الطائرات الورقية في أحمد آباد.. زينت بصور المشاهير ورسائل ضد الفساد

الهواة قدموا من جميع أنحاء العالم وتضمن المهرجان ورشات عمل لهذه الرياضة

TT

اكتظت سماء أحمد آباد بالطائرات الورقية الزاهية الألوان التي تنوعت في أشكالها؛ من صندوق إلى مجوفة أو كروية إلى ورقية مرسومة باليد، وصمم بعضها على شكل قطار وأخرى ثلاثية الأبعاد، ومنها ما زين بصور للمشاهير ورسائل ضد الفساد. وقد جذبت طائرة البلجيكي بيرت مايتنز الورقية «روكاكو»، التي تحمل وجه مقاتل ياباني، انتباه المشاركين، لا بشكل الطائرة الرائع، بل بالكاميرا المثبتة بها. تم شد الكاميرا التي تزن 1.2 كيلوغرام بخيط إلى الطائرة التي تستطيع الوصول إلى ارتفاع 200 متر والتقاط صور ومقاطع فيديو.

ويقول مايتنز: «أقوم في بلجيكا، باللعب بالطائرة الورقية خلال العطلات الأسبوعية وألتقط الصور للقلاع والأنهار». وكان مستخدمو الطائرات المحترفون الذين نشرتهم قوات الشرطة المحلية حراسا على طائرته الورقية.

كان مايتنز من بين العديد من هواة الطائرات الورقية الذين قدموا من 22 دولة من جميع أنحاء العالم للمشاركة في مهرجان الطائرات الورقية الثاني والعشرين الذي استمر على مدار ثلاثة أيام، والذي أقيم على ضفاف نهر سابارماتي في مدينة أحمد آباد غرب الهند.

كان الاحتفال حدثا كبيرا بالنسبة للزائرين من 24 دولة مثل سويسرا وكمبوديا ولبنان والولايات المتحدة والمملكة المتحدة ونيوزيلندا وسنغافورة وماليزيا وتايلاند وإندونيسيا وكوريا وهولندا وفرنسا وألمانيا والنمسا وأوكرانيا وتركيا واليابان وأستراليا، للمشاهدة والمشاركة في مهرجان الطائرات الورقية. وإلى جانب الاهتمام الكبير الذي يحظى به المهرجان، أقيم عدد من الأنشطة داخل المدينة المسورة التي تضم ورشات صنع الطائرات الورقية، منها الموسيقى والطعام الذي قدم للزائرين.

كانت الطائرة الورقية الأضخم على واجهة النهر من نيوزيلندا، التي صنعها سيمون تشيزنال. بلغ طول الطائرة ثلاثون مترا، بما في ذلك الذيل، وعرضها عشرة أمتار. وهي تختلف عن الطائرات الورقية المعتادة؛ حيث تتطلب الكثير من الخيوط لتثبيتها معا وبحاجة إلى قوة لمساعدتها على الطيران، بحسب تشيزنال.

وضم المهرجان أيضا طائرات ورقية ثلاثية الأبعاد، فيقول رامي الخال، من لبنان: «صنعنا هذه الطائرات الورقية ثلاثية الأبعاد التي تبدو بالشكل نفسه من أي زاوية أو اتجاه. وهناك عدد من الطائرات الورقية المختلفة بتصميمات ثلاثية الأبعاد تتنوع بين طائر وقارب».

وأشار إلى أنه يتطلع إلى المشاركة بشكل دائم في مهرجان أحمد آباد للطائرات الورقية. وقال: «هذا المهرجان يبعث في نفسي الكثير من البهجة». وقد شارك الكثير من أصحاب الطائرات الورقية في مهرجانات مماثلة في الكثير من الدول الأخرى مثل إنجلترا وتايلاند وماليزيا والصين والمكسيك وفرنسا.

وتقول غاديس روبينز، صاحبة طائرة ورقية من سنغافورة، التي تشارك للمرة العاشرة في المهرجان: «مهرجان الطائرات الورقية في الهند يتفوق على جميع المهرجانات».

وقد عرض المشاركون من كمبوديا طائرات ورقية عليها رسومات لأبساراس. وبالمثل، عرض المشاركون من بالي طائرات ورقية صنعت من أوراق النخيل. ويقول إيلي غينانتي من بالي: «فكرنا في عرض الأفكار الصديقة للبيئة والترويج لها. ولهذا قمنا بصناعة طائرات ورقية بأوراق النخيل ورسمنا عليها عيون (جاجاناث)، أحد الآلهة الهندوسية».

وقد نشرت حكومة ولاية أحمد آباد ما لا يقل عن سبعة من مستخدمي الطائرات الورقية بجانب نهر سابرامانتي بخيوط من الألياف الزجاجية لقطع أي طائرات ورقية تعترض طريق طائرات المشاركين الأجانب. وقد انتشرت قوات من الشرطة أيضا لإبعاد الأفراد الذين قد تقطع طائراتهم الطائرات الورقية الأجنبية المرتفعة الثمن.

