معرض «شغلني شكرا».. يفتح شهية المصريين للبحث عن فرصة عمل

تسابق عليه الشباب والشيوخ وضم عددا من الشركات الخاصة والحكومية

معرض «شغلني شكرا»، الذي افتتح أمس بأرض المعارض على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب
TT

اجتذب معرض «شغلني شكرا»، الذي افتتح أمس بأرض المعارض على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب، الكثير من الشباب الذين زاحموا الشيوخ في الحصول على فرصة للعمل، من خلال مبادرة المعرض التي دعا إليها الإعلامي المصري عمرو أديب في برنامجه اليومي على إحدى الفضائيات.

«الشرق الأوسط» ذهبت إلى المعرض واستطلعت آراء عدد من الباحثين عن فرصة عمل.. فبوجهه الخمسيني جاء الحاج محمد عبد العليم مصطحبا زميله، في السن نفسها، على أمل اغتنام وظيفة مناسبة بين الشركات المساهمة في المعرض. يقول عبد العليم: «جئت لأبحث عن فرصة عمل وسط الشباب؛ حيث تم تقاعدي إجباريا بعد قرار رئيس الوزراء الأسبق عاطف عبيد، فأصبح هناك معاش مبكر إجباري عقب الأربعين، لكنه لا يكفي حاجات أسرتي ولا أستطيع أن أجهز بناتي للزواج».

ويبتسم وهو يتابع: «المعرض به وظائف تناسب مجالي، وهو مجال السيارات، لكن لكي أستطيع العمل جديا عليَّ تعلم اللغة الإنجليزية والكومبيوتر لتغيير مجالي المهني، ومنافسة الشباب الصغير في فرص العمل المتاحة ذات المرتبات العالية».

أما زميله الحاج أحمد محمد، 55 عاما، فقال بصوت خافت موجها أنظاره إلى شركات التنمية والقروض: «أنا سعيد بتلك المبادرة ووفود الكثير من الشركات المساهمة والشباب للاستفادة من ذلك المعرض، لكني جئت لأبحث عن فرصة للحصول على قرض لعمل مشروع خاص لتصنيع لوحات زجاجية وبيعها، وأفكر جديا في مساهمة الشباب في ذلك المشروع لعدم وجود مهنيين قابلين للعمل».

أسهمت إدارة المعرض في تجسيد تلك المبادرة واستضافة الشركات المساهمة دون مقابل، وذلك لتشجيع العمالة في مصر وإتاحة الفرصة لالتقاء أصحاب الأعمال بالراغبين في التقديم لفرص عمل مباشرة.

تستمر المبادرة على مدار يومين كاملين، وقد قسمت قاعة المؤتمرات التي يقام بها المعرض إلى 5 قاعات بناء على تخصصات الأعمال، تضم الشركات الغذائية والحكومية والإعلام، وشركات التوظيف والتدريب والغزل والنسيج والبناء والأمن والسياحة والطب.

كان لافتا في المعرض تصدر شركات التوظيف والتدريب غير الحكومية على غيرها من الشركات المساهمة داخل المعرض؛ حيث توافد أغلبية الشباب والباحثين عن العمل في مجالات مختلفة على ذلك القطاع لما يتيحه من فرصة أكبر في البحث عن وظيفة في مجال دراستهم أو خبراتهم.

ووسط تكتل الشباب لكتابة بياناتهم للقطاعات غير الحكومية، قالت رما ماهر، مسؤولة العلاقات العامة لجمعية «علشانك يا بلدي»: إن الجمعية تحاول بذل أقصى جهد لمساعدة الشباب المصري والأسر لتخطي خط الفقر والحصول على مهنة مناسبة ذات مرتب ملائم لحياة مستقرة، موضحة أن تلك المساعدة تتمثل في عدة صور، منها: توصيلهم بشركات في حاجة إلى موظفين أو تدريبهم أو إعطاؤهم قرضا صغيرا للقيام بمشروع شخصي.

وعلى يسار ذلك القطاع، نرى توافد شباب من خريجي كليات الهندسة والتجارة والإعلام على شركات الاتصالات والإلكترونيات، ومن أبرزها: «فودافون» و«تي إي داتا».

ويوضح الشاب أحمد محمد عزام، خريج كلية تجارة، أنه قرر البحث عن فرصة عمل عقب تأجيل خدمته في الجيش، وجاء للمعرض أملا في الحصول على فرصة عمل مناسبة لمجال دراسته، وأضاف أنه سوف يبحث عن مجال آخر إذا لم يحصل على فرصة عمل مناسبة.

من جانبها، قالت نانسي عزت، خريجة كلية إعلام، إنها فشلت في البحث عن وظيفة في مجال الإعلام، على الرغم من أهمية ذلك المجال بعد ثورة «25 يناير»، وإنها قررت البحث في المجالات المتوافرة كالإدارة وخدمة العملاء.

ولم تكن تلك المبادرة ذات جاذبية من قبل المصريين فقط؛ بل شملت أيضا جنسيات مختلفة من الشرق والغرب. فأعرب عبد الرحمن مصطفى، نيجيري يدرس بجامعة الأزهر، عن سعادته بفكرة المعرض؛ حيث أتاح له مجالا أوسع للبحث عن فرصة عمل في شركات ومجالات متنوعة، مضيفا أنه يبحث جديا عن فرصة عمل نصف وقتية، لتساعده في تمويل مصاريف دراسته ومعيشته فترة وجوده بمصر.

وعلى الرغم من زحام المعرض وتوافد الآلاف من الراغبين في العمل إليه، فإن هناك حالة من الركود على جانب أحد القطاعات، وهو ما يوضحه عمر صلاح الدين، مدير مبيعات شركة الأمن والحراسة، وقال بأسف: «أنا حزين بالفعل؛ لأن الشباب يأخذ حذره من بعض المهن ويتهمها بأنها متناهية الأجل كوظيفة عامل أمن أو حراسة، على الرغم من توافر الكثير من فرص التوظيف لدينا».