الحسناوات الأجنبيات يغزون الهند

الأجنبية الممشوقة القوام أصبحت عنصرا في مجالات الضيافة والأزياء.. وحتى بوليوود

TT

إنه هجوم الحسناوات الأجنبيات في الهند؛ بداية من قطاع الضيافة، إلى عالم الأزياء.. إلى الرياضة.. وحتى بوليوود. لقد أصبحت الفتاة الأجنبية ممشوقة القوام «عنصرا أجنبيا» في معظم المجالات في الهند.

تعمل تلك الفتيات راقصات في الملاهي الليلية وأعضاء في فرق التشجيع، وعارضات أزياء وراقصات في بوليوود. وتتعلم الجميلات الآتيات من أوكرانيا وروسيا ودول الاتحاد السوفياتي السابق وألمانيا والمملكة المتحدة ومناطق أخرى في أوروبا والبرازيل، خاصة الأخيرة نظرا لتشابه ملامحهن مع النساء في الهند، اللغة الهندية ويرقصن حول الأشجار بل ويلعبن أدوار الفتيات الهنديات في الأفلام.

وذكر واحد من العاملين في قطاع الأفلام في بوليوود أن «العارضة ذات البشرة البيضاء تضفي مظهرا ساحرا على أفلامنا (ترتدي العارضات السلوار، (السراويل الهندية التقليدية)، والتنورات الهندية الطويلة والساري والبيندي (الزينة التي توضع على الجبهة) والأساور.. لا بد من أنهن يحببن أفلامنا!».

كانت الإنجليزية إيمي جاكسون، التي تبلغ من العمر 17 عاما، تعاني من الصدمة بعد خسارة لقب ملكة جمال إنجلترا (بعد أن حصلت على لقب ملكة جمال ليفربول في عام 2010) عندما تلقت اتصالا من الهند غير مسار حياتها.

كان المخرج إيه إل فيجاي يخطط من أجل فيلمه التالي، عندما شاهد صور إيمي على موقع مسابقة «ملكة جمال إنجلترا» وأيقن على الفور أنها الوجه الجديد الذي كان يبحث عنه لتلعب الدور الرئيسي في فيلمه «مدرسة باتينام» الذي لاقى إقبالا كبيرا. اليوم تلعب إيمي دور حبيبة أكثر نجوم بوليوود جاذبية براتيك بابار في فيلم «إيك ديوانا تا» (كان هناك رجل مجنون).

وهناك أيضا نرجس فخري، وهي ممثلة نصف تشيكية ونصف باكستانية مثلت دور حبيبة معشوق بوليوود الشاب رانبير كابور في الفيلم الناجح «روك ستار». وأحدث ممثلة وافدة هي أنجيلا جونسون الآتية من آيسلندا التي تظهر أمام سلمان خان في فيلم «كيك.» لقد حاول عدد كبير من الممثلات والعارضات الوافدات من الخارج الانتشار، على مدار الأعوام الثلاثة الأخيرة، في بوليوود عن طريق تمثيل أدوار فتيات هنديات في أدوار هندية في أفلام من صنع مخرجين هنود. ولا يعني ذلك أن الممثلات الأجنبيات لم يكن يفدن إلى قطاع السينما الهندية قبل ذلك، ولكن بعد نجاح فيلم «المليونير المتشرد» في عام 2008، تم الإدراك أنه إذا كان في استطاعة الممثلة الهندية فريدا بينتو النجاح في هوليوود، فيمكننا أن نستعين بممثلات من دول أخرى وأن نستفيد من كونهن أجنبيات.

ومن بين النماذج التي حققت نجاحا، الممثلة البريطانية أليس باتين في الفيلم الهندي «رانج دي باسانتي» (لون التضحية)، ومواطنتها راشيل شيلي في «لاغان» (ضريبة الأرض)، وتانيا زيايتا في «بانتي أور بابلي» (بانتي وبابلي) و«سلام نمستي» وأليسون لارتر في «ماريغولد.» كذلك حققت كل من حسناء جنوب أفريقيا إيلين هامان التي شاركت في فيلم «روغ»، وممثلة مسلسل «باي واتش» براندي رودريك في «آوت أوف كنترول»، والعارضة الصربية جيلينا جاكوفليفيتش في فيلم «بوبكورن كاو ماست هو جايو»، نجاحا كبيرا.

