متاحف فيينا تحتفل بفن غوستاف كليمت

بمناسبة الذكرى الـ150 على ميلاده

«أديلا بلوش باور» للفنان غوستاف كليمت ومتحف السيسشن في فيينا (أ.ب)
TT

عندما نتعامل مع الرسام النمساوي غوستاف كليمت، فنحن لا نتعامل مع مجرد فنان عبقري وحسب، بل فنان تميز بالإضافة لذلك بعقلية رجل أعمال بحساب اليوم. إذ عرف كيف يسوق لوحاته وإبداعاته منذ أن كان طالبا صغيرا في العاشرة من عمره وعندما برز نجمه كفنان شاب أسس شركة مع شقيقه وصديقه لتزيين السقوف وجدران المسارح.

بهذا الفهم الواضح والصريح تم الاتفاق بين 9 متاحف ومعارض من أكبر المتاحف بالعاصمة النمساوية فيينا للتنسيق والتعاون فيما بينها للاحتفال بمرور 150 على مولد كليمت 1862 - 1918 وسيستمر الاحتفال طيلة هذا العام لتكون الحفلة الكبرى يوم ميلاده 14 يوليو (تموز).

ووفقا للاتفاق فإن كل متحف ومعرض من المعارض المشاركة سيتخصص في عرض نوع من الأنواع والوجوه الفنية الكثيرة التي اشتهر بها غوستاف كليمت الذي يعده النمساويون واحدا من أشهر فنانيهم في العصر الحديث ممن تركوا أثرا واضحا وأدخلوا تغييرات كبيرة في المسيرة الفنية بداية القرن العشرين وهو من المؤسسين لما عرف بـ«السيسشن» أو الفن الانفصالي الذي يتمحور حول أهمية الإفصاح عن الحقيقة وكسر حواجز الخجل ولكثر ما أظهر كليمت ذلك في رسمه لأجساد أنثوية.

هذا ويعد قصر البلفدير الذي يضم أكبر عدد من لوحات كليمت لافتتاح قسم جديد لعرض لوحات لم تعرض من قبل ويدور همس لم يتأكد بعد أن البلفدير قد يصل لاتفاق مع مالك أشهر لوحات كليمت «أديلا بلوش باور» لاستعارتها لعرضها لفترة محددة فقط. ومعلوم أن هذه اللوحة ظلت معلقة داخل قصر البلفدير ضمن لوحات كليمت إلى أن تمت إزالتها بأمر قضائي بعد سجال قانوني استمر لسنوات كان موضع اهتمام ومتابعة الشارع النمساوي كقضية تهم الرأي العام ومن ثم حسمتها المحكمة مقرة بتسليمها لورثة مالكتها الأصلية التي رسمها كليمت في اللوحة. ومعلوم أن هذه اللوحة قد حققت عند بيعها في عام 2006 مبلغا وصل إلى 135 مليون دولار وكان كليمت قد رسمها 1907 إلى ذلك تقرر أن يعد متحف ليوبولد معرضا يركز على شخصية كليمت للتعرف عليه من قرب واستكشافه من خلال رسائله الخاصة.

من جانبها ستعمل بعض المتاحف التي تضم بعض لوحات كليمت بالتركيز عليها وفي مقدمتها متحف الفنون التاريخية الذي يعتبر أجمل المتاحف على الإطلاق ليس في فيينا فحسب، بل عالميا وتعود شهرته لجماله كمبنى ولما يضمه من لوحات نادرة ومعروضات متنوعة بالإضافة لضخامته وحسن موقعه.

هذا ولن يقتصر الأمر على المتاحف، إذ أعلنت بعض المؤسسات استعدادها للمشاركة، لا سيما أن بعض أعمال كليمت قد تمت طباعتها على أكواب وإيشاربات حريرية وإطارات شمعدانات خاصة رسمة لوحته الأكثر انتشار المسماة «القبلة» التي تعتبر خير سفير لمقدرته على مزج الألوان ودقة النقش.