«المزرعة».. مسلسل يتخيل الحياة اليومية لرموز نظام مبارك في السجن

يعرض في رمضان المقبل ويمزج الكوميديا بالسياسة

TT

أغرت مفارقات سجن مزرعة طره أو «بورتو طره» والذي يقبع فيه نجلا الرئيس المصري السابق حسني مبارك، وأغلب رموز حكمه وفي مقدمتهم رئيسا مجلسي الشعب والشورى ورئيس الوزراء، على ذمة المحاكمات بتهم الفساد والتحريض على قتل الثوار، خيال المؤلف المصري محسن الجلاد لكتابة سيناريو مسلسل تلفزيوني، يتخيل فيه نمط الحياة اليومية لهؤلاء داخل السجن، وما يدور بينهم من حوارات، وعلاقاتهم الخاصة بالعاملين بالسجن، إضافة إلى نمط الحياة التي يعيشها الرئيس السابق المحبوس احتياطيا بمستشفي «المركز الطبي العالمي» على ذمة القضية نفسها.

المسلسل الجديد بعنوان «المزرعة» وهو كوميديا سياسية، يتكون من ثلاثة أجزاء وسيبدأ تصوير جزئه الأول في منتصف شهر يناير (كانون الثاني) الجاري، على أن يتم عرضه في رمضان المقبل. وتتناول أحداث العمل شخصيات ورموز النظام السابق، ومن أبرزهم مبارك ونجلاه (جمال وعلاء) ورئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف، ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي، وتدور الأحداث حول مواقف حياتهم اليومية داخل سجن مزرعة طره، وبدافع رغبة المشاهدين في معرفة تلك اللقطات الحية.

حول المسلسل قال مؤلفه محسن الجلاد لـ«الشرق الأوسط» إن «الرقابة الفنية في البداية رفضت المسلسل ثم بعد مناقشات مع سيد خطاب رئيس الرقابة، تفهم الفكرة وتم قبول المسلسل، ولكن بشرط عدم ذكر أي اسم من مسؤولي النظام السابق ضمن أحداثه بشكل مباشر».

وأضاف الجلاد أن بعض الممثلين شعروا بحساسية تجاه قبول شخصيات معينة، وأن دور مبارك عرض على أكثر من ممثل، من بينهم الفنان صلاح السعدني ويوسف شعبان، ولم يتم الاتفاق على شخص بعينه للقيام بالدور؛ ولكن من الشخصيات الأساسية التي تم الاتفاق عليها رجاء الجداوي (سوزان مبارك)، محمود عزب (صفوت الشريف)، سعيد طرابيك (فتحي سرور)، ريهام عبد الغفور (الطبيبة الخاصة لمبارك)، ولطفي لبيب (زكريا عزمي).

وبالحديث مع الفنانة رجاء الجداوي، هاتفيا، قالت إنها لم تعط المخرج الموافقة النهائية على قيامها بدور سوزان مبارك، وإنها أخبرت المخرج ببعض التحفظات والتي على أساسها ستقرر قبولها للدور أم لا، ورفضت أن تصرح عن تلك التحفظات.

وعن رأي النقاد في فكرة ذلك المسلسل، قال الناقد الفني طارق الشناوي: «إن مخرج ومؤلف العمل ربما تسرعا في تحديد موعد كتابة وعرض المسلسل، وفي رأيي الشخصي أرى أهمية تأجيل المسلسل لحين وضوح الأمور وانتهاء المحاكمات لهؤلاء المسؤولين، حيث من الممكن أن يكشف الواقع حقائق تنفي تخيل المؤلف، وبذلك سوف يفقد العمل مصداقية الجمهور وربما يؤدي لفشله».

وأضاف الشناوي أن الدراما سواء سينما أو تلفزيون في الفترة القادمة سوف تهتم وبشدة بأحداث زنزانة طره والمحتجزين بداخلها وذلك لجاذبية الجمهور لمعرفة ما يدور وراء القضبان.

وعن تدخل المجلس العسكري في قبول أو رفض أي عمل درامي، قال إنه من الناحية القانونية، لا يسمح لأي هيئة داخل الدولة بإبداء رأيها في الأعمال الفنية؛ ولكن في مصر ولمدة تزيد على 60 عاما دأبت المؤسسة الرئاسية على رؤية بعض الأعمال قبل عرضها وإبداء الرأي فيما يخص قبول أو رفض عرضها.

وعلى الرغم من قبول الرقابة لعرض المسلسل، فإنهم واجهوا اعتراضا من قبل محبي الرئيس السابق مبارك، وذلك عبر صفحة إلكترونية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» تحمل اسم «معا ضد مسلسل المزرعة الذي يسيء للرئيس مبارك»، وقد دشنوا تلك الصفحة اعتراضا على إهانة مبارك.

وأوضح أحمد السقا منشئ تلك الصفحة أن «سبب نشأة الصفحة هو حرية التعبير عن الرأي وأن المسلسل يسيء للرئيس مبارك وأن أي واحد من أبناء مبارك أو حتى ليس من أبنائه ويتكلم عنه جيدا يعتبره الناس خائنا، وبإذن الله الصفحة (دي هيكون ليها تأثير، لما العدد يزيد وبعدها ممكن نعمل وقفة ضد المسلسل طالما إن فيه حرية تعبير)».

وبدوره علق مخرج العمل عادل مكين قائلا: «أنا سعيد بظهور الرأي الآخر المعادي لفكرة المسلسل، لأن ذلك يجسد معنى الديمقراطية التي كانت تنادي بها الثورة وهو تقبل الرأي الآخر وعدم الحكر عليه، فالمسلسل عمل فني يطرح قضية وعلى الجمهور الحكم فيما أعجبه أو لم يعجبه».

من جهة أخرى، علق الجلاد على ذلك بأن أصحاب تلك الصفحة مغيبون فكريا عن حقائق الرئيس السابق مبارك وما فعله النظام السابق، وأنه مع توالي العديد من المسلسلات والأفلام التي تعالج ذلك، ربما يغيرون موقفهم، أو يتشبثون به بشكل أكبر.