ويبدو أن الوجوه الأحدث مثل نرجس فخري وإيمي جاكسون وأنجيلا جونسون جئن من أجل البقاء هنا.

ويتفق الجميع على أن بوليوود هي الكلمة الجديدة الرنانة اليوم. لقد أصبحت تمثل هوية في حد ذاتها، لدرجة أن برامج التلفزيون العالمية «سو يو ثينك يو كان دانس» (إذن تعتقد أنك تجيد الرقص) أو «غوت تو دانس» تعترف برقصات بوليوود كأحد أنواع الرقص. وكان من الطبيعي في ظل انتشار بوليوود العالمي السريع أن يزداد عدد الممثلات المتطلعات إلى تجربة حظوظهن في موطن السينما الهندية.

ومن جانبهن، تشعر الممثلات بأن كونهن أجنبيات لم يعد قيدا على الإطلاق. كانت الممثلة البرازيلية غيسلي مونتيرو، التي لعبت دور فتاة من السيخ في فترة الستينات في فيلم «لوف آج كال» (الحب في هذه الأيام) مقنعة للغاية. كما تجتهد إيمي جاكسون، التي سترتدي الساري والسالوار في «إيك ديوانا تا»، من أجل إتقان الدور.

تقول إيمي ضاحكة: «يتميز لون شعري الطبيعي بأنه داكن، كما أنهم جعلوني أضع عدسات لاصقة داكنة اللون، وأرتدي السالوار والساري الذي أحبه كثيرا، وبهذا كان مظهري كاملا. ألا أبدو هندية في الفيلم؟ أعتقد أنني أبدو هندية وقد أحببت ذلك.» كذلك ليس من المرجح أن ترفض الممثلات الأجنبيات المشاركة في الأفلام لمجرد أن هناك مشهدا جريئا. توضح العارضة السابقة وممثلة بوليوود يانا غوبتا قائلة: «لا يعني هذا أننا نقبل على الفور، ولكن نعم نحن بالتأكيد أكثر ارتياحا للعمل بطريقتنا»، وتضيف «كنت معتادة على التصوير من أجل كتالوغات الملابس الداخلية في بلادي ولم أكن أشعر بغرابة في الأمر. في الخارج يتسم الناس بأنهم أكثر تحررا ومرونة في التعامل مع أجسادهم.» بالطبع لا يتوقف الأمر على عالم السينما؛ حيث يزداد الطلب أيضا على الاستعانة بالأجنبيات الجميلات مضيفات ومشجعات فرق وعارضات. وغالبا ما يتم توظيفهن بسبب لون عيونهن الفاتح وبشرتهن البيضاء وملامحهن. وعادة تجيد هؤلاء الفتيات جميع الوظائف؛ راقصات أو عارضات أزياء أو ممثلات أو مضيفات أو نادلات أو ساقيات في حانات. وتعمل وكالات توظيف على الاستعانة بهن ويأتين إلى الهند بتأشيرات عمل.

بعض من هؤلاء اللاتي استقررن في الهند وافدات من بريطانيا مثل ليزا لازاروس (22 عاما)، اختصاصية الأشعة التي فازت في عدة مسابقات للجمال. وقد ظهرت حبيبة لسلمان خان في فيلم «فير». وترغب حاليا في الإقامة في الهند بعد أن وقعت عقد تمثيل دور رئيسي في فيلم آخر هو «مدرسة باتينام» الذي تم إنتاجه في تاميل.

في نموذج آخر، تعلمت الألمانية كلوديا سيسلا اللغة الهندية واتخذت من مومباي مقرا لإقامتها. وبعد الظهور على غلاف المجلة الألمانية الشهيرة «ماتادور» في عام 2005، ظهرت بوصفها عارضة إعلانات في حملات كرة القدم وعارضة أزياء في اليونان وفرنسا وإسرائيل وإيطاليا.

