تعليمات جديدة للنساء خلال سباقات «رويال أسكوت»

المنظمون يوصون بلباس محتشم.. تنانير تحت الركبة وقبعات تقليدية

TT

أثارت الفساتين والقبعات التي ترتديها السيدات خلال سباقات «أسكوت» للخيول في يونيو (حزيران) من كل عام، الكثير من الجدل في السنين السابقة، بسبب ابتعادها كثيرا عن التقاليد التي كان يتحلى بها هذا الحدث السنوي. ولهذا فقد أصدر المنظمون لسباقات «أسكوت» الملكية أمس، التي تقام لمدة خمسة أيام ويخصص يوم كامل للنساء وقبعاتهن، تعليمات جديدة لمن يرغب في الحضور إلى المكان خصوصا عند الوجود في «المنطقة الملكية». وحسب هذه التعليمات، فيجب على النساء ارتداء تنانير أو فساتين لا تعلو عن الركبة وقبعات تقليدية وليست التي تصمم من ريش مزركش ولا ينطبق عليها وصف القبعة.

سباقات الخيل التي تجري في «أسكوت» في بريطانيا من الرياضات القليلة التي ترضي الرجال والجنس اللطيف على حد سواء، على عكس مباريات كرة القدم على سبيل المثال التي تنعت عادة بالذكورية. إلا أن سباقات الخيل في «أسكوت» ترضي النساء بقدر إرضائها الرجال، ففي حين تتسمر أعين الرجال على الأحصنة والسباق والرهانات، ترى عدسات الكاميرات تتسمر على قبعات السيدات وهندامهن، فـ«رويال أسكوت» ويوم السيدات بالتحديد الذي يقع في اليوم الثالث من السباق، هو فرصة حقيقية تتبارز فيها النساء على سحب بساط الأناقة بعضهن من بعض، والعنوان العريض للمناسبة: «أناقة، أناقة.. ثم أناقة».

لكن في السنين الماضية، بدأ التنافس يأخذ أشكالا جديدة في التصاميم. وفي هذا اليوم تحضر النساء له قبل أكثر من 5 أشهر من حدوثه، فهو أهم من حضور حفل زفاف في بريطانيا، لأن في هذا اليوم تتمكن المرأة من لباس أجمل ما لديها من أزياء وتستطيع وضع قبعة كبيرة ومثيرة لافتة للنظر. وترى الرجال والنساء يتبخترون في باحات «أسكوت»، ويعيد هذا المشهد إلى الأذهان صورة أصل المناسبة التاريخية التي أطلقتها الملكة آن في عام 1711، ولا تزال لغاية يومنا هذا تحافظ على الأصالة الإنجليزية، خاصة أن الملكة إليزابيث الثانية ومعظم أفراد العائلة الملكية يحضرون يوميا السباق. وتعتبر الطبقة المخملية البريطانية والمشاهير هذا التاريخ من العام حدثا رئيسيا في التقويم الاجتماعي، وكان يطلق في الماضي على «أسكوت» اسم «إيست كوت»، وخطرت للملكة آن فكرة حينها بالاحتفال بسباق الخيل في حدائق مفتوحة قريبة من قصر ويندسور، وفي عام 1813 أقر البرلمان البريطاني نصا يقضي بتحويل أراضي «أسكوت» البور التابعة للعائلة الملكية إلى مضمار لسباقات الأحصنة العامة.

وفي «رويال أسكوت»، يحتم على النساء وضع القبعات والإكسسوارات على الشعر، كما توجد هناك عدة شروط تتعلق بما يجوز ارتداؤه وما لا يجوز ارتداؤه في هذه المناسبة، خاصة أنها مناسبة ملكية، فعلى سبيل المثال لا يسمح بارتداء الفساتين الفاضحة والقصيرة جدا، ولا يُسمح أيضا بارتداء السراويل غير المنسقة (لونا وخامة) مع الجاكيتات، ولا يسمح بارتداء السراويل القصيرة، كما لا يجوز انتعال الصندل (فليب فلوب) أو أحذية الرياضة، وينصح بعدم وضع القبعات ضخمة الحجم التي من شأنها أن تزعج الحضور وتحول دون مشاهدتهم السباق. ويحق للمسؤولين رفض دخول أي كان في حال لم يتوافق مظهرهم مع الشروط التي ذكرناها آنفا. لكن هذا كله لم يكن كافيا.

وقال المنظمون إن الهدف من التعليمات الجديدة هو إعادة الاعتبار للجانب الرسمي من الحدث الذي يحضره أكثر من 300 ألف شخص. الغريب في الأمر أن القبعات التي يوصي بها المنظمون بألا تدخل المكان، لا تختلف عن تلك التي ارتدتها دوقة كمبردج في أول مهمة رسمية لها.