سرقة لوحتي بيكاسو وموندريان في أثينا

استمرت السرقة 7 دقائق.. وضحيتها أهم 3 لوحات في المتحف الوطني اليوناني

TT

يقال إنه من الصعب سرقة الأعمال الفنية المهمة، مثل لوحات بيكاسو أو موندريان، وغيرهما من الفنانين، بسبب الحراسة المشددة على الأماكن التي تحوي أعمالهم. بيد أن سبع دقائق كانت كل ما احتاجه اللص أو مجموعة من اللصوص، الاثنين الماضي لسرقة ثلاث من أهم لوحات المتحف الوطني في أثينا: لوحة «رأس المرأة» لبابلو بيكاسو، ولوحة «الطاحونة» لبيت موندريان، والثالثة «مخطط بالحبر» لغوغليلمو كاتشيا، أحد فناني عصر النهضة الإيطالية.

حتى الآن لم يتمكن أحد من تفسير الطريقة التي تمت بها السرقة في سبع دقائق وكيف تمكن اللصوص من دخول المتحف، والحصول على اللوحات والخروج من الغرفة دون أثر، لكن كل الفرضيات تشير إلى أن قصور الإجراءات الأمنية في المبنى كانت من الأسباب الرئيسية للحادث. وعلى الرغم من انطلاق أجراس الإنذار، لم يتمكن أفراد الأمن من معرفة الكيفية التي غادر بها الشخص، أو الأشخاص، المبنى وبحوزتهم ثلاثة أعمال فنية.

وأكد وزير الحماية المدنية اليوناني، كريستوفر بابوتسيس، على شعوره بالأسف العميق على سرقة عمل فني ذي قيمة كبيرة. وبحسب قناة تلفزيونية يونانية، يبلغ سعر لوحة بيكاسو في السوق 5.5 مليون يورو.

كما عبر بابوتسيس عن أسفه أيضا من ضعف الإجراءات الأمنية في المتحف، وأن الشركة التي تم التعاقد معها لتعزيز أمن المبنى تلكأت في تحركها. وبحسب صحيفة «التايمز» البريطانية، كانت قوات الأمن اليونانية تشارك في إضراب لثلاثة أيام خلال السرقة.

ولهذا السبب كان شخص واحد من شركة الأمن يحرس هذا القسم من المتحف خلال الليل، وكان واضحا أن هذا غير كاف لأن المتحف الوطني أكبر متحف في البلاد، حيث يضم 16,000 عمل فني يركز على الفن اليوناني.

ولحسن الحظ تم استعادة لوحة رابعة، «مشهد طبيعي»، رسمها الفنان الهولندي موندريان عام 1905، عندما سقطت من اللص خلال عملية الفرار من المتحف. ويبدو أن اللصوص قد أمضوا بعض الوقت يوم الأحد في التلاعب بأجراس الإنذار. وقد دخل اللصوص عبر باب الشرفة وتم كشفهم من خلال الكاميرات في الصالة الرئيسية.

لوحة «رأس المرأة» التي رسمها بيكاسو عام 1939، القطعة الوحيدة من الفن الإسباني في متحف أثينا، كانت هدية من بابلو بيكاسو نفسه للشعب اليوناني عام 1946، تقديرا لمقاومتهم للنازية خلال احتلال اليونان في الحرب العالمية الثانية.

ومن الممكن قراءة الرسالة الموجهة للشعب اليوناني والمكتوبة بخط يد الفنان الإسباني، في الإطار أسفل اللوحة، التي تقول: «مهداة لشعب اليونان، من بيكاسو، باريس مايو (أيار) 1946». رسمت اللوحة التي تصور نصف امرأة بأسلوب يذكر بالأعمال التكعيبية لبيكاسو على لوحة رسم بقياس 56 في 40 بوصة.

على الجانب الآخر، رسمت لوحة «الطاحونة» لموندريان عام 1905، ويحتوي المتحف على لوحات لموندريان، منها «الطاحونة»، و«مشهد طبيعي»، ولوحة «دراسة الزهرة»، أما القطعة الثالثة التي سرقت فهي إحدى لوحات الرسام الإيطالي كاتشيا «إل مونكالفو»، فنان عصر النهضة، التي تصور سان دييغو دي ألكالا، وقد نزعت الأعمال الفنية الثلاثة من أطرها.

وعلى الرغم من زعم وسائل الإعلام اليونانية أن أسلوب السرقة مشابه لتلك التي حدثت في مايو في متحف الفن الحديث في باريس، صرحت مصادر في المكتب الصحافي لوزير الحماية المدنية بأنه لا توجد علاقة بين القضيتين. وحتى الوقت الراهن، لم تقدم وزارة الثقافة ومسؤولو المتحف الوطني أي معلومات بشأن قيمة الأعمال المفقودة أو تفاصيل بشأن السرقة.

وقالت المتحدثة باسم الشرطة إن السرقة وقعت قبل فجر يوم الاثنين، وإنه لا توجد معلومات حول قيمة المسروقات بعد، وقد استمرت السرقة لمدة سبع دقائق من الساعة 4:30 وحتى 4:37 دقيقة صباحا.

وقد أغلق القسم الخاص بفناني أوروبا الذي يضم لوحات عديدة لفنانين مثل دورير ورامبرانت، ويخطط المتحف إلى أن يظل مغلقا لفترة أطول.

يحتوي المتحف على لوحات من الفن اليوناني من القرنين التاسع عشر والعشرين، لكنه كان قد شرع في عرض مجموعات من مجموعاته لفناني أوروبا الغربية التي تضم مطبوعات ورسومات للفنان الألماني ألبريشت دورير ورامبرانت وفان ريغان. وقد أغلق المتحف أبوابه يوم الاثنين لفترة طويلة للقيام بأعمال التوسعة والترميم، بحسب وكالة «أسوشييتد برس».

وكانت الشرطة الصربية قد استعادت في أكتوبر (تشرين الأول) لوحتين لبيكاسو، سرقتا عام 2008 من معرض للفنون في سويسرا، وتقدر كلتاهما بملايين الدولارات.