لارا فابيان تتراجع عن إلغاء حفلتيها وتمنح تأشيرة دخول

حضور المغنية البلجيكية يعتبر «تحديا» و«استفزازا» لمقاطعيها في لبنان

لارا فابيان
TT

اشتعلت الحملة من جديد ضد حضور المغنية البلجيكية - الإيطالية لارا فابيان إلى لبنان وغنائها في عيد الحب يومي 14 و15 من فبراير (شباط) المقبل، إثر موافقة الأمن العام اللبناني على منحها تأشيرة دخول يوم الخميس الماضي، وإعلان الشركة المتعهدة أنها تواصل بيع التذاكر والتحضير لإقامة الحفلتين.

وكانت فابيان إثر قصفها برسائل إلكترونية و«فيس بوكيه»، ورسائل ووثائق تبين مدى تأييدها لدولة إسرائيل، من قبل حملة المقاطعة، قد تراجعت عن الغناء في لبنان وكتبت معتذرة لجمهورها، أنها تلقت تهديدات، وشرحت قائلة: «لن أغني في ظل التهديدات، لا أؤيد أن أتعامل مع الكراهية، أؤمن بالتسامح والكرم والحقيقة».

لكن تبين منذ يوم الخميس أن كل الإجراءات لاستقبالها لا تزال مستمرة، وبيع البطاقات لم يتوقف، كما أن لارا فابيان لا تزال تعلن على صفحتها الرسمية عن موعد الحفلتين في لبنان، مما اعتبر من قبل ناشطي «حملة مقاطعة داعمي إسرائيل» في لبنان «كذبا وخداعا» من قبل لارا فابيان و«تحديا» و«استفزازا» لهم، معلنين أنهم لن يسكتوا عن استقبال مغنية تدعم إسرائيل وغنت في عيد تأسيسها الستين أغنية تمجد الاستيطان باللغة العبرية، كما أنها كرمت في بلجيكا من قبل حلقة بن غوريون، ثم عادت وغنت الأغنية ذاتها في إسرائيل.

وطلب الناشطون في الحملة موعدا مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان لإبلاغه اعتراضهم على استقبال «مطربة تدعم الصهيونية في لبنان»، كما أنهم سيوجهون رسالة مفتوحة له، تم الاتفاق على نصها مساء أمس، في اجتماع عقده الناشطون في الحملة، حددوا خلاله الخطوات التي سيتخذونها، منها ما هو رسمي مثل الالتقاء بوزير الداخلية والمدير العام للأمن العام، كما سيتم التحرك على الأرض بالاعتصامات وتوزيع بيانات وتكثيف الرسائل الموجهة إلى فابيان من قبل المقاطعين لحثها على العدول عن موقفها.

وقال الناشط في الحملة سماح إدريس لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «إصرار فابيان على الحضور إلى لبنان بعد كل ما حصل، فيه نوع من التحدي لكثير من الناس الذين باتوا يعرفون دور هذه المرأة ومواقفها». ويضيف إدريس «قبول فابيان بالمجيء إلى لبنان بعد أن قالت إنها هددت من قبلنا يثبت كذبها في كل الأحوال، فلو كانت قد هددت وخافت لم تكن لتتراجع وتقرر المجيء. ثم إن إعلانها أنها لا تغني في أجواء الكراهية ثم عدولها، بعد أن تصاعدت الكراهية ضدها أكثر من ذي قبل، وقد انكشف أمرها أمام الجميع، يؤكد كذبها أيضا». ويضيف إدريس: «نحن نتصور أن ثمة من أقنع فابيان بأنها يحب ألا تخضع وتتراجع وأن عليها أن تتحدى الإرهاب، على اعتبار أنه حتى مقاطعة إسرائيل باتت إرهابا في نظر البعض. وربما أنها أعطيت تطمينات، من جهات كبيرة قد تكون سفارات أو غير ذلك. ولا نستبعد أن تكون جهات إسرائيلية تحث فابيان على المجيء، لكسر الحملة التي نقيمها ضد كل من يدعمهم. وهذا ما هم حريصون عليه».

وسألنا إدريس إن كانت حملة الاعتصامات التي ينوون القيام بها لها الكثير ممن هم مستعدون للنزول على الأرض فقال: «كثيرون غاضبون مما يحدث. نحن حملة مدنية ونفعل ما بوسعنا. بمقدورنا أن نكبر أعدادنا بسرعة قياسية لو تعاونا مع أي جهة سياسية تؤيد مواقفنا، لكننا نرفض ذلك. نحن أمام موقف حساس، ونعرف أنهم يريدون إجبارنا على فعل ما لا نقبله لأنفسنا. هم يريدون استفزازنا وجرنا إلى أعمال عنيفة ليقولوا ألم نقل لكم هؤلاء إرهابيون، أما إن سكتنا هذه المرة عن استضافة مغنية قدمت كل هذا الدعم لإسرائيل، فإن هذا سيفتح المجال لمزيد من الداعمين لإسرائيل ليأتوا إلى لبنان. وبالتالي علينا أن نزين مواقفنا ونتصرف بحكمة شديدة. نحن نعرف الفخ الذي ينصب لنا ولن ننزلق». وكان ناشطو «حملة مقاطعة داعمي إسرائيل» قد توجهوا الأسبوع الماضي إلى مكتب مقاطعة إسرائيل في وزارة الاقتصاد اللبنانية، والتقوا المسؤول عنه، وقدموا له الوثائق التي تدين فابيان وتظهر علاقتها الحميمة بإسرائيل، ووجه على الأثر رسالة إلى الأمن العام اللبناني مقرونة بالوثائق والصور و«يوتيوب». لكن إعطاء المغنية التأشيرة، أعاد كل نشاطات الحملة إلى نقطة الصفر، ويبدو أن «عيد الحب» لن يكون هادئا ولا رومانسيا في لبنان هذه السنة.