جمعيات إسبانية تدعو للاحتفال بآخر قائد موريسكي

بدلا من الاحتفال بسقوط مملكة غرناطة

جنة العريف في قصر الحمراء
TT

دعت منظمة «غرناطة مدينة مفتوحة» إلى رفض اعتبار يوم سقوط مملكة غرناطة الإسلامية يوما وطنيا للمدينة، ودعت المنظمة بدلا من ذلك إلى تكريم القائد ابن عبو آخر قائد موريسكي قاتل الجيش الإسباني في الأندلس.

وتحتفل مدينة غرناطة عادة يوم 2 يناير (كانون الثاني) من كل عام بمناسبة سقوط مملكة غرناطة، وتسليم أبو عبد الله الصغير مفاتيح المملكة إلى إيزابيل الكاثوليكية عام 1492. ورغم أن هذا يشكل حدثا مهما جدا في التاريخ الإسباني، فإن منظمات وجمعيات إسبانية أخذت تدعو في السنوات الأخيرة إلى عدم اعتبار هذا اليوم يوما وطنيا للمدينة، لكونه يمثل نهاية الحضارة الغرناطية، والاستعاضة عنه بيوم آخر. ومن هذه المنظمات منظمة «غرناطة مدينة مفتوحة» التي دعت إلى رفض الاحتفال وضرورة الإشادة بآخر قائد موريسكي، وهو ابن عبو الذي قاد حركة الموريسكيين في منطقة البشرات، جنوب الأندلس، وسقط صريعا عام 1571. وبوفاته يسدل الستار على الوجود العربي في إسبانيا، إذ صدر قرار طرد جميع بقايا العرب والمسلمين عام 1607.

وقد بدأت الاحتفالات، يوم أمس، في بلدية المدينة الساعة 10:45، وتشرف على الاحتفال هذا العام النائبة البلدية روثيو دياث، وماريا فرانثيسم مسؤولة العلاقات العامة، حيث اتجه موكب الاحتفال من بناية البلدية بمرافقة مجموعة من الجنود مخترقا عدة شوارع حتى يصل إلى الكنيسة الرئيسية، وهناك أقيم قداس خاص بالمناسبة، حضره الكثير من شخصيات المدينة، وتبع ذلك الاتجاه إلى ضريح الملكة إيزابيل الكاثوليكية وزوجها فرناندو لإحياء هذه الذكرى وتقديم تاج من الغار وباقة من الزهور، بعدها عاد الموكب إلى بلدية المدينة لإكمال مراسم الاحتفال. وفي المساء أقيم احتفال آخر تم فيه تقديم مقطوعات موسيقية ومعرض عن كتب تتعلق بمدينة غرناطة.

وفي الوقت نفسه، فإن هناك الكثيرين ممن يعارضون الاحتفال بسقوط غرناطة، مثل منظمة «غرناطة مدينة مفتوحة»، التي رفعت شعار «لا لتسليم غرناطة، نعم لماريانا»، وماريانا هذه هي ماريانا بينيدا (1804-1831)، وهي شخصية غرناطية كان لها دور كبير في تاريخ حرية الفكر في المدينة، وأدى تصادمها مع الحكومة آنذاك إلى إعدامها يوم 26 مايو (أيار) عام 1831، ولا تزال في السادسة والعشرين من عمرها.

وقالت جمعية منظمة «غرناطة مدينة مفتوحة» إن احتفال 2 يناير «تجمع أشخاصا من اليمين المتطرف من أجل رفع شعارات عنصرية ومعادية للأجانب... وهو ما يشكل خطرا على التعايش في المدينة، كما أنه يضر بشكل بالغ بسمعة غرناطة».

ودعت الجمعية العربية الأوروبية إلى إحياء ذكرى ابن عبو، بدلا من الاحتفال بيوم سقوط غرناطة، وذلك لأن معرفة تاريخ الموريسكيين «يساهم في معرفة تاريخنا». وستقوم فرق فنية بتقديم مقطوعات موسيقية متنوعة، ويقدم الشاعر لويس غارثيا مونتيرو بعض القصائد بهذه المناسبة. وناشدت الجمعية في الوقت نفسه خسوس غارثيا كالديرو المدعي العام في إقليم الأندلس إلى اتخاذ التدابير اللازمة لاحتمال وقوع أعمال عنف، لكن كالديرو قال إن هذه مهمة الحكومة المحلية للمدينة.