتحانات الجامعة، ولكن أسرتي ستسافر إلى إحدى المدن الساحلية للاستمتاع بهذا اليوم، وأتمنى ألا تأتي الامتحانات في مثل هذا الوقت من كل عام». وعلى العكس يؤكد محمود عماد (22 عاما)، طالب جامعي، أن امتحانات منتصف العام لن تمنعه من الاستمتاع والاحتفال بهذا اليوم، حيث سيقضي محمود هو وأصحابه احتفال رأس السنة في أحد فنادق القاهرة على ضفاف النيل، وأكد عماد على عدم وجود أي تخوف من الحالة الأمنية أن تعكر صفو الاحتفالات لهذا العام.