متحف مصر الكبير يستقبل زواره في عام 2015

يطل على الأهرامات وبه مطاعم وقاعات عرض متنوعة ومعارض للأطفال

صورة افتراضية لملامح المرحلة الأخيرة من المتحف («الشرق الأوسط»)
TT

دخلت المرحلة الثالثة والأخيرة من مشروع المتحف المصري الكبير حيز التنفيذ، حيث وقعت أمس شركة أوراسكوم للإنشاء والصناعة (OCI) وشركة «بيسيكس» البلجيكية عقد إنشاء هذه المرحلة الثالثة والأخيرة التي تعد الأكبر والأهم، وتشغل الجزء الأكبر من مشروع المتحف المقام على 117 فدانا، بينما تركزت المرحلتان الأولى والثانية على إنشاء البنى التحتية للمشروع.

شارك في مراسم التوقيع، التي تمت بمنطقة الأهرامات بالجيزة المتاخمة للمتحف، الدكتور محمد إبراهيم علي وزير الآثار، والمهندس أسامة بشاي عن شركة «أوراسكوم»، وجون كلود جاك مارك عن الشركة البلجيكية، وذلك بعد أن استطاعت الشركتان اقتناص تنفيذ وتشييد المرحلة الثالثة والأخيرة من مشروع المتحف المصري الكبير بقيمة إجمالية قدرها 810 ملايين دولار. ومن المقرر أن يتم تمويل 65 في المائة من تكلفة المشروع من خلال قرض ميسر من الوكالة اليابانية للتعاون الدولي.

تم تصميم مبنى المتحف ليستوعب نحو 100 ألف قطعة أثرية تشمل قطعا أصلية لآثار فرعونية وذلك بالاستعانة بأحدث وسائل العرض والتكنولوجيا والاتصالات والأمن، ما يجعل من مبنى المتحف مزيجا من المتعة والرفاهية واكتساب المعرفة وتعلم الثقافات لكل الزائرين.

ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من الأعمال الإنشائية لهذا المشروع في يوليو (تموز) عام 2015، ليصبح بعدها المتحف مؤهلا للافتتاح واستقبال الزائرين.

يشتمل المشروع على الكثير من الأعمال المعمارية الفنية التي تعطيه طبيعة متفردة، وبحسب الأوراق التي حصلت «الشرق الأوسط »على نسخة منها، فمن أهم هذه الأعمال يأتي الجدار الخارجي للمبنى وهو مكون من تجميعات هرمية من مادة الحجر الطبيعي المنفذ للضوء مصممة على طريقة سيربنسكي التي تتيح للضوء الطبيعي نهارا النفاذ لداخل المتحف والعكس ليلا، وهو من العلامات المميزة في المشروع، وكذلك يوجد الدرج العظيم الذي سوف يحمل مجموعة كبيرة من التحف الأثرية التي تعبر عن مسار زمني لمصر الفرعونية على مدار عصور تاريخها المميز.

وعلى طور مسار الرحلة المتحفية سيكون من الملحوظ أن مواد مثل الصلب والزجاج والرخام والحجر هي المواد المكونة للطابع المعماري للمبنى التي تعكس بدورها التطور الزمني للسلالات والثقافات المتعاقبة على مصر، كما تعبر عن انتقال مصر بين الماضي والحاضر.

ومن الركائز المعمارية الأساسية في المتحف تبرز فواصل التحكم البيئي التي تشكل أحد المعالجات المتفردة معماريا للتحكم في درجة تكييف الهواء في كل منطقة على حدة داخل فراغ كبير ومستمر داخل المتحف بالشكل الذي يحفظ القطع الأثرية ويحقق راحة الزائرين في نفس الوقت. كما تشمل المرحلة المساحات الخارجية المفتوحة التي تعد إحدى مميزات تنسيق الموقع، بما يحويه من ملامح الثقافة والميراث التاريخي لمصر مثل الشوادف وسواقي المياه. كما تتعدد صالات العرض حيث تم تصميم المتحف على مساحة 3200 متر مسطح، وتستوعب صالات العرض المتنوعة به استضافة معارض دائمة، وأخرى مؤقتة، إضافة إلى متحف للأطفال وشاشات للعرض الافتراضي. كما خصص معرض منفصل لعرض القارب الشمسي الذي يعتبر من أقدم القوارب في العالم، الذي استغرقت إعادة بنائه 14 عاما من العمل الدقيق لإعادة تشكيلها من أصل 1224 قطعة من الخشب.

أيضا تشمل هذه المرحلة مركز إعادة الترميم، وهو أحد أهم مكونات المشروع، وقد صمم ليحتوي على مركز للصيانة، ومختبرات متنوعة للحفظ تغطي النقش والتشكيل على الحجر والخشب والسيراميك وورق البردي والمعادن والزجاج ومعامل الغزل والنسيج والجلود.

وسوف يضم المتحف مركزا للمؤتمرات يقع داخل المجمع الرئيسي، ويستوعب نحو 1000 مستخدم، وبه 3 غرف دراسية تحوي كل منها 250 مقعدا، مع توافر مساحة للعرض، وقاعات اجتماعية، ومركز لرجال الأعمال وغرف للصحافة.

وروعي في تصميم المتحف توافر مساحة للمناظر الطبيعية والمحال التجارية والمطاعم، وكذلك استضافة مجموعة متنوعة من الأنشطة من خلال الفراغات المفتوحة التي تشمل ساحات خارجية، ومعارض مفتوحة، وحديقة الكثبان الرملية، وحديقة النيل وحديقة أرض مصر التي تمثل الطبيعة المصرية.

تبلغ قيمة التكلفة الإجمالية لمشروع المتحف 42.785 مليار ين ياباني بما يعامل 1.568 مليار جنيه مصري. ويقع على مساحة 117 فدانا بما يعادل 48 ألف متر مربع، وتبلغ المساحة المبنية بالمتحف 167 ألف متر مربع.

ومن المتوقع أن يساهم المتحف في تطوير صناعة السياحة في مصر بتوفيره تسهيلات مبتكرة من شأنها استقطاب واستضافة ما بين 5 ملايين و8 ملايين زائر سنويا، كما يوفر المشروع قرابة 5 آلاف فرصة عمل خلال مرحلة البناء.

يشار إلى أنه في عام 1902 تم افتتاح متحف الآثار المصري بميدان التحرير في قلب العاصمة، واستطاع على مدار سنوات كثيرة أن يقدم متعة لزائريه، من خلال التعرف على أهم معالم التاريخ المصري القديم، من آثار ومقتنيات. ومع تعدد الاكتشافات الأثرية والتطور والتجديد في طرق حفظ وعرض الآثار أصبحت الحاجة ماسة لإيجاد دار جديدة لعرض واستيعاب المقتنيات الأثرية المصرية لتكون مصدر إلهام وعلامة تاريخية فارقة تصل لأجيال القادمة بتراثهم الحضاري العريق.