المشاهير.. أصحاب الأصابع الخفيفة

آخرهم الشيف أنتوني وارل تومبسون ومنهم الممثلة وينونا رايدر وابنة المغني السير بوب غيلدوف

الشيف أنتوني وارل تومبسون
TT

هل هي الحاجة أم إنه مرض نفسي وراء سرقة حاجيات تافهة الثمن لكن يسيل لها لعاب المشاهير الأثرياء؟ في السنوات الأخيرة تصدرت فضائحهم نشرات الأخبار حول العالم بقائمة من الأسماء لمجموعة من الممثلين والطباخين والوجوه الاجتماعية، كان أحدثها، وليس آخرها، ما قام به شيف بريطاني.

واعتذر أمس الشيف أنتوني وارل تومبسون صاحب المطاعم الشهير، عن سرقة الأجبان والمشروبات التي ضبط متلبسا بها في سوبر ماركت «تيسكو» وقدرت قيمتها بنحو 70 جنيها إسترليني (105 دولارات). وارل تومبسون، الذي لمع نجمه في الثمانينات من القرن الماضي، أي قبل غيره من المشاهير في صناعة المأكولات والمطاعم وفن الطبخ مثل غوردون رامزي وجيمي أوليفار وهيستون بلومتال، قال إنه غير قادر على إيجاد أي سبب لذلك، مضيفا أنه سوف يحاول الحصول عن العناية النفسية المطلوبة لهذه الحالة التي قال إنها سلوك غير عقلاني.

ما قام به من سرقة من سوبر ماركت «تيسكو» في المنطقة التي يعيش فيها خلال عطلة نهاية الأسبوع، لم تكن المرة الوحيدة التي تناولت فيها يداه بخفة الأجبان وبعض المشروبات. لقد راقبه العاملون في المكان الذين كانوا على معرفة به من خلال الإعلانات الترويجية التي قام بها في السابق مع المتجر؛ إذ كان يستخدم في برامجه التلفزيونية عن إعداد الطعام المكونات التي قام بسرقة بعضها هذه المرة. وتأكدوا من أنه فعلا كان يضع بعض الأجبان في أكياس دون أن يسجلها في آلة التسوق المحمولة يدويا، بعد أن قاموا بمراقبته خلال عدة أسابيع وفي عدة مناسبات مختلفة بدأت منذ يوم 16 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أي خلال فترة أعياد الميلاد ورأس السنة. وقرروا خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي مواجهته واستدعاء الشرطة لتفتيشه أمام العديد من زبائن المتجر الذين أيضا على معرفة به.

لم يكن هناك أي مجال للشك، واعترف بذنبه واكتفت الشرطة بتوجيه تحذير له، لأن المتجر لم يرفع عليه دعوى قضائية. ورفض المتجر التعليق على الموضوع، ربما بسبب العلاقة التجارية التي كانت تجمعه معه سابقا. لكن قال مصدر قريب من المتجر إن وارل تومبسون كان يطلب قوالب الجبن وزجاجات من المشروبات في أكياسه، وقد سجلت اختلاساته الكاميرات، وكان يخرج من المتجر مع حاجياته دون يدفع ثمنها. وأرادوا أن يكونوا متأكدين 100 في المائة قبل مواجهته بالإثباتات حتى لا يتسبب ذلك في الإحراج له ويدخل المتجر في قضية قانونية خاسرة في حالة الاتهامات المغرضة.

وأول من أمس، قال الشيف، الذي كان يملك سلسلة من المطاعم التي أغلق أربعة منها عام 2009 بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية في بريطانيا وانخفاض ريعها، في بيان: «إنني آسف جدا لما قمت به من غباء وسلوك غير مسؤول. الفضيحة وقعت مثل الصاعقة على عائلتي وأصدقائي، الذين خيبت ظنهم». لكنه أضاف أن هذا السلوك «لن يكون الأول ولا الأخير» الذي يقع فيه ناس في منزلته ومكانته، «ما كان يدور في رأسي سوف تظهر حقيقته في المستقبل». وكان الشيف وارل تومبسون، الذي اضطر الانتقال من بيته الثمين ليعيش مع زوجته الثالثة في بيت متواضع بسبب الضائقة المالية، يقصد أنه سيعرض نفسه على طبيب نفسي ليعالج حالته.