ففي العام الماضي، تعرض بيتر لين، صاحب طائرة ورقية من نيوزيلندا للمضايقة بعد قيام طفل من حي فقير على الجانب الآخر من النهر بقطع طائرته الضخمة التي صنعت على شكل نمر، والتي تبلغ قيمتها 400 دولار.

يأتي المهرجان وقت عيد الشكر بالنسبة للطائفة الهندوسية، لأنه يمثل صحوة الآلهة من سباتها الطويل، فالآلهة التي يعتقد أنها تغط في سبات لستة أشهر تستيقظ في ذلك الوقت وتكون أبواب السماء مفتوحة، وهي أيضا علامة على البهجة.

ويبدي هواة الطائرات الورقية عناية خاصة بالطيور، التي عادة ما تصاب بسبب الخيوط. ويقول ديرو هو جورا، أحد المشاركين من فيتنام: «نحن نستخدم نوعية مختلفة من الخيوط (خيوط زجاجية مغطاة بالغبار) هذا العام حرصا على سلامة الطيور. إنها ليست الأنواع المعتادة المصنوعة من البلاستيك أو المواد الصناعية المسؤولة عن قتل الطيور».

وأضاف جورا، الذي تعد هذه المشاركة الثانية له في المهرجان: «هذا شيء نحاول تجربته للمرة الأولى في هذا المهرجان. فالخيوط الصناعية، المسؤولة عن إصابات الطيور بسبب محتوياتها من غبار الحديد والزجاج، كانت تثير الانتقادات من محبي الحيوانات في المدينة». وكان رحيم بهائي، مصنع وهاوي الطائرات البارع الذي قام بضم ما يقرب من 500 طائرة بخيط واحد مثار الانتباه.

وكان ستورم رولف، صانع وهاوي الطائرات من ألمانيا، مشغولا بصنع طائرة جديدة لتناسب اتجاه الرياح والسرعة. وعلى الرغم من تصميم طائرته الورقية على شكل طائرة حقيقية، فإنه قال: «استخدام الطائرة إلى جانب النهر تجربة جديدة تماما. وهي تختلف نظرا لتغير اتجاه الرياح المفاجئ. هذه هي المرة الخامسة التي أعود فيها للمشاركة في هذا الاحتفال، لأنني ببساطة أعشق استخدام الطائرات في هذا المكان».

تغير اتجاه الريح وحماسة الجمهور والطعام اللذيذ، كانت عامل الجذب الرئيسي بالنسبة لهواة الطائرات الورقية، حيث يتجمع جمهور كبير من المشاهدين الذين يشجعون بحماسة مستخدمي الطائرات، وبهذا، فقد شاعت أجواء احتفالية في المكان.

وقد أمتع الفريق الفرنسي المكون من خمسة أفراد الجمهور بطائرتهم التي كانت على شكل دمية ضخمة. وتقول جنيفر ريان: «نحن متخصصون في صناعة الدمى التي تحتل أهمية كبرى في فرنسا. حيث يستغرق صنع دمية عمل ثلاثة أسابيع ويقوم به خمسة أشخاص، ولتحليق مثل هذه الطائرة، نحتاج إلى خيوط قوية».

وقد اختار الفريق النمساوي المكون من ثمانية أفراد والمشارك في المهرجان، استخدام طائرات تتميز بتصاميم مرحة، فتقول لوكي تيز، مشاركة في المهرجان من النمسا التي استخدمت طائرة رسمت يدويا: «حصلت على تسع نقاط من عشرة في هذا المهرجان، وقد رسم جدي هذه الطائرة يدويا خصيصا من أجل هذا المهرجان».

لكن متعة تحليق طائرات ورقية ضخمة في المهرجان الدولي للطائرات الورقية تحولت إلى خيبة أمل كبيرة لهاوي الطائرات الورقية الهندي القادم من جودبور عندما قطعت طائرته الورقية التي ترتفع 13 قدما والتي تبلغ قيمتها 10.000 روبية من قبل أحد أطفال العشوائيات من خارج مكان الاحتفال.

وأوضح أصغر بليم، الذي يشارك في المهرجان منذ 22 عاما، أنه في اليوم النهائي من المهرجان قدمت طائرة ورقية من الجهة الأخرى من النهر وقطعت طائرته. وزعم أن قيمة طائرته تصل إلى 10.000 روبية.

وأضاف بليم: «ذهبت بمفردي أبحث عن طائرتي إلى أن وجدتها أعلى بناية متعدد الطوابق على الضفة الغربية للنهر، وقد تطلب البحث عنها ساعة. وإذا ما وقعت مثل هذه الأمور، تموت متعة تحليق الطائرات. يجب أن أحضر العديد من مهرجانات الطائرات الورقية، وقد خسرت هذه الطائرة، وسوف يتطلب الأمر شهرا لصنع طائرة أخرى».