بغداد تستعد لافتتاح سينما للصغار في أبريل المقبل

بعد مائة عام على افتتاح أول دار سينما في العراق

أطفال يحضرون عرضا سينمائيا في بغداد («الشرق الأوسط»)
TT

قابلت الأوساط الثقافية والفنية في العراق أخيرا بترحيب كبير مشروع إعادة تفعيل سينما الصغار وتخصيص صالة سينمائية مناسبة له وسط العاصمة بغداد، بعد غياب استمر أكثر من عشرين عاما كانت فيها سينما الصغار غائبة تماما عن جدول أعمال المعنيين لأسباب كثيرة، أهمها ضعف التخصيصات المالية التي طالت صناعة الفيلم العراقي الطويل، وخراب معظم دور السينما بعد أحداث عام 2003.

غياب الطفل العراقي عن السينما العراقية طيلة تلك السنوات خلف جيلا كاملا لا يعلم عنها شيئا عدا ما تعرضه له أفلام القنوات الفضائية بصناعة عربية وعالمية، وبلغة لا تشابه لغته المحلية، مقابل إقبال البعض على ما تقدمه صالات عرض صغيرة أخذت تتسع في مناطق عدة من بغداد، وهي تقدم أفلاما من نوع ثلاثي أو رباعي أو خماسي الأبعاد ومعظمها محفزة للخوف والعنف وخالية من أي توجيه ثقافي وتربوي.

شفيق المهدي، المدير العام لدائرة السينما والمسرح بوزارة الثقافة العراقية، قال لـ«الشرق الأوسط»: «حصلنا على موافقات وميزانية مناسبة لأجل استنهاض سينما الصغار وسيشهد شهر أبريل (نيسان) المقبل افتتاح أول سينما ومسرح للأطفال خلف بناية المسرح الوطني الحالية وسط بغداد، بعد إنجاز قاعاته وملحقاته من شاشات العرض وأجهزة متطورة بكلف تقدر بـ100 مليون دينار عراقي».

وعبر الفنان هاشم سلمان، الذي حصل على لقب سفير الطفولة في العراق، عن استغرابه لغياب دور سينما مخصصة للصغار وكون أن العراق شهد عام 1909 افتتاح أول صالة سينما للكبار في بغداد، وكانت تجربته هي الرائدة في الشرق الأوسط آنذاك، مضيفا: «صرنا الآن نتحدث بفرح عن تخصيص قاعة لسينما الصغار بعد أكثر من مائة عام!».

وأوضح سلمان: «كنا نعرف بوجود سينما الفانوس السحري التابعة لوزارة الثقافة، لكنها الآن مغيبة عن أداء دورها السابق والحقيقي في توفير أفلام هادفة للطفل، وتحفيز إدارات المدارس على زيارتها، والسبب هو تولي قيادات غير مناسبة إدارتها، الأمر الذي همش حضورها بشكل كامل، وصارت في عداد الذكريات فقط» الفنانة نبراس خضر إحدى المشتغلات القليلات في فنون مسرح وسينما الطفل قالت: «ما زلت أتذكر زيارتي الأولى لسينما الطفل مع الفنانة نسرين جورج في فترة الثمانينات من القرن الماضي، ومنها بدأ حبي للفنون المختصة بالطفل، حيث كنت أواظب على زيارة صالة سينما الطفل التي تعرض كل خميس فيلما عراقيا للأطفال»، ولفتت تقول: «اليوم صار الحديث عن سينما الأطفال أشبه بالترف.. حتى إن الفرقة الوحيدة التي كانت تعمل في مسرح الطفل ألغيت بسبب عدم وجود التخصيصات المالية، وهذه خسارة يتحملها الطفل العراقي فقط».