وارل تومبسون، 60 عاما، ينتمي إلى الطبقة الوسطى؛ إذ عمل والداه في التمثيل، وكان الممثل الشهير ريتشارد بيرتون عرابه، ودرس في طفولته بمدارس خاصة، ويقال إنه جدته رفضت مراسلته حين كان يعيش في مقاطعة ايسيكس عندما بدأ يعمل في مهنة الطبخ، بعد أن انفصل والده عن والدته. واشتهر في الثمانينات من القرن الماضي وفتح أول مطعم له في منطقة نايتسبريدغ الفاخرة. وبعد أن أصبحت برامج الطبخ والطعام من الأكثر مشاهدة في التسعينات من القرن الماضي، أصبح وارل تومبسون من أشهر الوجوه في هذا المجال. حياته الخاصة تدهورت وأدى ذلك إلى طلاقه مرتين. وقال مرة في مقابلة إن الطبخ كان وراء انفصاله عن زوجاته، وقال: «لقد خسرت زوجاتي بسبب المطبخ. أحيانا أنا السبب، ولكن ساعات العمل الطويلة تجعلك تبحث عن متعتك في النوادي بعد إغلاق المطعم، ومن هناك يبدأ التدهور».

وقال متحدث باسم «مؤسسة المستهلك» إن «السرقة جرم خطير، ويجب أن لا يستخف أحد بهذا الذنب، لأن المستهلك يدفع الثمن في نهاية المطاف».

نجوم بأنامل خفيفة

* الممثلة وينونا رايدر: في ديسمبر (كانون الأول) 2001 اتهمت الممثلة الأميركية وينونا رايدر بسرقة ملابس تحمل ماركات تصميم شهيرة قدر ثمنها بأكثر من 5000 دولار وذلك من متجر في «بيفرلي هيلز» بكاليفورنيا. لقد تمت إدانتها في المحاكم الأميركية وفرضت عليها غرامة كبيرة وعملت 480 ساعة في الخدمة الاجتماعية. وظلت تحت المراقبة حتى 2005.

* والدة كابتن كرة القدم جون تيري: في عام 2009 وجه تحذير لسو تيري والدة كابتن فريق إنجلترا جون تيري ونجم نادي تشيلسي، وأيضا لوالدة زوجته، بعدما تم ضبطهما في مرأب السيارات التابع لمتجر «ماركس آند سبنسر» وبحوزتهما حاجيات ومعلبات طعام للكلاب والقطط وملابس، ثمنها 1450 جنيها إسترلينيا (2200 دولار).

* بيتشيز غلدوف: بيتشيز غلدوف؛ هي فتاة اجتماعية والابنة المدللة للسير بوب غلدوف، نجم الروك الذي قاد حملة جمع الأموال من أجل أطفال أفريقيا. وتواجه الآن أربعة اتهامات في المحاكم البريطانية تدور حول السرقات من المتاجر البريطانية. وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قال العاملون في متجر «بوتس» إنها ضبطت وهي تحاول الخروج من المكان وكانت تحمل مساحيق ثمنها 60 جنيها إسترلينيا (90 دولارا). وفي مارس (آذار) الماضي ادعى أحد متاجر الملابس الشهيرة في شمال لندن أن بعض الفساتين الثمينة اختفت بعد زيارة بيتشيز غلدوف، وقد تم تفتيش بيتها ووجدت الفساتين في خزانتها، إلا أنه ادعت أنها دفعت ثمنها. وفي عامي 2007 و2008 اتهمت بسرقة ملابس من متجر آخر.