زحف نجوم هوليوود متسارع نحو سوق بوليوود.. ونقاط الجذب الهندية

خطوط الفصل تتداعى بين عاصمتي السينما والفن العالميتين

TT

بدأت الخطوط الفاصلة بين بوليوود، قاعدة صناعة السينما الهندية وأضخم منتج للأفلام في العالم اليوم، وهوليوود، العاصمة التقليدية لصناعة السينما في العالم، تتلاشى شيئا فشيئا، مع توافد عدد كبير من «نجوم» هوليوود إلى الهند في عام 2011 مثل: توم كروز، وليدي غاغا، وشاكيرا، وباريس هيلتون.

في هذا الإطار، حضر المنتج والممثل الأميركي الشهير توم كروز مؤخرا إلى الهند للترويج لفيلمه الجديد «مهمة مستحيلة: بروتوكول الشبح». ولم يكن كروز النجم الهوليودي الوحيد الذي يأتي من هوليوود للترويج لفيلمه، لكنه كان الأول الذي يقف لالتقاط الصور ويتحدث إلى الجمهور بشكل شخصي. ولقد زار النجم الأميركي اللامع موقع تاج محل الأثري، وجعل من الصعب - كما قال بعض المعلقين - الحكم حول من هو أجمل كروز أم تاج محل.

كان لزيارة كروز نصيبها من الجدل أيضا بدءا من المعجبين، الذين أثيرت مزاعم بأنهم تلقوا أجرا من قبل منظمي زيارته، إلى ارتدائه «الجينز» على السجادة الحمراء. ومع أن تواضع النجم الأميركي كان موضع إعجاب الجميع فإن ارتداءه «الجينز» على السجادة الحمراء أغضب البعض.

محلل سينمائي هندي علق على زيارة توم كروز بالقول: «هذه خطوة كبيرة أن يزور نجم هوليوودي الهند للترويج لفيلمه»، وبينما حظي المعجبون من جميع أنحاء البلاد ومعهم نجوم الصف الأول في بوليوود بفرصة التعرف إلى كروز، ومن ثم كان عرض الفيلم مناسبة مبهجة حقا.

كذلك احتفل الممثل والمغني الأميركي جاريد ليتو، من فرقة «30 ثانية إلى المريخ»، الذي شارك في الفيلم الشهير «صلاة لراحة حلم»، بعيد ميلاده الـ40 في الهند هذا الأسبوع. وقال الفنان الذي قدم إلى الهند مع أخيه شانون، عازف الإيقاع والممثل أحيانا، واثنين من أصدقائه، في تصريح صحافي: «نحن كنا نخطط لقضاء أسبوع في الهند. أعتقد أن الناس هنا يتسمون بالبساطة والدفء والحب. ولقد زرت مدينة دلهي القديمة وذهبنا إلى ريد فورت (القلعة الحمراء)، واستمتعنا بركوب التوك توك وأكلنا من أكشاك الطعام في الشارع. ثم اتجهنا بعد ذلك إلى مدينة أغرا لرؤية مجمع تاج محل، كما زرنا مدينة فاراناسي، العاصمة الهندوسية الدينية، بالإضافة إلى مدن جايبور وآجمير وأودايبور وجودبور» (في راجستان بشمال غربي الهند).

واستقبلت الهند أيضا في نوفمبر (تشرين الثاني) الممثلة البريطانية نعومي واتس التي أمضت عطلتها في جايبور مع أطفالها ووالدتها خلال مشاركة زوجها، ليف شريبر، في فيلم المخرجة ماريا ناير المأخوذ عن قصة محسن حميد «الأصولي المتردد»، الذي يجري تصويره في دلهي.

