محكمة فرنسية تحدد 60 مليون يورو تعويضا لطليقة الأغا خان

زوجته الألمانية اتهمته بالخيانة.. واتهمها بعدم احترامها لموقعها كزوجة زعيم روحي

كريم أغا خان وزوجته السابقة البيجوم إينارا قبل الطلاق
TT

إنه أعلى مبلغ في تاريخ القضاء الفرنسي تحصل عليه سيدة بعد الطلاق.. فقد قدر قاض في محكمة بشمال البلد أن المبلغ الذي يتوجب أن تناله البيجوم غابرييل ثايسن، زوجة كريم أغا خان الرابع، يجب ألا يقل عن 60 مليون يورو، بعد طلاقها من الزعيم الروحي للطائفة الإسماعيلية. وكانت الطليقة تحمل لقب «أميرة ليننغين» بفضل ارتباطها بزوج أول هو الأمير كارل إيميش زو ليننغين. ثم صار اسمها البيجوم إينارا بعد زواجها من الأغا خان عام 1998. وتتمتع الطليقة بشخصية قوية وكانت، في صباها، قد مارست الغناء وشاركت في مسابقة الأغنية الأوروبية «يوروفيزيون» عام 1984. ثم عادت إلى الدراسة ونالت شهادة في الحقوق من جامعة ميونيخ ثم الدكتوراه بدرجة الشرف. ولعل عملها في القضاء لفترة وجيزة هو الذي أهلها للدفاع عن حقوقها الزوجية واقتناص مبلغ قياسي في قضايا الطلاق. وكان أعلى مبلغ لتعويض ونفقة حصلت عليه مطلقة في فرنسا هو 60 مليون فرنك، حسب العملة القديمة، أي 6 مرات أقل من التعويض الذي حصلت عليه الأميرة الألمانية الأصل التي كان الأغا خان قد اتخذها زوجة ثانية بعد طلاقه لزوجته الأولى سارة كروكر بول. وللمقارنة، فقد دفع نجم فريق «البيتلز» السابق السير بول مكارتني ما يعادل 40 مليون يورو لطليقته.

البيجوم، أو الأميرة التي تصغر زوجها بـ28 عاما، أنجبت للأغا خان ولدا، عام 2000، هو الأمير علي. لكن زواجهما تعرض للهزات، بعد ذلك، لا سيما عندما رفض الأغا خان وجود زوجته معه في رحلة قام بها إلى تنزانيا، عام 2002. واستخدمت البيجوم مخبرا خاصا لتتبع تحركات الأمير، وتأكدت من أن رفيقته في الرحلة كانت مضيفة تعمل على متن طائراته الخاصة، فقررت طلب الطلاق. وجاء في تفاصيل القضية التي استغرقت وقتا طويلا حتى وصلت إلى محكمة الاستئناف في مدينة آميين، شمال فرنسا، أن هيئة المحكمة تملك الدليل على أن الأغا خان أقام علاقة مع مضيفته استمرت لسنوات.

وكما يحدث في محاكم قضايا الأسرة، كان على المحكمة حصر ثروة الزوج لتقدير التعويض المناسب لطليقته. وتوصلت إلى تقديرات تشير إلى أن الزعيم الروحي لأكثر من 10 ملايين إسماعيلي يملك ما لا يقل عن 10 مليارات يورو ويعتبر من كبار أثرياء العالم. كما قدرت ثروة زوجته بنحو 7 ملايين يورو. وكان على الأميرة الألمانية الأصل أن تلجأ إلى أكبر مكاتب المحاماة لكي تحصل على ما تتصور أنه حقها. وقد تولى القضية جان ميشال دوروا المحامي الذي يدير واحدا من أشهر مكاتب المحاماة المتخصصة في القضايا المالية في باريس. كما جاءت البيجوم بالمحامية الفرنسية إيلودي مولون التي تعتبر الأبرع في قضايا الطلاق، للتنسيق مع مكتب دوروا.

ومع بدء النظر في القضية، سمع القضاة الفرنسيون وأمناء المحكمة مبالغ لم يسبق أن مرت عليهم من قبل. فقد طلبت البيجوم 200 مليون يورو على سبيل التعويض والنفقة. لكن الأغا خان لم يكن ينوي أن يدفع لطليقته أكثر من 10 ملايين يورو.. وأصدرت محكمة الابتداء حكما يحدد التعويض بـ12 مليونا. لكن قاضي الاستئناف رفع المبلغ إلى 60 مليون يورو. ولم يكن الرقم هو المفاجأة الوحيدة في القرار، بل إشارة القاضي إلى الطابع «العلماني» للزواج، وكذلك لما انتهى إليه من طلاق. وفي الحكم الابتدائي، أقرت المحكمة بأن الطرفين يتحملان مسؤولية الطلاق بسبب التقصير المتبادل. ذلك أن البيجوم لم تحترم الواجبات المترتبة عليها كزوجة لزعيم روحي. وكان الأغا خان قد أخذ على زوجته خفتها في المجال الديني، واعترض على شرعية تنقلاتها لحضور مناسبات عالمية ذات طابع سياسي مثل ملتقى دافوس في سويسرا، أو رحلاتها إلى أراضي السلطة الفلسطينية وإلى إسرائيل. كما أبدى عدم ارتياحه لنشر صور لها، مع شخصيات أخرى، أثناء زيارة للهند حيث كانت تضع النقطة الحمراء على جبينها.

لم يأخذ قاضي الاستئناف بتلك الحجج، وكان تقديره أن الضرر الذي أنهى الحياة المشتركة جاء من خيانة الأمير كريم أغا خان لزوجته، وقرر أن هذا الأخير خرق واجبات الزواج وبالأخص عندما كان يظهر مع صديقته في الأماكن العامة.

يذكر أن كريم أغا خان، من مواليد جنيف في سويسرا عام 1936، وهو الإمام التاسع والأربعون للطائفة الإسماعيلية، إحدى فرق الشيعة التي يتوزع أتباعها في أنحاء متفرقة من العالم، لا سيما في شبه القارة الهندية، وتضم مدينة السلمية في سوريا تجمعا لهم. وتولى الأغا خان كريم الرابع الزعامة، عام 1957، بعد وفاة جده أغا خان الثالث. وكان الحفيد، يومها، طالبا في جامعة هارفارد الأميركية. أما أبوه علي أغا خان فقد كان شخصية معروفة عالميا وتزوج، في بلدة فالوريس الواقعة في جبال الألب الفرنسية، من نجمة هوليوود ريتا هيوارث التي أنجب منها ابنته ياسمين، وبعد انفصالهما ارتبط بعارضة الأزياء الفرنسية بتينا غرازياني التي ظل معها حتى وفاته في حادث سيارة، شمال فرنسا، عام 1960. وبسبب أهوائه حرمه أبوه من زعامة الطائفة وأسندها إلى الحفيد كريم أغا خان.