النمسا تسن قانونا يجرم السخرية من ذوات الشعر الذهبي

شقراوات المجر ورومانيا يطالبن بالمعاملة بالمثل

TT

ضمن إجراءات صارمة ضد التمييز والعنصرية والإرهاب، أصبح ساريا بالنمسا بتاريخ الأول من يناير (كانون الثاني) 2012 قانون جديد يجرم الاستهزاء والسخرية بـ«الشقراوات» منعا لما يتداول عنهن من نكات شائعة تتهمهن بالغباء والسذاجة وأنهن لا يحسن تقدير المواقف والحكم عليها، وبالتالي التعامل معها التعامل الصحيح أو المتوقع على أقل تقدير. وكما نشرت صحيفة «الكورونة» واسعة الانتشار، فإن المشرع قرر في حزمة إضافية صارمة لمكافحة الإرهاب ضرورة صياغة مثل هذا القانون باعتبار أن الشقراوات (صاحبات الشعر الأصفر أو الذهبي) قد يشعرن بأنهن مهمشات ومضطهدات، مما قد يدفعهن لرد اعتبارهن بالانتقام من المجتمع.

إلى ذلك تمت إضافة فقرتين جديدتين لقانون العقوبات هما الفقرة (278 والفقرة 283) لتجريم النكات المتداولة كذلك ضد المواطنين من إقليم بورغندلاند والمناطق الزراعية أقصى شرق النمسا، الذين يتعرضون لحملات استهزاء ونكات تطبعهم بطابع البخل والقبح وأنهم في حالة سكر شبه دائم.

وكما أشارت الصحيفة فإن العقوبة قد تصل إلى أكثر من عامين سجنا، بالإضافة إلى احتمال فرض غرامات مالية يخضع تقديرها لمدى الظلم النفسي والغبن والضرر.

وبالطبع أثار القانون ردود فعل متضاربة ما بين قبول ورفض، في حين كشفت بعض الشقراوات عن خشيتهن أن تحرمهن صرامة القانون مما كن ينعمن به من إعجاب وكلمات استحسان وغزل بجمالهن وجمال شعورهن، بينما رأت مصادر أخرى أنه تدخل صريح في حياة المواطن الخاصة.

من جانبهن أشادت ناشطات مجريات وأخريات رومانيات بالخطوة النمساوية، مطالبات بقانون مماثل يكفيهن شرور تمييز يحرمهن فرص عمل أوسع، ومؤكدات أنهن يعانين تمييزا في الشارع العام وحتى داخل أسرهن ما إن يرتكبن ولو هفوة صغيرة وكثيرا من دون أي سبب جنينه سوى «عرف» بات يتهمهن بالعبط وخفة العقل.

وكانت مجموعات من الشقراوات بدولة المجر المجاورة للنمسا ودولة رومانيا قد سيرن مؤخرا مسيرات احتجاج غاضبة تطالب بالمساواة وبمعاملات أكثر عدلا، رافعات شعارات تؤكد أن الشقراء جميلة وليست غبية، وأنها فاعلة ومسؤولة وليست دمية كالدمية باربي.