ألمانيا: الانزلاق بزهرة ليس كالإنزلاق بقشر موز

في تبرير قضائي منطقي .. ومقنع

TT

نعم، يمكن للزهور أن تلحق الضرر بالبشر، مع أنها أبلغ حديث عاطفي بين الجنسين. ولا يتعلق ذلك بقدرتها على جرح «أيدي الجناينية»، كما تقول إحدى الأغاني العربية الشهيرة، وإنما لأن بقاياها على الأرض قد تتسبب في انزلاق امرأة تلبس حذاء عالي الكعب.

بقايا الزهور على أرض متجر لبيع الزهور في مدينة كوبلنز، في ولاية بلاتينية الراين بغرب ألمانيا، تسببت في تعثر امرأة وسقوطها وتعرضها لالتواء في القدم خلال شهر يوليو (تموز) الماضي. وعلى الأثر، رفعت المرأة دعوى قضائية على صاحب المتجر، مطالبة بتعويضات عما لحق بها من أضرار جسدية ونفسية.

واتهمت المدعية التاجر المسكين بالتسبب في انزلاقها، لأن العاملات كن ينظفن المتجر عندما دخلت إليه لشراء باقة زهور. وقالت في دعواها إنه كان على العاملات الحرص على إزالة كل بقايا الأوراق والزهور التي يمكن أن تسبب الأذى للناس.

من جانبها، رأت محكمة كوبلنز العليا «أن على المرء الحذر من الانزلاق في متجر الزهور دائما نظرا لسقوط بقايا الزهور والأوراق على الأرض». واعتبر القاضي أن «الانزلاق ببقايا زهرة داخل متجر للزهور، ليس كالانزلاق بقشر موز أمام محل بقالة. وهذا لأن التويجات الزهور تتساقط من تلقاء نفسها بمرور كل يوم، في حين أنه لا بد من وجود فاعل في حالة قشر الموز». أيضا لاحظ القاضي، في حكمه، أن المرأة المدعية «كانت تنتعل حذاء ذا كعب عال يمكن أن يؤدي إلى انزلاقها لأقل سبب، بل من الممكن - حسب رأي القاضي - تبرير الالتواء في القدم على أساس الكعب العالي أيضا.

جدير بالذكر أن محكمة كوبلنز العليا ألغت بقرارها هذا، قرارا سابقا لمحكمة كوبلنز الإدارية، منح الحق للمرأة المتضررة بالحصول على تعويضات، لكنه لم يحدد مبلغا ما.