اختتام مهرجان الفيلم العربي في بروكسل دون تقديم جوائز

ركز على أفلام الثورات وشهد إقبالا كبيرا

TT

اختتمت فعاليات مهرجان الفيلم العربي ببروكسل، الذي شهد عرض أفلام من مصر والجزائر وتونس والمغرب والإمارات والعراق ولبنان، طويلة أو أخرى قصيرة، إلى جانب الأفلام الوثائقية. وركزت دورة العام الحالي على الأفلام التي تتناول الثورات، أو ما يعرف بالربيع العربي.

وقالت رشيدة شيباني مديرة المهرجان في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» لا يمكن تنظيم مهرجان سينمائي عربي في أوروبا خلال الوقت الراهن دون التطرق للربيع العربي «واخترنا الأفلام التي تتطرق لهذا الموضوع، والجمهور الأوروبي يحتاج إلى رؤية مثل هذه النوعية من الأفلام التي توثق للثورات لمعرفة المزيد عما حدث، ونظمنا في قصر الفنون الجميلة سهرة تحت عنوان (مصر في فيلم)».

وعرض المهرجان أفلاما منها «نص ثورة» للمخرج عمر شرقاوي وفيلم «18 يوم» الذي يجمع 10 حكايات توثق أحداث الثورة، وشارك في إنتاج وإخراج الفيلم 10 من المخرجين والمنتجين المصريين، وعدد من الممثلين المعروفين، وسبق أن حصل الفيلم على جائزة مهرجان الفيلم المستقل ببروكسل في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

ومن جانبه قال هشام عيساوي وهو مخرج مصري إن من حسن الحظ أن معظم المخرجين المؤيدين للثورة هم الذين عملوا مباشرة بعد اندلاعها على توثيق الثورة وعرض أفلام تتناول هذه الأحداث، وهذا لا يعني أنهم حاولوا جعل الصورة وردية وإنما حاولوا توضيح الأسباب التي أدت إلى قيام الثورة وتسليط الضوء على المعاناة التي جعلت الشعب ينفجر.

كما عرض الفيلم التونسي «ثورة تحت 5» للمخرج رضا تليلي، كما عقدت ندوات ونقاشات حول ملف توثيق الثورات. ومن الدول العربية الأخرى عرض فيلم «ابن بابليون» للعراقي محمد الدراغي، ومن الإمارات فيلم «دريس» لسعيد سالمين، والفيلم اللبناني «الاختفاءات الثلاثة لسعاد حسني» للمخرجة رانيا ستيفان، والفيلم المغربي «أحب الهيب هوب في المغرب» والفيلم المصري «الشوق» للمخرج خالد الحجر.

وشهد المهرجان أيضا سهرة موسيقية جزائرية تحييها أوركسترا آل جوستو الجزائرية، وجذبت تلك الأنشطة جمهورا كبيرا من العرب والأوروبيين. وتقول العراقية زينب إن مثل هذه الأفلام والأنشطة الأخرى مهمة لنا كجالية عربية لكي تربطنا بالثقافة الأم وأيضا مهمة للأوروبيين ليتعرفوا على الثقافة العربية.

ويقول البلجيكي لوران وهو من جمهور المهرجان «من خلال الأفلام يمكن التعرف على طبيعة المجتمعات وأنا بطبعي فضولي وأردت التعرف على الثقافة الأخرى وطبائع المجتمعات الأخرى، والتطورات التي تمر بها».

لكن المهرجان كان بلا مسابقات ولا جوائز رغم أنها الدورة السادسة، ولكن المرجح بحسب المتابعين أن الأزمة المالية حالت دون الحصول على الدعم الحكومي والجمعوي المطلوب لهذا الغرض، ناهيك عن انشغال الحكومة الجديدة في البلاد بخطة تقشفية في الوقت الحالي مما يجعل صرف الأموال المخصصة للجمعيات الثقافية والفنية صعبا في الوقت الحالي.

وتقول مديرة المهرجان رشيدة شيباني إن فكرة إقامة المهرجان في بروكسل قد تولدت لديها قبل سنوات من انطلاق دورته الأولى في عام 2006 وتحدثت مع زميلها يوسف ارشيش حول هذا الأمر واتفقا على القيام بزيارة عدد من المهرجانات الفنية والسينمائية في الدول العربية. «ووجدنا أن بلجيكا بدورها يجب أن تحتضن مهرجانا للفيلم العربي لتحقيق عدة أهداف أبرزها تقديم الفيلم العربي لأبناء الجاليات العربية المقيمين على التراب البلجيكي. وفي نفس الوقت تقديم الحضارة العربية من خلال الأفلام المختلفة للمواطن البلجيكي وتعريفه بها».