مهرجان «سندانس» يركز على الأوقات العصيبة في الولايات المتحدة

روبرت ريدفورد: تشكيلة هذا العام أفلام مظلمة وشجاعة بشكل استثنائي

روبرت ريدفورد مع تيلار سويفت (أ.ب)
TT

يفتتح مهرجان «سندانس»، أبرز مهرجان لأفلام السينما المستقلة في الولايات المتحدة، الخميس المقبل، بعدد من الأفلام تركز بصورة صريحة على الأوقات العصيبة التي أصابت القوة العظمى، الولايات المتحدة.

وقال روبرت ريدفورد، مؤسس المهرجان، إنه على الرغم من أن الأفلام المستقلة خالفت على مدى طويل فلسفة النهاية السعيدة، التي تمثل عنصرا أساسيا في صيغة أفلام هوليود، تأتي تشكيلة أفلام هذا العام مظلمة وشجاعة بشكل استثنائي.

وأضاف ريدفورد: «نعرض قصصا عما يقوم به الناس في أميركا بصورة فعلية، ويتعايشون معه واقعيا، في مواجهة وجود حكومة تخذلهم.. يمكن للناس المجيء والقول: إلهي.. على الأقل شاهدنا كيف يعيش الناس فعليا في أميركا وما يواجهونه». وعلى الرغم من صعوبة تصوير مدى تشاؤم مجموعة أفلام هذا العام، أجرت صحيفة «نيويورك تايمز» تحليلا لمائة فيلم من أفلام المهرجان.

وذكرت الصحيفة أن «ثمانية أفلام على الأقل تنطبق عليها صراحة فئة (أميركا مكسورة)»، كما أحصت الصحيفة أربعة أفلام تركز على جشع الشركات و25 فيلما تستعرض حياة شباب في العقد الرابع من العمر؛ يعيشون حياة متفككة، و14 فيلما على الأقل تتعرض للانحطاط الأخلاقي. وتشمل قائمة الأفلام فيلم «ذي كوميدي» (الكوميديا)، ويروي قصة أشخاص مدللين من محبي موسيقى الجاز، يصفه مدير البرامج في المهرجان تريفور جوث بأنه «هجوم خفي على الثقافة المعاصرة.. ويقدم بعناية قصة رمزية تحذيرية للخريف الأميركي». وصقل التركيز المظلم بصورة أكبر من خلال السرعة والسهولة النسبية لصناعة الفيلم، التي توفرها التقنيات الرقمية.

وقال ريدفورد إنه «إذا كان هناك وقت حرج لتصور قوي وصادق لبلادنا، فإنه الآن.. لا يخفى أننا في قاع برميل مظلم للغاية، وأن السرعة التي يمكن إنتاج الأفلام بها في الوقت الحالي تساعد بصورة كبيرة الفنانين للقيام بذلك».

لكن الصورة ليست سيئة وقاتمة بشكل كامل، فهناك وفرة من الفرص من خلال 117 فيلما، بينها 91 فيلما تعرض عالميا للمرة الأولى، لأن تظهر السينما المستقلة أن بها جانبا من المتعة أيضا.

ويحفل المهرجان بأفلام المتعة الجامحة، مثل «2 دايز إن باريس» (يومان في باريس)، بطولة كريس روك، وفيلم المراهقة الكوميدي العاطفي «فور ذا فيرست تايم» (للمرة الأولى)، الذي يجعل مرتادي دور العرض يعملون تفكيرهم، كما أنه يرسم البسمة على شفاههم. كما شملت هذه الأفلام موهبة بارزة في هوليوود تقبل بخفض لأجرها الضخم لتظهر في أفلام أكثر إثارة للجدل من الأفلام التي تنتجها شركات الإنتاج الكبرى.

ففي فيلم «ذي آربيتراديج» (المراجحة)، يجسد ريتشارد جير دور أحد أقطاب صندوق تحوط في وسط تراجع اقتصادي، بينما يجسد برادلي كوبر دور روائي يدعي ملكية مخطوطة مفقودة.

كما يشارك روبرت دي نيرو في المهرجان من خلال فيلم «ريد لايتس» (أضواء حمراء)، حيث يجسد شخصية مصاب بعمى نفسي يعود بعد اختفاء لثلاثين عاما بحكاية غريبة يرويها.

وتجسد كريستين دانست وإيسلا فيشر الصداقة النسائية في فيلم كوميدي بعنوان «باتشيلوريت» (العزباء)، بينما يشارك سيث روجين في فيلم كوميدي يدور حول أصدقاء ينشئون خطا هاتفيا للخدمات الجنسية للابتعاد عن التشرد.