استطلاع جديد يستكشف علاقة الفرنسيين بالإنترنت والهواتف الذكية

19 مليون فرنسي يستعملون الهواتف و«الألواح»

TT

قبل ثلاثة أعوام، كشفت بعض الإحصاءات الاقتصادية، أن قيمة التداول بما يعني البيع والشراء، عبر المواقع التجارية على الإنترنت في فرنسا بلغت ثلاثة عشر مليار يورو. هذا الرقم، المهول، تضاعف بالتأكيد خلال هذه الفترة البسيطة. فمواقع الإنترنت، التي تعرض بضائع من كل لون وحجم وبأسعار تكسر القيمة الفعلية للبضائع في السوق الكلاسيكية، لا بد أنها تجني الكثير بسبب تقديم بضائعها للزبائن بشكل مغرٍ. فمن بين ألف عملية بيع وشراء تتم عبر النت ومن خلال هذه المواقع، يصل عدد الخطأ أو تلف المنتج ووصوله لطالبه بحالة سيئة إلى واحد على ألف. مما يعني أن الخطأ نادر الحدوث، وهو الأمر الذي جعل علاقة مبنية على الثقة بين الزبائن وطرق الشراء عبر النت.

هذا كان قبل ثلاثة أعوام. اليوم، مع خروج أجيال جديدة من الهواتف الذكية والألواح الذكية التي تصل مستخدمها بالشبكة أينما كان، بدأت العلاقة تأخذ شكلا آخر. ربما يكون مرضيا في بعض الأحيان. خاصة لمن لا يشغلون أوقاتهم، بهوايات، تخرج عن نطاق النت، كالرياضات المختلفة.

ويشير إحصاء جديد أجري في فرنسا ونشرت نتائجه مجلة «سامانتيريس» الشعبية إلى أن تسعة عشر مليون فرنسي يستعملون الهواتف والألواح الذكية، وأن هذه الوسائل حلت محل أشياء كثيرة كانت توجد في حياتهم اليومية أو على الأقل تستخدم من قبل. المجلة التي نشرت الإحصاء مرفقا برسوم «بونديسينيه» قالت إن رقم المستخدمين مرشح لأن يتضاعف خلال النصف الأول من العام الحالي، بفضل العروض المغرية والكثيرة من شركات الاتصالات التي بدأت المنافسة فيما بينها توسع من سوق استخدام هذه الأجهزة، إضافة إلى تدني أسعار الاتصال بالشبكة.

وقبل أيام قليلة، وفي السياق نفسه، قامت شركة «فري» التي تبيع خدمات الإنترنت والهاتف المنزلي بتقديم عرض مغر جدا تمثل باشتراك في الهاتف المحمول بأقل من عشرين يورو في الشهر يمكن من خلال الاتصال بأي رقم هاتف موبايل داخل فرنسا وأميركا وكندا وألاسكا وهاواي وكذلك الاتصال بشكل مجاني بأرقام الهاتف المنزلية في أربعين بلدا حول العالم وأيضا إرسال الرسائل النصية والمصورة بشكل مجاني إلى جانب اتصال دائم بشبكة الإنترنت. وهو عرض أحدث ما يشبه الثورة في عالم الاتصالات ومثّل ضربة كبيرة لكبريات الشركات الاحتكارية لهذه الخدمات. وهو ما جعل بعضها مثل شركة «أورانج» و«فرانس تيليكوم» تقدمان عروضا مغرية أخرى وتخفضان من أسعار الاشتراكات للمحافظة على المشتركين.

أما بخصوص الإحصاء الجديد فقد أفادت نتائجه أن 66 في المائة من المستخدمين يستعملون هواتفهم كمنبه للاستيقاظ في الصباح مكان المنبه - الساعة التقليدية، الأمر الذي بات يفقد سوق هذا النوع من الساعات مكانته التجارية، بأن يتحول شيئا فشيئا إلى قطع شبه أثرية أو إلى قطع لا تستخدم إلا من قبل كبار السن. وأشار الاستطلاع أيضا إلى أن 50 في المائة يتابعون الإنترنت عبر الهواتف والألواح الذكية قبل الدخول للنوم، وأثناء وجودهم في السرير قبل النوم مباشرة. كما أن النسبة نفسها كانت لأول شيء يفعله المستخدم عند الاستيقاظ صباحا، وقبل حتى أن يغادر السرير. وأن 17 في المائة يستخدمون هواتفهم وألواحهم في التواليت. كما أن 13 في المائة يستخدمونه لسماع الموسيقى أثناء الاستحمام. في حين أن 26 في المائة منهم يستعملونه لقراءة الصحف مكان الصحيفة الورقية أثناء أخذهم لوجبة الفطور. كما يدخل 75 في المائة منهم إلى الإيميل أثناء وجودهم في وسائل النقل العامة مثل الباص والقطار والمترو وغيرها من وسائل النقل. كما كشف الإحصاء عن أن 34 في المائة من المستخدمين يرسلون الرسائل النصية أثناء قيادتهم للسيارة، رغم أن ذلك ممنوع في القانون، وقد يعرض فاعله إلى غرامة، تصل إلى مائة وخمسون يورو إلى جانب فقدانه ثلاث نقاط من رخصة قيادة السيارة.

وكشف الإحصاء أن 25 في المائة من المستخدمين يفضلون نسيان حقائبهم التي تحوي بطاقة الهوية والبطاقات البنكية على نسيانهم الهاتف الذكي. كما أن 62 في المائة يستخدمون الهواتف والألواح للاستدلال على اتجاهات الطرقات والأماكن التي لا يعرفونها. النتائج أفادت أن 40 في المائة من الموظفين يستعملون الإنترنت من خلال هواتفهم وألواحهم للدخول إلى مواقع معينة أثناء أوقات عملهم الرسمية وأن 20 في المائة من هذه المواقع هي مواقع التواصل الاجتماعي مثل «فيس بوك» و«تويتر»، كما وصلت نسبه استعمال مواقع جنسية إلى 4 في المائة فقط.

وجاء في النتائج أن 71 في المائة من المستخدمين يستعملون الهواتف كآلات تصوير يستعملونها في التلصص على حياة الآخرين أو تصويرهم دون علمهم أو أخذ إذن منهم بذلك. كما أن شخصا من ثلاثة، خاصة بين المراهقين يغازل عشيقته عبر الرسائل النصية و12 في المائة أنهوا علاقاتهم الغرامية من خلال هذه الرسائل.

النتائج وصلت إلى أن نحو 70 في المائة من المستخدمين يشاهدون التلفزيون أو يبقونه مشغلا أثناء انشغالهم بهواتفهم وألواحهم الذكية. منهم 82 في المائة يبقون التلفزيون مشغلا أثناء انهماكهم في متابعة النت من الألواح الذكية و30 في المائة منهم في الوقت نفسه الذي هم فيه منشغلون بمراقبة هواتفهم الذكية. وأن 48 في المائة يدخلون إلى النت ويرسلون رسائل نصية قبل النوم مباشرة. وهي عادة مستجدة، إذ كانت العائدة السائدة فيما مضى تفيد أن أكثر من نصف الفرنسيين يقرأون لمدة لا تزيد على ثلاثين دقيقة قبل النوم. وأن 42 في المائة منهم يتركون هواتفهم مضاءة طوال الليل، الأمر الذي يضر بالصحة أثناء النوم بفضل الاتصال بالشبكة بشكل دائم.