التجميل بالمواد الطبيعية في تونس.. ما زال بحاجة إلى تسويق أفضل

خلال لقاء مع خبيرة في «الطب الشعبي»

منية غزيل في متجرها («الشرق الأوسط»)
TT

يتزايد الإقبال عالميا، راهنا، على الأعشاب ومستحضرات الأعشاب الطبيعية، سواء للعلاج أو التجميل، لا سيما بعد التأكد من الأعراض الجانبية التي تفرزها المنتجات الكيميائية على صحة الإنسان. ومع أن عالم الأعشاب قديم قدم الإنسان، فإن المداواة بالأعشاب الطبيعية لم تتجاوز حالة «الظاهرة» اللافتة، عموما، إذا استثنينا الصين أو التجارب الفردية في أوروبا والأميركتين.

في تونس يستخدم كثيرون الأعشاب الطبيعية في إطار ما يسمى «الطب الشعبي». غير أن ثمة مجهودات علمية تُبذل في هذا السياق. وخلال لقاء مع «الشرق الأوسط» قالت خبيرة الأعشاب الطبيعية منية غزيل: «المرأة تحتاج دائما للعناية بجمالها؛ لأن الجمال مطلوب في المرأة، سواء لذاتها أو لحياتها الزوجية». وتابعت: «هناك خلطات تزيل التجاعيد والبقع السوداء وتبيض الوجه، وأخرى توقف تساقط الشعر، وكذلك تساعد على التخلص من الشيب بطرق طبيعية بعيدا عن المواد الكيميائية، ومن خلال التعامل مع الخلايا.. ولدينا خلطة الصبار التي تزيل التجاعيد وما يعرف بحب الشباب، وكل ذلك من الطبيعة».

وتتابع منية غزيل شارحة: «علاوة على ذلك، فإن مستحضر الصبار، المخصص لحب الشباب، يقضي على الحبيبات التي تظهر على وجوه الفتيان والفتيات خلال 10 أيام فقط، إضافة لكونه يمثل واقيا من حرارة الشمس، ويساعد على شد جلد الوجه، وكما يقال فإن التجربة هي العلم». وتضيف: «في السوق التونسية اليوم مواد طبيعية مستحضرة من التين البربري، نباتا وثمارا، وتخصص التين البربري (أو التين الشوكي) ترطيب الشعر، وهناك أيضا لعاب الحلزون، وهو أيضا يعالج به التجاعيد عن طريق الخلايا، وليس ملء الفراغات في كل مرة عن طريق مساحيق وقتية. وفي السوق كذلك سائل سم أفعى الكوبرا، مع أعشاب أخرى تبين أنها نافعة جدا لبشرة المرأة، ثم إن هناك دهون (كريمات) من ثمر التين البربري لمداواة التشققات بين الأصابع، أو ما يعرف باسم (عين الحوتة)، وهي تلك الفطريات التي تبدو كرؤوس المسامير في أسفل القدمين، كما تعالج بها صدفية العين، ويستخدم حب الرُمان في إزالة الدوائر السوداء حول العين».

وفي متجر غزيل، شاهدت «الشرق الأوسط» بين المواد المعروضة بيض السمك (الكافيار)، وعن ذلك تقول غزيل متحمسة في ترويج هذا النوع: «بيض الكافيار يعوض جميع المنتجات وحده، ونتائجه سريعة». ولدى سؤالها عن المكان الذي تصنع فيه هذه المواد، أجابت: «لدي مخبر في تونس، وزوجي يعد دراسة دكتوراه في الكيمياء، وبناتي يدرسن في هذا التخصص، وأنا لديَّ 30 سنة خبرة في عمليات التجميل بالمواد الطبيعية أو قُل المستخرجة من الطبيعة، ولديَّ أيضا شهادات علمية في الصناعات البيولوجية وخبرة في هذا المجال، وبالتالي فإن هذا الإنتاج هو إنتاج عائلي فيه عوامل الدراسة والخبرة والوراثة». أسعار المواد الموجودة في متجر منية غزيل تتراوح بين 5 يوروات و30 يورو، ومثال على ذلك أن سعر عصارة الصبار 20 دينارا، وعصارة سم الكوبرا 25 دينارا، وصابون الطفل 10 دنانير، أما أغلى ما عندها فهو منتج لإزالة البقع من الوجه سعره 60 دينارا (يعادل الدينار التونسي نصف يورو تقريبا).

