مركز الهناجر للفنون بالأوبرا المصرية يرتدي حلة جديدة

اعتبرته «اليونيسكو» أفضل مركز على ضفاف المتوسط لعام 2000

كافتريا الهناجر تتأهب لاستعادة دورها كمنتدى ثقافي مفتوح («الشرق الأوسط»)
TT

أضافت وزارة الثقافة المصرية صرحا فنيا جديدا إلى صروحها، بعد صيانة مركز ومسرح الهناجر للفنون والآداب بدار الأوبرا في ضاحية الجزيرة بالقاهرة، وهو الترميم الذي استمر لأكثر من خمس سنوات، إذ تم إعداده طبقا لأحدث النظم العالمية من حيث العرض المسرحي والتأمين الإلكتروني.

ومن جانبه افتتح الدكتور شاكر عبد الحميد وزير الثقافة المصري، وعدد من قيادات وزارته، المركز مساء يوم الخميس الماضي في نسخته الجديدة، التي بلغت كلفتها 37 مليون جنيه. وتضمنت عملية الترميم، صيانة مسرح الفنون بالمركز بأحدث وسائل العرض المسرحي، وتزويده بنظام دقيق للتأمين تنفيذا لمطالبات الدفاع المدني، والتخلص من مادة «الاسبستوس» الخطرة التي تغطى كل أسقف المسرح وثبت خطورتها على الصحة العامة.

ووصف عبد الحميد مركز الهناجر بأنه سيضيف تطورا جديدا في تكنولوجيات الثقافة الحديثة، قائلا: «هو مركز شامل بفكر جديد متطور.. وافتتاحه يأتي متزامنا مع احتفالات وزارة الثقافة بالذكرى الأولى لثورة 25 يناير.

وأضاف عبد الحميد أن «هذا يؤكد أن الأمة المصرية كبيرة ومبدعة في تجاوز أزماتها، ودائما ما تقدم كل ما هو جديد في الفن والثقافة بشكل عام، فمصر تقف فخورة بفنها وإبداعها وإنجازاتها، وهذا المسرح الجديد كان ولا يزال وسيظل مركزا للإشعاع والإبداع الدائم لمصر والمصريين».

ولفت وزير الثقافة إلى أن المركز سيكون بمثابة فرصة حقيقية للمبدعين، خصوصا الشباب، في تقديم إبداعاتهم ومواهبهم بشكل جديد في كل فنون المسرح والفن، التي تتناسب مع العصر الجديد الذي يتم من خلاله مواجهة كل محاولات قهر الإبداع، على حد تعبيره.

وخلق مركز الهناجر منذ افتتاحه في عام 1992 حالة من الرؤية المتكاملة للفنون، حيث المزاوجة بين المسرح والسينما والفن التشكيلي والموسيقى والندوات، ما خلق مزاجا عاما لقي قبولا لدى شريحة كبيرة من شباب التسعينيات، وشكل المركز تيارا فنيا ساهم في الحفاظ على كثير من القيم الثقافية الرفيعة في وقت كان الاهتمام يتراجع في المدارس، خصوصا افتقاد النشء للمسرح المدرسي الذي كان إحدى دعامات التعليم في الماضي.

ومر المركز بلحظات توهج ولحظات قلق، ولكنه استطاع أن يحفر لنفسه مكانه، ليست فقط في مصر أو في البلدان العربية، بل أيضا في البلدان الأوروبية، فتوجته منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «اليونيسكو» بأنه أفضل مركز على ضفاف البحر المتوسط لعام 2000.

وتضمن حفل افتتاح المركز في ثوبه الجديد معرضا استعاديا شارك فيه كوكبة من الفنانين بـ36 لوحة فنية، وقاعة لسينما «ثلاثية الأبعاد»، بالإضافة إلى عرض فيلم تسجيلي بعنوان «الهناجر.. سنوات من الإبداع».

وفي نهاية الفيلم قدمت فقرة عن المركز قبل وبعد تطويره، واختتم الافتتاح بتقديم العرض المسرحي «أهو دا اللي صار»، تأليف محمد الرفاعي، إخراج محسن حلمي، بطولة لطفي لبيب وآخرين، وتناول العرض المسرحي جزءا من الأسباب التي أدت إلى قيام الثورة المصرية.

وجاءت صيانة المركز في إطار خطة وزارة الثقافة لتطوير الأداء والارتقاء بالبنية الأساسية الثقافية، لتكثيف الأنشطة بها، كما تم إعادة صيانة وتطوير قاعة الفن التشكيلي بالمركز لتصبح متعددة الأغراض بدلا من اقتصارها على المعارض التشكيلية فقط، وبحيث يمكن استغلالها في إقامة الورش الثقافية المتنوعة.

يشار إلى أن مسرح الهناجر كان مخزنا للشركة اليابانية التي قامت بتنفيذ المركز القومي الثقافي «دار الأوبرا» لعدة سنوات أثناء تنفيذها للمشروع، وبعد افتتاح الدار قرر فاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق تحويله إلى مسرح ومركز ثقافي للاستفادة من مساحته التي تصل إلى 4500 متر مربع.