الصحافية الفرنسية آن سنكلير تعود إلى المهنة وتتكلم لأول مرة بعد فضيحة زوجها

قالت إنها امرأة حرة وليست قديسة ولا ضحية

TT

لم يحدث أن أثارت قضية خيانات زوجية في فرنسا ما أثارته قضية النجمة التلفزيونية السابقة آن سنكلير، زوجة دومينيك ستروس - كان، المدير السابق لصندوق النقد الدولي والمتهم باعتداء جنسي على خادمة في فندق بنيويورك. لذلك صدر عدد أمس من مجلة «إيل» النسائية الواسعة الانتشار وهو موشح بشريط خارجي لافت اللون، على غرار الروايات الفائزة بجوائز مرموقة، ذلك أن المجلة انفردت بأول مقابلة طويلة مع سنكلير بعد الأشهر العصيبة التي مرت عليها ما بين فرنسا والولايات المتحدة.

تعود الصحافية القديرة إلى واجهة الأحداث لا من خلال صورة الزوجة المخدوعة بل لتعيينها رئيسة لتحرير النسخة الفرنسية من الموقع الإخباري الأميركي ذي الانتشار العالمي «هافينغتن». وهي كانت قد ابتعدت عن العمل الإعلامي وتخلت عن برنامجها التلفزيوني الناجح «7 على 7» بعد أن أصبح زوجها وزيرا للاقتصاد قي حكومة ليونيل جوسبان الاشتراكية، عام 1997.

وبخلاف الجدل حول موقف السيدة دانييل، قرينة الريس الأسبق فرانسوا ميتران، من العلاقة التي أقامها زوجها خارج فراش الزوجية، فإن الرأي العام «النسائي» في فرنسا لم ينقسم كما انقسم مع افتضاح قضية ستروس - كان في مايو (أيار) السابق. ففي حين أثار وقوف سنكلير وراء زوجها ورفضها للاتهامات الموجهة له، إعجاب فريق من الفرنسيين الذين رأوا فيها نموذجا للزوجة التي تصون بيتها وعائلتها، فإن شخصيات نسوية كثيرة نددت بموقفها الذي يتنافى وكرامة امرأة في مثل شهرتها وثروتها وجمالها وشخصيتها، تخضع لأهواء رجل مصاب بنوع من الهوس الجنسي، يتحرش بالنساء كيفما اتفق ولا يقيم اعتبارا لموقعه السياسي ولا لكرامة زوجته وأبنائه. كيف دافعت «المرأة القوية العاشقة» عن نفسها؟ قالت إنها ليست قديسة ولا ضحية في القضية التي أقامت فرنسا وأقعدتها وامتدت أصداؤها إلى الرأي العام في أرجاء العالم، بل هي امرأة حرة. ونفت وريثة أحد أكبر تجار الأعمال الفنية في نيويورك أن تكون هي التي زرعت في عقل زوجها فكرة الترشح لرئاسة الجمهورية، وهو الحلم الذي تبدد مع انفجار فضيحة التحرش الجنسي التي ما زال ملاحقا فيها أمام القضاء الأميركي. وقالت إنها اعتادت أن تترك زوجها وأبناءها يفعلون ما يشاءون وتكتفي بدعم طموحاتهم.

أما عن الجمعيات النسائية والشخصيات المدافعة عن حقوق المرأة ممن أعلنوا أنهم شعروا بالإحباط لسكوتها على تصرفات زوجها، أوضحت: «يؤسفني أن أقول إن الإحباط مشكلتهم، أما أنا فأدافع عن خياراتي ولا أحتمل أن يتدخل الآخرون في حياتي». وأضافت أن الدعم غير المشروط مسألة لا وجود لها، وأن أي شخص لا يمكنه أن يعرف ما يدور في الحياة الحميمة بين زوجين، لتختم هذا الموضوع بالقول: «أرفض أن يحكم كائن من كان على خياراتي».

ومع إعلان آن سنكلير عودتها لمهنة الصحافة، شكك بعض زملائها في قدرتها على اتخاذ قرارات موضوعية في الأخبار والتقارير المتعلقة بزوجها والتي تنشر في الموقع الإخباري الشامل الذي تشرف على نسخته الفرنسية. لكنها أكدت أنها لن تحيد عن صدقيتها المهنية والحياد الذي اشتهرت به، وأضافت أنها تشعر بأن لديها المزيد مما يمكن أن تقدمه للمهنة.