كردستان تنشئ أكبر متنزه في العراق

نصف مليون شجرة.. ومدن ألعاب بمواصفات عالمية

متنزه «هواري شار» قرب السليمانية بكردستان العراق («الشرق الأوسط»)
TT

على امتداد مساحة تقدر بأربعة آلاف دونم تعمل حكومة إقليم كردستان العراق حاليا على مشروع إنشاء متنزه «هواري شار» على أطراف مدينة السليمانية، والذي يؤكد المشرف عليه أنه سيكون الأكبر على مستوى الشرق الأوسط، حيث إن المساحة المخصصة للمشروع تقدر بأربعة أضعاف مساحة متنزه الزوراء الذي أنشئ في سبعينات القرن الماضي وسط بغداد وعد الأكبر في العراق.

وبحسب مدير المشروع ريبين جميل، فإن الهدف الأساسي من هذا المشروع هو استعادة الخضرة إلى المدينة وإيصال نسبتها إلى المعيار العالمي.

وتعاني معظم مدن ومناطق كردستان من مشكلة بيئية هي ازدياد البنايات مقابل انخفاض واضح في نسبة الخضرة، وهذه مشكلة انتبهت إليها حكومة الإقليم متأخرا، بعد أن تعرضت لانتقادات كثيرة من المنظمات الدولية والمحلية التي مارست ضغوطا على الحكومة المحلية بهدف رفع نسبة الخضرة لتقترب من المواصفات العالمية للمدن. ولذلك عملت محافظة أربيل خلال السنوات الأخيرة على إنشاء الكثير من الباركات والمتنزهات والحدائق العامة داخل مركز المدينة التي شهدت في السنوات الأخيرة انفجارا سكانيا وتدفقا ملحوظا من المستثمرين لبناء العمارات والوحدات السكنية التي استحوذت على مساحات شاسعة من الأراضي داخل المدينة.

وحذت محافظة السليمانية حذو أربيل في التخطيط لمشاريع الخضرة من أهمها هذا المشروع. ويشرح ريبين جميل تفاصيل مشروع «هواري شار» قائلا «المتنزه يعد الأكبر في العراق، ومشروعه يمر بعدة مراحل، المرحلة الأولى التي بدأنا منذ عام 2010 بها، وهي غرس الشجيرات والزهور والحشائش، ثم المرحلة الثانية وهي مد الطرق والشوارع الداخلية، ثم تأتي المرحلة الثالثة وهي بناء المرافق الأساسية مثل المسابح والكازينوهات وحدائق الحيوانات ومدن الألعاب للأطفال، وبحسب مخطط المشروع ستكون جميع المرافق السياحية داخل المتنزه بمواصفات عالمية متقدمة من، حيث الفنادق والمطاعم والألعاب المختلفة».

وأضاف أن المشروع الذي بوشر بتنفيذه به منذ عامين جاءت فكرته من رئيس الحكومة المنتهية ولايته برهم صالح «الذي يتابع مجريات العمل بالمشروع حتى في العطل الرسمية، ويحرص على تذليل العقبات وتأمين الاحتياجات الضرورية للإسراع بتنفيذ هذا المشروع الرائد». وعن المراحل التي تم تنفيذها لحد الآن يقول «في البداية حفرنا العشرات من الآبار الارتوازية لإرواء الأشجار والزهور والنباتات، وخلال العامين الماضيين أكملنا المرحلة الثانية للبنية الأساسية للمشروع من مد أنابيب المياه وخطوط الكهرباء والمجاري وغيرها من خدمات البنية التحتية، ونحن الآن في المرحلة الثالثة وهي بناء المرافق السياحية».

وأشار جميل إلى أن «المساحة الكلية تقدر بـأربعة آلاف دونم، سيتم غرس نصف مليون شجرة، و650 ألف متر مربع من الحشائش، و60 ألف زهرة من مختلف الأنواع». أما عن وسائل الترفيه فيقول «هناك منشآت سياحية سيتم بناؤها في المتنزه وستكون بمواصفات عالمية مثل مدن الألعاب والكازينوهات والفنادق والمطاعم، وستؤجر إلى المستثمرين المحليين والأجانب». وعن تكلفة المشروع يقول المشرف «التكلفة غير محددة، فلكل مرحلة من المراحل الثلاث هناك تخصيصات مالية لها وبحسب التقديرات، في المرحلة الأولى تم تخصيص 45 مليار دينار من الحكومة و19 مليار دينار من شركة (بلان)، وسيتم التمويل بحسب احتياجات كل مرحلة على حدة، المهم أن هناك تخصيصات كافية لإنجاز هذا المشروع الكبير الذي تولي حكومة الإقليم اهتماما بالغا به لأنه سيقدم خدمات كبيرة لسكان المحافظة».