أي رئيس فرنسي سيفتتح قسم الفنون الإسلامية في «اللوفر»؟

إدارة المتحف «تغازل» قطر للحصول على 10 ملايين يورو تنقص المشروع

خيمة من الزجاج المذهب تنسدل على سقف الصالة المسماة بصالة «فيسكونتي»
TT

نظمت إدارة متحف «اللوفر»، أحد أكبر متاحف الآثار والفنون في العالم، زيارة للصحافيين للاطلاع على سير العمل في ورشة القسم الجديد المخصص للفنون الإسلامية. وقدم المشروع للزوار مهندساه رودي ريكيوتي وماريو بيلليني، حيث صورت كاميرات الإعلام أرجاء القسم الذي يضاف إلى الأقسام السبعة الموجودة في المتحف الباريسي تسمية وأطلقت عليه الصحافة تسمية «أعجوبة اللوفر الثامنة». ورأى خبراء أن معمار القسم الجديد يشكل ثاني ثورة حديثة في المتحف بعد الهرم الزجاجي الذي صممه المهندس الأميركي، الصيني الأصل، ليو مينغ بي، وتم نصبه في الساحة الخارجية لـ«اللوفر» عام 1988.

أبرز ما يلفت النظر في القسم الجديد الفسيح للفنون الإسلامية خيمة من الزجاج المذهب تنسدل على سقف الصالة المسماة بصالة «فيسكونتي» مثل طرحة تتموج بفعل هبوب الريح. ورأى عشاق الشعر العربي القديم في هذه الخيمة البالغة الشفافية استلهاما لبيت الشاعر المتنبي «على قلق كأن الريح تحتي..». لكن القلق لا يكمن في هواجس الشاعر فحسب، بل في مشكلة تأمين المبلغ اللازم لاكتمال المشروع.

بلغت التكلفة الإجمالية للمشروع 100 مليون يورو تقريبا، تحملت الدولة الفرنسية 31 مليونا منها، إضافة إلى مساهمة عدد من رعاة الآداب والفنون، ومنهم الأمير الوليد بن طلال الذي قدمت مؤسسته مبلغ 17 مليون يورو، وعدد من المؤسسات الرسمية العربية في المملكة السعودية والمغرب والكويت وسلطنة عمان، وفي دول إسلامية مثل أذربيجان، بالإضافة إلى شركات فرنسية من بينها «فينسى» و«توتال» و«لافارج»، ولكن لا تزال هناك حاجة إلى 10 ملايين يورو لاستكمال تمويل المشروع. وتتجه الأنظار لسد هذه الفجوة إلى دولة قطر التي تمتلك استثمارات كبيرة في فرنسا.

وحسب مدير قسم المنح في «اللوفر» فإن من الصعب تصور حفل تدشين القسم الجديد دون الحضور الأساسي لقطر. وأضاف أن الاتصالات جارية على مختلف الأصعدة مع الدولة الخليجية التي تمتلك شبكة من المتاحف المرموقة. هذا عدا عن العلاقات غير المباشرة من خلال مهندس هرم «اللوفر» ورفيقه المهندس ويلموت اللذين أنجزا متحف الفن الإسلامي الجديد في الدوحة. ويرتبط المعماريان بعلاقة شراكة مع «اللوفر» منذ فترة طويلة. وإذا كان الفضل في الموافقة على مغامرة الهرم الزجاجي إلى الرئيس الاشتراكي الأسبق فرانسوا ميتران فإن الرئيس الديغولي جاك شيراك هو الذي أعطى الضوء الأخضر، قبل 10 سنوات، للمشروع الجديد الذي من المنتظر أن يجري افتتاحه في صيف هذا العام، بعد الانتخابات الرئاسية الفرنسية. فمن يكون الرئيس الذي سيقص الشريط؟ ساركوزي بعد فوزه بولاية ثانية أم منافسه الاشتراكي فرانسوا هولوند؟

ولا يتوقف طموح المشروع على عرض الفنون الإسلامية بل يتعداه إلى تقديم الوجه المضيء للحضارة الإسلامية، والذي ما زال مجهولا لأجيال فرنسية وأوروبية جديدة. وقد كانت صوفي ماكاريو، مديرة القسم الجديد، صريحة في قولها أن من الضروري فرض حقيقة حضور «الإسلام في اللوفر» و«عدم ترك كلمة الإسلام بأيدي الذين يلوثونها». ذلك أن هذه الفنون تمتد من إسبانيا إلى الهند والصين، ولفترة تبدأ من القرن السابع الميلادي وحتى القرن التاسع عشر، من خلال 1800 قطعة تتنوع ما بين النسيج والسجاد والخزف والنحاس والحجر والمزججات.