شعبية متزايدة لنظام التشغيل «آندرويد»

700 ألف جهاز يفعل يوميا حول العالم.. و10 مليارات تحميل لتطبيقاته

جهاز «موتورولا زوم» اللوحي
TT

فاجأ نظام التشغيل «آندرويد» عالم التقنية لدى إعلان «غوغل» عنه عام 2007، خصوصا في سوق مكتظة بنظم التشغيل المختلفة للهواتف الجوالة، وأصبح اليوم نظام التشغيل المهيمن للهواتف الذكية. وتدعم مجموعة من كبريات شركات الاتصالات ومصنعي المعدات والبرمجيات هذا النظام، مع تقديم متجر تطبيقات إلكتروني بأكثر من 400 ألف تطبيق تم تحميلها أكثر من 10 مليارات مرة منذ إطلاقه عام 2008. ووصل نجاح النظام إلى إعلان آندي روبين، مؤسس شركة «آندرويد» نائب رئيس وحدة الأجهزة المحمولة في «غوغل»، عن تفعيل 3.7 مليون جهاز يعمل بنظام التشغيل «آندرويد» في يومي 24 و25 ديسمبر (كانون الأول) 2011، و700 ألف جهاز يوميا حول العالم! وخلصت دراسة قامت بها شركة «نيلسون» المتخصصة في دراسات الأسواق إلى أن «آندرويد» قد استطاع الحصول على حصة 42.8% من سوق الهواتف الذكية عالميا خلال الربع الثالث من عام 2011، مقارنة بـ28.3% لـ«آي أو إس» من «أبل»، و17.8% لـ«بلاك بيري أو إس» من «آر آي إم»، و1.7% لـ«سيمبيان» من «نوكيا»، و1.2% لنظام التشغيل «ويندوز فون 7» من «مايكروسوفت».

تاريخ «آندرويد»

* ونظام «آندرويد» مثير للاهتمام؛ حيث يستطيع العمل على الهواتف الجوالة والأجهزة اللوحية، والكومبيوترات المحمولة، وقارئات الكتب الإلكترونية، وساعات اليد (مثل ساعة «آيم ووتش» I’m Watch)، والتلفزيونات، ومشغلات الأقراص الليزرية في السيارات، والكاميرات الرقمية، ومشغلات الموسيقى الرقمية، وغيرها من الأجهزة الأخرى.

كانت شركة «غوغل» قد اشترت شركة «آندرويد» عام 2005، وأسست «التحالف المفتوح للهواتف الجوالة» Open Handset Alliance الذي يضم 84 شركة اتصالات ومصنعي المعدات والبرمجيات التي تلتزم بتطوير المعايير المفتوحة للهواتف الجوالة، من بينها «غوغل»، و«سامسونغ»، و«إتش تي سي»، و«موتورولا موبيليتي»، و«إل جي»، و«إنتل»، و«إيه آر إم»، و«كوالكوم»، و«تي موبايل»، و«سبرينت نيكستيل»، و«أسوس»، و«إيسر»، و«غارمن»، و«هواوي»، و«فودافون»، و«توشيبا»، و«سوني»، و«ديل»، و«إن فيديا»، و«تيكساس إنسترومنتس»، بالإضافة إلى مزاد «إي باي» e - Bay الإلكتروني.

وطرح الإصدار الأول منه على جهاز «إتش تي سي دريم» HTC Dream (والمسمى أيضا «تي موبايل جي1» T Mobile G1) في 23 سبتمبر (أيلول) 2008، وكان يقدم تكاملا مع خدمات «غوغل»، ومتصفح إنترنت، ومتجرا خاصا لتحميل التطبيقات والتحديثات من الإنترنت، بالإضافة إلى دعمه شبكات «بلوتوث» و«واي فاي» اللاسلكية، وتوفير تطبيقات للدردشة الفورية مع الآخرين، وأداء المهمات المتعددة في آن واحد.

وطرحت الإصدارات اللاحقة بأسماء مقتبسة عن الحلويات، مثل «كابكيك» (Cupcake 1.5)، و«دونات» (Donut 1.6)، و«إيكلير» (Eclair 2.0)، و«فرويو» (2.2Froyo )، و«جينجربريد» (Gingerbread 2.3). وطرح إصدار «هاني كوم» (Honeycomb 3.0) الخاص بالأجهزة اللوحية في 10 مايو (أيار) 2011. ويعتبر الإصدار اللاحق (4.0 المعروف باسم «آيس كريم ساندويتش» Ice Cream Sandwich) الذي طرح نهاية عام 2011 على أجهزة محددة من أهم إصدارات «آندرويد»، ذلك أنه يوحد واجهة التفاعل Graphical User Interface GUI بين الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، مع دعمه لتقنيات متطورة تستطيع التعرف على وجه المستخدم، وتطوير قدرات ومزايا التصوير بشكل كبير، والسماح بتبادل الملفات لا سلكيا بين الأجهزة المختلفة من خلال تقنية «التواصل عبر المجال القريب» Near Field Communication NFC.

ووفقا لدراسة أعدتها شركة «نيلسون» للأبحاث، فإن مستخدمي نظام التشغيل «آندرويد» يشغلون خدمات «غوغل» بنسب كبيرة؛ حيث يستخدم 89% منهم «سوق آندرويد» Android Market، و79% «بريد غوغل»، و74% «خرائط غوغل»، و73% «بحث غوغل»، تليها تطبيقات «فيس بوك» (72%) و«يوتيوب» (53%)، بينما حصلت لعبة «آنغري بيردز» Angry Birds المشهورة على نسبة 27%.