ولكن كان العمل عارضة أزياء في الإعلانات مجرد «فترة ماضية ممتعة»، ووسيلة تصل بها إلى عالم التمثيل. كان أول مشروع سينمائي تشارك فيه في بوليوود هو «كارما». وتركز حاليا على تعلم اللغة الهندية وتتلقى دروسا في الرقص والتمثيل.

في الحقيقة توجد عدة تفسيرات لمثل هذا الطلب المتزايد على الجميلات من الأجنبيات.. أولا، تضيف صورة العارضة الأجنبية في الإعلانات فرصة للعلامة التجارية في أن تصبح عالمية. كما تشهد صناعة الإعلانات ازدهارا باستخدام أجساد العارضات، ولكن من الصعب على الجميلات من الهنديات أن يبدون جذابات وعلى طبيعتهن بهذه الصورة. وتعتبر العارضات الأجنبيات أكثر احترافا وطبيعية من دون أن يضعن عددا من المحظورات.

تقول هانا هندزل (22 عاما)، العارضة المحترفة الآتية من بيلاروسيا: «بالطبع السبب في القدوم إلى هنا هو الحصول على عمل»، وتقول إلينا ميزفيتش (19 عاما)، وهي عارضة أوكرانية: «بعد نحو شهرين من الإقامة هنا، أشعر بأمان وراحة تامة، حيث أجد عناية طيبة والناس في العمل مهذبون وسريعو الاستجابة لأنهم يدركون أن الفتاة الأجنبية قد تعاني في ظل وجودها في دولة غريبة».

في حين تقيم هانا في الهند منذ ستة أشهر بعد أن مدت فترة عقدها، تقول إيما ميي (20 عاما)، وهي عارضة وراقصة ومضيفة في نيودلهي آتية من جنوب أفريقيا، إنها تود البقاء أيضا، وتضيف قائلة: «عندما يطرق بابي العمل في بوليوود، سألبي النداء بالطبع! لقد تعلمت أسلوب الرقص الهندي سريعا، بل وبدأت في تعلم اللغة الهندية حتى لا تكون هناك عقبة أمام دخولي عالم بوليوود». يقول إمشان علي من وكالة «ستار» للعارضات في نيودلهي: «هناك بالفعل زيادة هائلة في طلب العارضات الأجنبيات، حيث يفضل العملاء العمل معهن لأنهن لا يحدثن ضجيجا ويتميزن باحتراف بالغ.» وتعلق كيسينيا كوستورنايا، التي تدير أعمال العارضات الأجنبيات في الهند، قائلة: «يزداد الطلب على العارضات الأجنبيات في الهند، لأن هناك كثيرا من الأموال هنا. ومعظم المصممين موجودون في دلهي، التي أصبحت عاصمة للموضة، وهم مستعدون لدفع رواتب كبيرة للعارضات الأجنبيات. ويزداد الطلب أكثر عندما تصبح وجوه العارضات مشهورة. وفي الأغلب، لا تحتاج العارضات لإنفاق أي أموال حيث إن الوكالة تعتني بإقامتهن وكل شيء خاص بهن.» كانت النسبة الغالبة بين 150 عارضة خضعن لاختبارات من أجل «أسبوع لاكمي الهند» في سبتمبر (أيلول) الماضي، من الحسناوات الأجنبيات.

يقول أنيل شوبرا، المدير التنفيذي لشركة «لاكمي»: «تتميز هذه المناسبة بحضور قوي للمشترين العالميين، وتساعدهم العارضات العالميات على تقييم المعروضات وفقا لمعايير المشتري العالمي.» وتضيف رينا داكا إن الشهرة عامل مهم في ما يتعلق بالمال، موضحة أنه «يمكن استقدام عارضتين من الخارج بمقابل تحصل عليه عارضة واحدة هندية. كما أن العارضات الأجنبيات لديهن قدر أقل من المحظورات. ولا يحتجن إلى جهد كبير من أجل إقناعهن».