ومن ناحية أخرى، ربما كان الممثل الهوليوودي جوش هارتنيت هو الممثل الأميركي الوحيد الذي صور في الهند لـ30 يوما في فيلمه الجديد «العزوبية»، وقد احتل هارتنيت العناوين الأولى للصحف لارتباطه بعلاقة بممثلة بوليوود المشاركة معه في العمل بيباشا باسو. ويذكر أنه في أكتوبر (تشرين الأول) زار الهند الكوميدي البريطاني الكبير روان أتكينسون، نجم سلسلة أفلام «مستر بين»، المغرم بالسيارات وسباقات بطولة العالم لسيارات «الفورميولا وان»، ولم تقتصر زيارة أتكينسون على مدينة جايبور، بل امتدت إلى دعم سائق «مرسيدس ماكلارين» في لويس هاملتون خلال سباق جائزة الهند الكبرى في البطولة. وكان النجم البريطاني (56 سنة)، في زيارة قصيرة إلى الهند مع عائلته وأصدقائه، مع الإشارة إلى أنه متزوج سونيترا ساستري، وهي سيدة أبوها هندي وأمها بريطانية.

ولكن بعيدا عن الصخب وهدير محركات السيارات، هناك أيضا المشاهير الذي يأتون إلى الهند بحثا عن السلام والسكينة، وهنا يقول خبير اليوغا، أتول فياس: «إن بحث هوليوود عن قدر من السكينة ينتهي غالبا في الهند، حيث يتوافد مشاهير هوليوود إلى هذه البلاد لتحقيق التوازن الجسدي والعقلي والعاطفي». والواقع أن أتول يتولى تدريس اليوغا لمشاهير مثل نجمات هوليوود: البريطانية كيت وينسليت والأستراليتان كيت بلانشيت ونيكول كيدمان، ومعهن المخرجة النيوزيلندية جين كامبيون.. جئن إلى الهند.

ولئن كان توم كروز قد التقى معجبيه، فقد رقص هيو جاكمان، الممثل الأسترالي الوسيم، مع ممثلة بوليوود الشهيرة فيديا بالان والممثل شاهرخ خان في مهرجان للفيلم الهندي، الذي شارك فيه كضيف هذا العام. وكان جاكمان، الممثل البالغ من العمر 43 سنة، بطل سلسلة أفلام «إكس من»، قد زار كلا من جايبور، وأغرا قاصدا تاج محل، في أول زيارة له إلى الهند في مارس (آذار) بصحبة زوجته، ديبورا لي فورنس.

ولكن، إلى جانب الشخصي أو الفردي، من الملاحظ أن مؤسسات هوليوود الكبرى أخذت تتقرب إلى الهند بدافع العمل والمتعة. فلقد أسست شركات الإنتاج السينمائي الأميركية الكبرى، بدءا من «والت ديزني» إلى «وارنر براذرز»، استوديوهات بالتعاون مع شركاء هنود، أو الدخول في مشاريع إنتاج مشترك أو حتى توزيع الأفلام الهندية. ووفق أحدث الإحصائيات، كان هناك 22 فيلما ضخما من إنتاج شركات هوليوود الكبرى، على صلة مباشرة بالهند، لا سيما على صعيد التصوير في الأراضي الهندية.

وحول هذه الظاهرة يقول أوداي سينغ، المدير الإداري لشركة «موشن بيكتشرز أسوسيشن»، الهيئة الهندية التي تضم 6 استوديوهات سينمائية تابعة لهوليوود: «الكثير من قرارات التصوير في الهند مبنية على النصوص، لكن العديد من شركات الإنتاج تفضل التصوير في الهند لأنها باتت تلعب دورا مهما في الاقتصاد العالمي وصناعة الترفيه».

كذلك أشار مسؤول في وزارة الإعلام والبث الهندية، التي تجمع البيانات الخاصة بالسنة المالية الحالية، مع عشرات من المقترحات التي تنتظر الموافقة من الحكومة، إلى ارتفاع عدد الطلبات الواردة من فرق التصوير الأجنبية للتصوير في الهند من 10 طلبات بين 2009 و2010 إلى 28 بين 2010 و2011.

