حريق يودي بطفلتي الفائزة الفرنسية بمسابقة «ماستر شيف»

رسائل مواساة من العالم إلى الطباخة الثكلى آن الحسن.. وأهل بلدتها يستعدون لجنازة شعبية

آن الحسن عند فوزها بلقب «ماستر شيف»
TT

لم تكن آن الحسن تحتاج لتعريف نفسها للفرنسيين حين تدخل أي مكان. فالكل يحفظ ملامحها الجميلة بعد أن تابعوا تقدمها أثناء تصفيات الدورة الأولى من برنامج «ماستر شيف»، الذي بثته القناة الأولى قبل سنتين. لذلك كان الحزن شاملا حين سمعوا بالكارثة التي تعرضت لها الطباخة الشابة حين اندلع حريق في مسكنها أودى بحياة طفلتيها الصغيرتين لويز (4 سنوات) وروز (سنتان). وقد نشر زوجها السيفو الحسن وأولادهما الأربعة الباقون نعيا، طلبوا فيه تقدير الظرف المؤلم الذي تمر به الأسرة واحترام خصوصية الجنازة التي ستجري في محيط عائلي ضيق.

شب الحريق في مسكن الأسرة بمدينة مونتوبان، وسط جنوب فرنسا، بعد ظهيرة الثاني من الشهر الحالي. وكانت آن وقتذاك في مطعمها «بييزان» الذي افتتحته بعد فوزها بلقب «ماستر شيف». ويقع المطعم مقابل المسكن مباشرة. وحين وصل رجال الإطفاء إلى المكان تمكنوا من الدخول إلى الطابق العلوي من فتحة في السقف ووجدوا الطفلتين بلا حراك. وقد فارقتا الحياة بعد نقلهما إلى المستشفى متأثرتين بالدخان الذي استنشقتاه. وعدا الحالة النفسية المنهارة، تأثرت الأم التي هبت من مطبخها لإطفاء الحريق بتنشقها الغاز السام ونقلت، مع زوجها، إلى المستشفى للعلاج، أيضا، من آثار الصدمة التي عمت كل سكان البلدة. وسارع العشرات منهم إلى وضع باقات من الأزهار أمام باب المطعم الذي تديره آن الحسن وعند مكان الحادث. كما وصلت الأسرة برقيات ورسائل تضامن ومواساة من داخل البلاد ومن دول عديدة تابع الملايين من مشاهديها حلقات البرنامج الذي فازت بالمرتبة الأولى فيه الطباخة الجنوبية البالغة من العمر 34 عاما.

ما سبب الحريق؟ سؤال يطرحه الجميع في موسم البرد الذي يعتاد فيه الفرنسيون على تشغيل المدافئ الغازية أو الحجرية. هل هو ماس كهربائي، أم حركة صدرت من الطفلين قرب نار المدفأة؟ الجواب ما زال قيد الدرس لدى مختبر الشرطة القضائية في مدينة تولوز القريبة. وحسب مصادر الشرطة فإن ألسنة اللهب لم تأخذ وقتها في الانتشار، فقد انتبهت آن إلى رائحة الحريق وسارعت إلى المنزل ونجحت في إخماده وحدها لكن بعد فوات الأوان.

يذكر أن آن الحسن، بعد أن منحتها لجنة تحكيم من كبار الطباخين لقب «ماستر شيف» كأفضل طباخة هاوية، حصلت على مكافأة قدرها 100 ألف يورو، فقررت، مع زوجها، تحويل جانب من مزرعة العائلة إلى منزل للاستقبال، مع مطعم يقدم الأطباق المحلية بالإضافة إلى ما تبتكره من أطباق جديدة. وكان مطبخها يعتمد في مواده على ما ينبت في المزرعة من خضراوات وفاكهة وما يتربى فيها من دواجن. وبعد طول تفكير واستشارة للأصدقاء وقع الاختيار على اسم جميل للمطعم هو «بييزان». والكلمة التي تعني بمجملها «الريفية» مؤلفة من دمج لفظة «بلد» بالفرنسية مع اسم صاحبة المكان «آن». ومع افتتاحه في خريف 2010، أصبح المطعم عنوانا معروفا يقصده عشاق المأكولات الأصيلة ومفخرة لأهالي مونتوبان، بلدة الرسام الشهير أنغر التي لا يزيد عدد سكانها على 58 ألفا. وقد تطوعت كثيرات من نساء البلدة للحلول محل آن في المطبخ وتسيير مطعمها بشكل طبيعي، لحين تعافيها ووقوفها على قدميها.

وبفضل نجاحها، نالت آن الحسن تكريما من الدولة بمنحها وسام الاستحقاق الزراعي في أوائل العام الماضي.