الفنان الكفيف ماهر سعيد: «الكاميرا صديقتي أرى بها ما لا أرى»

افتتح معرضه محافظ الأقصر وضم 4 آلاف صورة متنوعة

الفنان ماهر سعيد رفقة محافظ الأقصر وبعض الجمهور في إطلالة على لوحات المعرض
TT

«الصورة بصيرة» شعار تجسد ضمنيا عبر 4 آلاف صورة فوتوغرافية لفنان مصري محترف، لكنه يختلف عن جميع الفنانين، فهو فنان لا ينتمي لطائفة المبصرين، بل ينتمي لطائفة المكفوفين، لكنه مع ذلك استطاع بحس الفن والبصيرة أن يعبر بلوحاته الرائعة عن حالة جديدة وفريدة تتحدى إعاقة البصر، حيث تخصص وبرع في مجال يعتمد أساسا على البصر والرؤية.

الفنان المصري الكفيف الدكتور ماهر سعيد الذي فقد بصره في سن مبكرة من حياته لم يستسلم للإعاقة التي حرمته من ممارسة حياته بشكل طبيعي مثل بقية البشر، فاتخذ الكاميرا رفيق درب، وصديقا حميما يبوح لها بما تجيش به نفسه من رؤى وأفكار وأسرار.

يصف الفنان هذه الصداقة قائلا: «الكاميرا لا تفارقني، لقد أصبحت ظلي ومرآتي، أرى بها ما لا أرى، وبها تمكنت من رفع كفاءة حواسي وتنمية القدرة على الربط بينها وبين أن أبصر مواطن الجمال، لألتقط الصورة بحواسي وحدسي الفني».

المعرض نظمته جمعية العطاء الخيرية بالتنسيق والتعاون مع جمعية «عيون الكفيف الخيرية العربية»، بنادي مارى مرقص بمحافظة الأقصر، وأقيم تحت رعاية كل من حزب التحدي والإرادة ومركز العدل والتنمية لحقوق الإنسان بالأقصر.

شارك في افتتاح المعرض الدكتور عزت سعد محافظ الأقصر، مؤكدا أن تقدم وحضارة الشعوب ورقيها وثقافتها يظهر جليا من مدى الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة.

وبفرح طفل راح الفنان ماهر سعيد يتبادل أطراف الحديث مع الجمهور، وتتسع ابتسامته وهو يسرد وقائع وذكريات عن صورة ما، كاشفا في الوقت نفسه، عن سعة ثقافته ومعرفته، لافتا إلى أن هذا المعرض هو الرابع له، فقد أقيمت له معارض سابقة في عدد من الدول كالكويت وسوريا، كما أنه قام بتدريس فن التصوير بجمعية أبناء بنها للمكفوفين لتدريب الشباب على تنمية الإحساس بالصورة، وقد لقب ماهر سعيد بـ«عاشق الأقصر» لحبه الشديد لها، لذلك اختار الأقصر لمعرضه الجديد ليسهم في تنشيط السياحة وعودتها مرة أخرى للمحافظة.