معسكر تجديد الشباب للفيلة في الهند

تدليك ووجبات شهية وفرصة للاختلاط بالجنس الآخر

تحصل هذه الأفيال على تدليك يومي تماما مثل البشر بواسطة قشور جوز الهند للحفاظ على سلامة دورتها الدموية
TT

الفيل «بارفثي»، ذو الـ13 عاما، هو أحد الأفيال الـ43 التي تقوم بعطلة شتوية لمدة 48 يوما في المناخ البارد لغابات مودومالاي، الواقعة في جنوب الهند. وتحصل هذه الأفيال على تدليك يومي، تماما مثل البشر، عندما يصيبها التعب بواسطة قشور جوز الهند للحفاظ على سلامة دورتها الدموية، وذلك بالإضافة إلى إعطائها حماما مضادا للفيروسات مرتين يوميا، وإطعامها طعاما حلو المذاق (أرز ممزوج بجوز الهند وفيتامينات وأشياء أخرى).

كما تخطو الفيلة بأرجلها في رقع من مسحوق تبييضي جيري لتنقيتها من أي نوع من العدوى، حتى يمكنها أن تتنقل بحرية وتستمتع بالبرية من حولها، في مساحتها الخاصة المعزولة، بعيدا عن البشر الذين أصبحت الفيلة تألفهم بشدة، وبعيدا عن الحيوانات البرية في محمية النمور الطبيعية هذه. ويعد الفيل «ساندرافالي»، الذي يبلغ 5 سنوات من العمر، هو أصغر فيل في هذا المعسكر، بينما يعد الفيل «فاليامل»، 61 عاما، هو أكبر فيل في المعسكر.

وتعد الفيلة جزءا مهما من طقوس المعابد الهندوسية في جنوب الهند، ويمكن أن تمتد حياتها في العمل لتصل إلى 30 أو 40 عاما، حيث يساهم وجودها المهيب بشكل حيوي في إضفاء الروعة على الاحتفالات والمسيرات. وتحظى الفيلة التي تتمتع بشخصيات مميزة بالنجومية والشهرة، حيث يتم لصق الملصقات التي تعلن عن وصولها عند قيامها بزيارة إحدى المدن، في حين يتم وضع بعضها الآخر في المعابد بشكل دائم، بينما يتم تأجير بعضها الآخر واستخدامها في الأسفار الطويلة.

ويرافق الفيلة في هذا المعسكر، التي تم فحصها والتأكد من خلوها من الأمراض وفقا للمبادئ التوجيهية المتبعة، الفيالون والأطباء البيطريون، حيث قال مسؤولو الحياة البرية في محمية مودومالاي إن الفيلة تم إعطاؤها لقاحات ضد الجمرة الخبيثة، بالإضافة إلى اللقاحات الطاردة للديدان.

ويقوم الفيلة بمهمة صعبة وشاقة، حيث تقف لساعات طويلة تحت أسعة الشمس الحارقة أثناء الاحتفالات، وتمشي لمسافات طويلة من معبد إلى آخر، وإلى جانب هذا الإرهاق البدني، تعاني الفيلة أيضا من ضغط نفسي ناجم عن تصارع الحشود الجامحة من حولها وتطاير المفرقعات النارية أثناء تلك الاحتفالات.

وقالت فيفيك مينون، المديرة التنفيذية لصندوق الحياة البرية في الهند: «يصاب بعض الفيلة في نهاية المطاف بانهيار عصبي».

وقال أمير هاجا، نائب مدير المحمية: «يتم وزن الفيلة بمجرد وصولها، والاستمرار في ورنها بشكل منتظم، لأننا نريد أن تعود جميع الفيلة - ولا سيما العجاف منها - إلى العمل وهي سمينة ومتوهجة». ويتم تقديم وجبات للفيلة تعمل على تجديد شبابها، وتتكون تلك الوجبات بشكل أساسي من الأعلاف الخضراء، كما تتضمن قصب السكر والذرة الرفيعة وأوراق الكاريوتا.

وأضاف هاجا قائلا «إنها تحصل أيضا على فرصة للاختلاط بالفيلة الأخرى، وهي فرصة لا تتاح لها سوى هنا، وهي مستمتعة بوقتها هنا حتى الآن».

وقد تم منع 7 أفيال مرضى من حضور المعسكر الذي يستمر لمدة 48 يوما، كما لم يتم إجبار الفيلة التي كانت غير راغبة في الصعود على متن المركبات على الانضمام لمعسكر إعادة تجديد الشباب. وتكلف هذه «العطلة» سلطات المعابد الهندوسية 900 ألف روبية (12500 جنيه إسترليني)، حيث يعتقد الهندوس إن استرضاء الإله غانيشا، الإله الفيل، يزيل جميع العقبات، بالإضافة إلى إسباغه الحكمة والحصافة والسلطة على عباده، وبالتالي، تعد حيازة الفيلة رمزا تقليديا لمكانة المعابد في مختلف أنحاء جنوب الهند، ولكن جميع المعابد، ومع ذلك، لا تقوم قط بشراء الفيلة التي تمتلكها، حيث يتبرع بها العباد للمعبد كعلامة على التقوى والورع.

وقد تعرض المعسكر، مع ذلك، لحملة من الانتقاد من قبل بعض دعاة حماية البيئة، حيث قالت حركة تاميل نادو الخضراء في دعواها التي رفضتها المحكمة: «تعاني جميع فيلة المعبد هذه من أمراض، مثل السل ومرض السكري، ومن ثم هناك احتمال أن تصاب الحيوانات البرية في محمية مودومالاي أيضا بهذه الأمراض عن طريق العدوى».