هيئة الآثار تنظم معرض الآثار الوطنية المستعادة في المتحف الوطني بالرياض

يضم أكثر من 14 ألف قطعة أثرية

الأمير سلطان بن سلمان أثناء تفقده أحد المواقع الأثرية
TT

تنظم الهيئة العامة للسياحة والآثار معرض الآثار الوطنية المستعادة، الذي يقام برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وذلك يوم السبت المقبل في المتحف الوطني بالرياض بالتزامن مع المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية).

وأشار الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار إلى أن توجيه خادم الحرمين الشريفين بإقامة هذا المعرض بالتزامن مع المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) الذي ينطلق خلال الأسبوع الجاري، يعكس اهتمامه بالمعرض وحتى يحضره أكبر عدد من ضيوف وزوار مهرجان الجنادرية.

وأوضح أن تنظيم هذا المعرض يأتي انطلاقا من أهمية استعادة القطع والمجموعات الأثرية الوطنية التي نقلت إلى خارج المملكة، وتلك التي بين يدي المواطنين في الداخل بطرق مختلفة باعتبارها جزءا مهما من التراث الوطني الأصيل.

ودعا رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار من لديهم مجموعات أثرية تخص المملكة في داخل المملكة أو خارجها إلى التعاون مع الهيئة في إعادتها والمشاركة بها في هذا المعرض، مؤكدا أن ذلك يمثل عملا وطنيا يسهم في خدمة تراث المملكة وحضارتها.

وأعرب الأمير سلطان عن تقديره الكبير لجميع المواطنين الذين أعادوا طواعية ما لديهم من قطع أثرية للهيئة، مشيرا إلى أن مبادرتهم تجسد وعيهم بأهمية هذه الآثار وقيمتها العالية، وضرورة أن يتم حفظها في مكانها الصحيح وعرضها في متاحف المملكة والتعريف بها، إضافة إلى حفظها وإجراء الدراسات البحثية عليها.

وأكد الأمير سلطان أن ما صدر من قرارات حازمة من قبل الدولة تتعلق بقضية سرقة الآثار أو تهريبها خير دليل على حرص القيادة الرشيدة على أهمية الحفاظ والتوعية بالآثار والتراث الوطني، مشيرا إلى أن القطع الأثرية تعتبر اليوم مصونة بحكم النظام، وهناك عقوبات قوية لمهربي الآثار والمحتفظين بها بطرق غير شرعية، وخصوصا أن الآثار تعتبر ملكية عامة لا يسوغ لأحد الاحتفاظ بها.

وأبان الأمير سلطان بن سلمان أن الهيئة بذلت في الفترة الأخيرة جهودا كبيرة لاستعادة قطع أثرية إلى المملكة، مشيرا إلى استعادة نحو 14 ألف قطعة أثرية من خارج المملكة، من بينها قطع خرجت خلال الاستكشافات وقدوم الخبراء إلى المملكة، وأخرى مضى على اختفائها عشرات السنين.

كما عبر عن تقديره للمهرجان الوطني للتراث والثقافة في الجنادرية والقائمين عليه، وعلى رأسهم الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني، لما يمثله هذا المهرجان من ركيزة أساسية في حفظ التراث الوطني عبر السنوات السبع والعشرين الماضية.

وجدد رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار التأكيد على أهمية إبلاغ المواطنين عن الآثار وعدم تحريكها من مواقعها، بأن يبلغوا الهيئة، سواء بالاتصال بفروع الهيئة التي توجد أرقام التواصل بها في موقع الهيئة على الإنترنت أو بالاتصال بالخط الساخن، مؤكدا أن جميع المعلومات ستعامل بسرية تامة.

وأكملت الهيئة العامة للسياحة والآثار تحضيراتها لمعرض الآثار الوطنية المستعادة، حيث تم تجهيز أكثر من 14 ألف قطعة أثرية من القطع التي تمت استعادتها لعرضها في صالة العرض، كما تم الإعداد لندوة عالمية عن استعادة الآثار تقام على هامش المعرض، ويشارك فيها عدد من الخبراء الدوليين والمحليين، إضافة إلى ورشة عمل عن الآثار المستعادة من الداخل بهدف إبراز دور المملكة واهتمامها بهذا الجانب وتنمية الوعي الفكري والمعرفي بين شرائح المجتمع والتوعية بأهمية وقف العبث والتعدي على المواقع الأثرية.

وستقوم الهيئة بتكريم الشخصيات والجهات المشاركة في إعادة قطع أثرية للهيئة، ومن ضمنهم شخصيات تمت دعوتهم من خارج المملكة ممن سلموا قطعا أثرية سعودية.

وستقام بالتزامن مع المعرض فعاليات توعوية مصاحبة في المقر المخصص للهيئة بالجنادرية ومتحف المصمك وبقية متاحف المملكة، كما سيتم تنظيم فعاليات توعوية مصاحبة في المدارس والجامعات والمراكز التجارية من خلال فروع الهيئة في المناطق، بداية من يوم الاثنين 13 فبراير (شباط) الجاري في الجامعات المشاركة ولمدة أسبوع، وذلك من خلال المعارض التوعوية والمحاضرات التثقيفية.

وتتضمن الفعاليات إقامة معارض توعوية في عدد من المدارس في مناطق المملكة لمدة أسبوع، وكذلك في المراكز التجارية، بينما تستمر الفعاليات في متحف المصمك والمتاحف الرئيسية لمدة شهر. وسيتم عرض قطع الآثار المستعادة في قاعتين، الأولى مخصصة للقطع المستعادة من الداخل، والثانية للقطع المستعادة من الخارج.