«تويتر» يسير على درب «فيس بوك» و«غوغل» ويعتزم تقييد «تغريدات» مستخدميه

دعوة عالمية لمقاطعته.. ونشطاء مصريون يتخوفون من «تكميم الأفواه»

TT

«أيسجنون الحرية بعد أن علا صوتها؟».. بهذه الكلمات البسيطة انتقد مستخدمو موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» عزمه فرض قيود على «تغريدات» مستخدميه في بعض الدول، وذلك عقب مطالبة الدولة رسميا بالرقابة، وأثار القرار حالة من الجدل حول الموقع الذي كان أحد محركات قطار الربيع العربي وانتقلت عبره أصوات المصريين المنادين بالحرية بعد أن فشلوا في أن يجدوا لهم منبرا للتعبير عن آرائهم بحرية. وما لبث أن وجد الكثير من المصريين نسمات من الحرية عبر الفضاء الاجتماعي إلا ويفاجئون بقرار «تويتر» ومن قبله قرار شبكة التواصل الاجتماعي «فيس بوك» بإعادة ترتيب بيانات مستخدميهما مما يتيح عرض كافة البيانات الشخصية لمستخدمي الموقع للجميع دون أي تحكم من المستخدم فيها.

ويأتي قرار «تويتر» بعد إعلان شركة «غوغل» عن تغيير اتفاقيات خصوصية المستخدم بحيث يمكنها دمج معلومات المستخدم التي توجد في أكثر من خدمة من الخدمات التي تقدمها الشركة العالمية، ليستكمل مسلسل انتهاك الخصوصية الشخصية داخل الفضاء الافتراضي وهو ما يثير تخوف الكثيرين من أن يتم استخدام هذه المعلومات من قبل أجهزة أمنية بعينها قد تسعى للحصول على هذه المعلومات لتقييد حرية الأفراد.

وكان «تويتر» قد أضاف في بيان له باسم «التغريدات ما زالت واجبة الاستمرار»، بأنه بإمكانها منع محتوى من الظهور للمستخدمين في دولة معينة مع إتاحته في باقي دول العالم وذلك لسبب الاختلافات الثقافية والتاريخية بين بعض الدول». وقد ضربت مثالا على الحالات التي سيتعاون فيها بفرض قيود مثل «المحتويات المؤيدة للنازية» في فرنسا وألمانيا وهي دول تحظر مثل هذه المحتويات. وذكرت أن ذلك البيان ليس الأول من نوعه، فقد نشرت مثله العام الماضي مؤكدة احترام الموقع لحرية مستخدميه، ولكن تلك المرة ركزت على قدرتها في التحكم في حريات مستخدميه وفقا لقوانين وأسس خدمية متفق عليها بحسب كل دولة.

وقام الشباب من مختلف دول العالم بالدعوة إلى أن يكون يوم الثامن والعشرين من يناير (كانون الثاني) لمقاطعة «تويتر»، ووقف كتابة التغريدات مع وضع صورة مربع أسود اللون على الحساب الشخصي، وذلك للمطالبة بمنع الرقابة على حرياتهم في التعبير ومراجعة «تويتر» في ذلك القرار.

وعلى الموقع كتب مينا صموئيل: «سأغلق حسابي تضامنا مع المقاطعة». وقال حسام بن عبد الهادي: «من غد سيصبح التغريد من داخل الأقفاص»، وتعليق عبد الهادي الشباب المصري الذي يستعيد ذكرى ثورة 25 يناير في هذه الأيام، والتي أطاحت بنظام مبارك، معلنا انضمامه لرفض دعوة «تويتر» للرقابة، ويقول مينا شكري (24 عاما): «ليس طبيعيا أن يكون هناك قيد على حرية التعبير، الناس التجأت لهذا النوع الذي يسمى الإعلام غير الرسمي لما فيه من حرية التعبير.. وأصبح أقوى ألف مرة من الإعلام الرسمي لما يتمتع به من حرية التعبير عن الرأي.. لذا فيجب أن تكون حرية التعبير مضمونة للجميع». وأضافت نجوان طارق (22 عاما): «من الضروري إطلاق الحرية لذات الشخص فيما يقرر كتابته أو نشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي».

ومن الجدير بالذكر، أن مدونة «تويتر» قد أضافت في نهاية البيان أنها تهتم وتحترم خصوصية مستخدميها، فمع وجود أي رقابة دولية للمحتوى، فإنها سوف تعلن ذلك بكل شفافية عن طريق إبلاغ المستخدم بالإشارة إلى أن ذلك المحتوى غير قابل للعرض وفقا لقوانين حكومته.