وتكمل الدراسة بأن مستخدمي «آندرويد» يفضلون برامج الدردشة النصية بشكل كبير، بينما يقضون أوقاتا أطول في تطبيق «فيس بوك»؛ حيث بلغ تكرار استخدام البرامج النصية 1059 مرة في اليوم لأول 4 برامج («هاندسيت إس إم إس» Handset SMS، و«غو إس إم إس برو» GO SMS Pro، و«جي ميل» GMail، و«ووردز ويذ فريندز» Words With Friends)، بينما استخدموا تطبيق «فيس بوك» بمعدل ساعتين و46 دقيقة و34 ثانية في اليوم بنسبة 62% للإناث و38% للذكور.

ومن النتائج التي تؤكد أن المستخدمين يريدون أكثر من مجرد التكلم مع الآخرين عبر الهاتف أن الوقت الذي يقضيه مستخدمو هواتف «آندرويد» في التحدث مع الآخرين في كل يوم لا يشكل إلا 3% من إجمالي وقت استخدامهم للجهاز، وفقا للدراسة نفسها، بينما حصل تطبيق «فيس بوك» على 40% من الوقت، و28% للألعاب الإلكترونية، و12% لتصفح الإنترنت. وتظهر هذه الأرقام أن الهاتف لم يعد مجرد أداة للتكلم مع الآخرين، بل أصبح وسيلة مهمة للترفيه والتواصل وتصفح الإنترنت والعمل.

وبالنسبة لمتجر تطبيقات «آندرويد»، فيقدم أكثر من 400 ألف تطبيق، ووصل حجم التحميل الشهري منه إلى مليار تطبيق، الأمر الذي يدل على شعبيته المتزايدة بين المستخدمين، وذلك بسبب توافر مجموعة كبيرة من التطبيقات المختلفة التي تناسب جميع الاحتياجات والأذواق، والأسعار المنخفضة لها (أو المجانية)، والخدمات القيمة التي تقدمها تلك التطبيقات. واحتفلت «غوغل» في ديسمبر (كانون الأول) 2011 بوصول إجمالي حجم تحميل التطبيقات إلى 10 مليارات منذ إطلاق المتجر الإلكتروني عام 2008، مقارنة بـ6 مليارات في يونيو (حزيران) 2011، بينما لا تزال «أبل» في الطليعة بـ18 مليار تحميل لتطبيقات متجرها.

وفي المنطقة العربية، أسهمت مبيعات هواتف «غالاكسي إس» و«غالاكسي إس 2» و«غالاكسي نوت» و«غالاكسي نيكزس» من «سامسونغ»، و«ريزر» من «موتورولا موبيليتي» (اشترت «غوغل» هذه الشركة في صيف العام الماضي مقابل 12.5 مليار دولار أميركي)، و«أوبتيموس 3 دي» من «إل جي»، و«إكسبيريا بلاي» من «سوني» («سوني إريكسون» سابقا) على انتشار «آندرويد» وترحيب المستخدمين العرب به؛ حيث إن الأجهزة طرحت في إصدارات مختلفة وأسعار تناسب جميع فئات المستخدمين، مع دعمها الكامل للغة العربية من حيث القدرة على الكتابة من خلال لوحة المفاتيح الرقمية العربية، ودعم مواقع الإنترنت العربية، وواجهة التفاعل المعربة بالكامل. وعلى صعيد الأجهزة اللوحية، كان لأجهزة «سامسونغ غالاكسي تاب» و«موتورولا زوم» دور فعال في نشر «آندرويد» على الأجهزة اللوحية في المنطقة.

وفي لقاء مع الرئيس التنفيذي لشركة «آكسيوم تيليكوم» Axiom Telecom المتخصصة في توزيع الهواتف الجوالة وملحقاتها وخدمات الاتصالات، يرى فيصل البناي أن سوق «آندرويد» قد ازدهرت بشكل كبير في عام 2011، سواء على صعيد الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية. وتتوقع الشركة ازدياد الإقبال عليه في العام الجديد. ويضيف أن مستخدمي «آندرويد» يحتاجون إلى جهاز عملي يلبي جميع احتياجاتهم بجودة مرتفعة وبسعر مناسب. وأطلقت الشركة مؤخرا هاتف «بي 7100» Bee 7100 الذكي الذي يعمل بنظام التشغيل «آندرويد» في منطقة الخليج العربي، الذي يسمح باستخدام شريحتين، ليكون أقل الهواتف الذكية سعرا في الأسواق بقيمة تبلغ 399 ريالا سعوديا (106 دولارات أميركية) فقط.

ويضيف أنه على الرغم من الحماس الذي تشهده سوق «آندرويد»، لا تزال سوق أجهزة «بلاك بيري» و«آي فون» مفعمة بالحيوية؛ نظرا لقدراتها الكبيرة على تسهيل التواصل بين الأفراد، وبشكل كبير. وفي الواقع، لدى الإمارات العربية المتحدة أعلى معدل انتشار للهواتف الجوالة يبلغ 193%، الأمر الذي يدل على أن الكثير من المستخدمين لديهم أكثر من هاتف واحد، وعلى الأغلب للاستفادة من جميع المزايا التي تقدمها هذه المجموعات من الهواتف الذكية للمستخدمين المتعطشين لاستخدام أحدث التقنيات.