وخلال الحوار معها، سألناها عن سبب إحجامها عن توزيع موادها في الصيدليات، فردت بالقول إنها لا ترغب في بيع موادها بالصيدليات «خشية التقليد»، وتابعت: «لا أحب بيع هذه المواد في الصيدليات التي تمتلك مخابر خاصة، ويمكنها تقليد المنتج بشكل سيئ، وبالتالي الإضرار بسمعتي، وفي الوقت نفسه التأثير على عملي. وأنا بحكم الخبرة، أعرف ما تحتاجه المرأة بمجرد النظر إلى وجهها».

وعن المعارض الدولية، ووجود مهرجانات ومعارض سنوية خاصة بالأعشاب الطبيعية، قالت منية غزيل إنها ترغب حقا في المشاركة في جميع المعارض التي تقام في تونس أو المغرب الكبير أو البلاد العربية والعالم، لكنها في المقابل اعترفت بأنها لا تتوافر على معلومات كافية عن بعض هذه المعارض. ثم استطردت: «في الفترة السابقة كانت هناك محسوبية، وهي التي قضت على النهضة في البلاد العربية، أو أسهمت في تكريس التخلف، فكان يختار من ليس من أهل الاختصاص ولا يفهم في الأعشاب، وقد شاركت في بعض المعارض بالنمسا وتركيا على حسابي الخاص، وأود الآن أن أشارك في معارض بدول الخليج».

غزيل، كما قالت لنا، لا تملك صفحة على شبكة الإنترنت، ولا تعمل على الترويج لبضاعتها على مواقع مثل «فيس بوك» أو غير ذلك من وسائل الاتصالات الجديدة، وأوضحت في هذا السياق: «هذه المواد (التي تبيعها) تحتاج للإثبات الموضوعي. إنها تحتاج للدليل العملي، حتى تقتنع المرأة بفائدتها. عندما أقول للزبونة إن عمري 50 سنة.. وهي تنظر لوجهي من دون تجاعيد ولا ترهل أو دون خطوط سوداء تحت العين، وفي الوقت نفسه من دون ماكياج ينتهي مفعوله بسرعة، فإنها ستدرك عندها معنى التجميل باستخدام المواد الطبيعية المصنعة من دون مكونات كيميائية مضرة». وأردفت: «هذا المنتج أستطيع أن آكله دون خوف من أي أضرار؛ لذا فإن المعاينة المباشرة هي أهم مروج وأهم ضمان يقدم للزبائن».

ولدى التطرق إلى الجانب القانوني في مهنتها، شكت منية غزيل من «المقلدين» ومن انعدام قوانين تحمي الماركات المسجلة، وذكرت قصة تقليد لمنتج الحلزون، وقالت إنها عندما اشتكت للسلطات قيل لها «الحلزون حيوان». وعن سبب أكلها منتجاتها أمام الزبائن أوضحت أن ذلك «يساعد على إقبال الزبائن ويطمئنهم بخصوص عدم وجود أضرار جانبية للمنتج بالصحة». ومن ثم، كشفت عن وجود أطباء وطبيبات يشترون - سمت خلال الحوار عددا منهم - وطالبت، أخيرا، قبل ختام اللقاء معها وزارة الصحة التونسية بتقليل عدد القوارير المطلوبة للتحليل، وكذلك خفض الأسعار، قائلة: «القارورة الواحدة المعروضة للتحليل ندفع مقابلها 150 دينارا وهم يطلبون 8 قوارير، وهذا أمر مكلف جدا».