وقد حضر كريستوفر نولان، مخرج فيلم «إنسبشن»، إلى الهند في مايو (أيار) للتصوير في قلعة نهارانغار في مدينة جودبور لتصوير فيلمه «عودة الفارس الأسود»، وأيضا الممثلة البريطانية القديرة جودي دينش، التي لعبت دور شخصية «إم» في فيلم العميل السري جيمس بوند «كوانتوم أوف سوليس»، وتؤدي الدور نفسه في الفيلم الجديد «سكاي فول» بين الممثلين العالميين الذين حضروا للتصوير في الهند. ولقد صورت دينش في جايبور، مع ماغي سميث وتوم ويلكينسون وبيلي نيغي في فيلم «ذا بست إكزوتيك ماريغولد هوتيل». وتعليقا على زيارتها للهند، قالت دينش لمجلة عالمية: «لم أذهب إلى الهند من قبل، لكنني من فرط سعادتي، أرغب في العودة إلى هناك مرة أخرى. وقد قرأت قول إي إم فورستر حيث يقول: إنك إذا ما ذهبت إلى الهند فلن تكون حياتك كما كانت. وقد كتبتها في مفكرتي، ولم أعرف هل يمكن لذلك أن يحدث».

وقد حضرت نجمة المجتمع الأميركية باريس هيلتون إلى الهند للترويج لخط إنتاجها من حقائب اليد في البلاد.

وفي السياق ذاته حضرت المغنية الأميركية ليدي غاغا، عاشقة بوليوود، إلى الهند في أكتوبر الماضي لإحياء حفل غنائي بمناسبة سباق جائزة الهند الكبرى ضمن برنامج بطولة العالم لسباقات «الفورميولا وان»، ولقد ارتدت ليدي غاغا فستانا مستوحى من الساري الهندي. والحقيقة، أن المغنية الشهيرة، الفائزة بالعديد من جوائز «غرامي» المرموقة، كانت قد جعلت من الهند، تقريبا، موطنا ثانيا لها؛ إذ روجت لألبومها الجديد «بورن ذيس واي» في العاصمة الهندية، دلهي، وقامت بأول ظهور لها أمام الإعلام في تسريحة للشعر من 3 ألوان، وارتدت فستانا من تصميم المصمم الهندي نعيم خان. المغنية الكولومبية العالمية الشهيرة شاكيرا، قصدت الهند هي أيضا، عندما طارت كل الطريق من الولايات المتحدة للغناء في حفل عيد ميلاد الثري الهندي كي بي سينغ، الملقب بـ«إمبراطور العقارات» في مدينة أودايبور، وحضرت الموسيقية البريطانية إيموجين هيب، كذلك إلى الهند للغناء أمام الجمهور في نيودلهي وبيوني.

وكان بين زوار الهند أيضا مغني «الراب» الأميركي بيتبول في جولته الأولى، التي شملت 3 مدن في ديسمبر (كانون الأول)، وكان بين الآخرين الذين أضافوا الجاز إلى الهند الموسيقي الفرنسي بوب سنكلار.

في أوائل شهر مارس أمتع المغني الأميركي - السنغالي أكون جمهوره، الذي انضم إلى النجم شاهر خان في تقديم أغنية «تشاماك تشالو» في حفل غص بالمعجبين في غورغاون (شمال غربي الهند)، ثم قدم عرضا في ما بعد في مدينة بنغالور، مركز الصناعات التكنولوجية المتقدمة، في جنوب الهند.

كذلك حضر مغني «الراب» الأميركي فلو ريدا، صاحب الأغنية الشهيرة «رايت راوند» في فيلم «ذا هانغ أوفر» في زيارة سريعة إلى الهند وقدم عرضا أمام معجبيه في بوني وبنغالور في سبتمبر (أيلول) الماضي.

واليوم، على الرغم من تدافع بعض ألمع نجوم هوليوود الذي شهدته الهند عام 2011، يتوقع المراقبون هنا استمرار هذا الزخم، فثمة عدد كبير من مشاهير الفن العالميين، لا سيما في هوليوود، الذين تأكد حضورهم إلى الهند خلال العام الحالي 2012، وعلى رأس هؤلاء الممثل الأميركي الشهير ويل سميث في الربع الأول من العام الحالي. وسميث، الذي يلعب دور العميل «جي» في الجزء الثالث من سلسلة أفلام «الرجال ذوو الملابس السوداء»، هذا العام سيحضر إلى الهند للقيام بالترويج لفيلمه. وكان سميث قد حضر بشركة إنتاجه «أوفربوك»، إلى الهند ووقع عقد إنتاج بقيمة 30 مليون دولار لفيلمين مع محطة «يو تي في» المملوكة لروني سكروفالا.