الملكة إليزابيث الثانية تكمل اليوم 60 عاما على عرش بريطانيا

الاحتفالات الرسمية باليوبيل الماسي ستبدأ في يونيو

TT

في رسالتها السنوية التقليدية خلال أعياد الميلاد عام 1997، أظهرت الملكة إليزابيث الثانية حزنها، واستخدمت اللغة اللاتينية، واصفة السنة بأنها كانت «مرعبة». وكانت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية تتكلم عما مرت به من مآس شخصية بعد وفاة الأميرة ديانا في حادث سير وفشل زيجات ثلاثة من أبنائها؛ ابنها وولي عهدها الأمير تشارلز وابنها الثاني دوق يورك الأمير آندرو وطلاقه من دوقة يورك، وكذلك ابنتها الوحيدة الأمير آن التي انفصلت عن زوجها الكابتن مارك فيليبس. لكن الملكة التي تحتفل اليوم بعيد جلوسها الستين، ما زالت تتمتع بشعبية عالية واحترام من قبل مواطنيها.

ويوم أمس، علقت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية اليومية على مناسبة مرور ستين عاما على تربع الملكة إليزابيث الثانية على عرش بريطانيا، قائلة: «عندما خلفت الملكة إليزابيث الثانية وهي في سن الخامسة والعشرين أباها في مثل يوم غد (اليوم) الاثنين قبل ستين عاما، على عرش بريطانيا، تساءل الناس عما إذا كانت من النضج الكافي لتتبوأ هذا المقام العالي، وتأتي الإجابة اليوم بـ(نعم) كبيرة وهائلة».

وواصلت الصحيفة القول: «لقد مرت الملكية بأزمات عاصفة، كان أكبرها وفاة الأميرة ديانا عام 1997، ورغم أن زواج ثلاثة من أولادها باء بالفشل، فإن الملكة تصرفت بتحفظ وتوافقت مع الأوضاع وقبلت التحديات». وقالت الصحيفة: «لقد أدركت الملكة أن طول العمر يقوي مع الوقت إعجاب الرأي العام ومحبته، وقد أعطت الملكة من خلال الإصرار والعمل الجاد وبدرجة عالية من الوعي بالواجب، مثالا يحتذى للملكية على مستوى العالم، وإن بريطانيا فخورة حقا بها».

زوجها دوق أدنبره الأمير فيليب، الذي يكبرها بأربع سنوات، ما زال يعتبر سندها الأول في محنها ومآسيها. ونوه بذلك حفيدها الأمير هاري، ابن ولي العهد الأمير تشارلز، الذي قال في تصريحات قبل أسبوع تناقلتها وسائل الإعلام البريطانية إن الملكة التي تحتفل بالذكرى الـ60 لتوليها العرش البريطاني هذا الأسبوع، لم تكن تقدر على القيام بهذا القدر الهائل من عبء العمل دون مساعدة زوجها الأمير فيليب (90 عاما).

وفي تأكيد لصحة الاعتقاد السائد منذ زمن طويل بأن دوق أدنبره الذي تزوجته الملكة منذ 64 عاما هو «الصخرة التي تستند إليها» في الأمور المتعلقة بأداء واجباتها الرسمية، قال الأمير هاري: «لا أعتقد أنه كان في وسعها أداء ذلك من دونه خاصة أن كليهما في العمر نفسه».

يشار إلى أن الملكة سوف تطوي عامها الـ86 في أبريل (نيسان) المقبل.

وتأتى تعليقات هاري التي أذاعتها هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) قبل بدء بث مسلسل تلفزيوني يتألف من ثلاثة أجزاء الأسبوع المقبل بمناسبة حلول اليوبيل الماسي لجلوس الملكة على كرسي العرش، في السادس من فبراير (شباط) المقبل.

وكان الأمير فيليب قد مر بأزمة قلبية خلال عطلة أعياد الميلاد (الكريسماس) عندما تم تركيب دعامة له لإزالة انسداد في أحد الشرايين. وقد استأنف واجباته العامة منذ ذلك الحين. ومن المقرر أن يقوم الزوجان بجولة واسعة في بريطانيا في أبريل المقبل بالإضافة إلى الاحتفالات التي تقام بمناسبة حلول اليوبيل الماسي لاعتلاء العرش التي من المقرر أن تبدأ في مطلع شهر يونيو (حزيران) المقبل.

والعام الماضي اختطف حفيدها الآخر الأمير ويليام الأضواء من جميع أبناء العائلة المالكة عندما تزوج من كيت ميدلتون التي أصبحت تعرف بدوقة كمبريدج. واستمرت أخبار العروسين تتصدر صفحات الصحف البريطانية منذ ذلك اليوم في 25 أبريل الماضي. وبدأت التكهنات حول إنجابها أطفالا، خصوصا مع التغييرات الدستورية التي تمنح الآن المولود الأول الأحقية في اعتلاء العرش سواء كان ذلك ذكرا أن أنثى، وهذا لم يكن متاحا سابقا؛ إذ كان ينص الدستور على أن تكون الأحقية للذكر. إلا أنهما صرحا مؤخرا بأنهما سيركزان على احتفالات الجلوس. وقالا إنهما يعتزمان إرجاء خطط إنجاب أطفال حتى العام المقبل لكي يتمكنا من التركيز على اليوبيل الماسي لملكة بريطانيا ودورة الألعاب الأولمبية المقررة في لندن.

وقالت مصادر مقربة من الزوجين إنهما يشعران أنهما «ليس على عجلة من أمرهما» لتأسيس أسرة ويريدان أن يتأكدا أن العام الحالي ناجح من أجل احتفالات الذكرى الـ60 لجلوس ملكة بريطانيا على العرش. ونقلت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية عن هذه المصادر قولها؛ إنهما «ليس لديهما وقت لإنجاب أطفال وإنه ليس هناك حاجة ماسة لإنجاب وريث».

ومن المقرر أن يبتعد ويليام وكيت؛ كلاهما عن الآخر لمدة ستة أسابيع في شهري فبراير ومارس (آذار) المقبلين، ثم سيستعدان لاحتفالات اليوبيل الماسي في يونيو المقبل.